صاحـب السـمو يعــزز آفـاق التعـاون مـع كـرواتيـا

  • 11/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

زغرب- الدوحة- قنا: وصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى العاصمة زغرب مساء أمس، في زيارة رسمية إلى جمهورية كرواتيا تستغرق يومين. وكان في استقبال سموه والوفد المرافق في مطار زغرب «فرانجوتودمان»، سعادة السيد داريو ميهلين مستشار رئيسة الجمهورية للشؤون الخارجية والأوروبية، وسعادة السيد ناصر بن حمد مبارك آل خليفة سفير دولة قطر لدى كرواتيا، وسعادة السيد دراغو لوفريتش سفير جمهورية كرواتيا لدى الدولة، وسعادة السيدة إيفانا سيفكوفيتش مساعدة وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية، والسادة أعضاء السفارة القطرية. وغادر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أرض الوطن ظهر أمس، متوجهاً بحفظ الله ورعايته إلى جمهورية كرواتيا في زيارة رسمية تستغرق يومين. يرافق سمو الأمير وفد رسمي. وتأكيداً على نهجها المستقل واستمرار مسيرتها لبناء وتحصين الوطن وتعزيز بنيته في كافة القطاعات وفتح مجالات جديدة أمام الاقتصاد القطري، يواصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، جولاته الخارجية واتصالاته ولقاءاته مع مختلف قادة الدول الشقيقة والصديقة، وفي هذا السياق تندرج زيارة سموه الرسمية لجمهورية كرواتيا والتي بدأت أمس ويتبعها بزيارة دولة إلى الجمهورية الإيطالية، تلبية لدعوة من كل من فخامة الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش، وفخامة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا. ومن المنتظر أن يبحث سمو الأمير المفدى مع قادة وكبار المسؤولين في البلدين، سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. كما سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مختلف المجالات في كلا البلدين. صداقة استراتيجية يذكر أن العلاقات بين قطر وكرواتيا علاقات صداقة استراتيجية متميزة ومتنامية، وتشهد تطوراً متواصلاً في جميع المجالات وخصوصاً في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في ديسمبر من عام 1992.. وتم افتتاح سفارة دولة قطر في العاصمة الكرواتية زغرب مطلع عام 2013م، عقب افتتاح سفارة كرواتيا في الدوحة أواخر عام 2012م كأول سفارة لها، في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي إطار الزيارات المتبادلة، قامت فخامة الرئيسة كوليندا غرابر كيتاروفيتش رئيسة جمهورية كرواتيا في أبريل من العام الماضي، بزيارة رسمية لدولة قطر، بحثت خلالها مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تعزيز علاقات البلدين لاسيما في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والبيئية، كما تناولت المباحثات أبرز القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية ومواقف البلدين تجاهها.. وفي ختام المباحثات قلدت الرئيسة الكرواتية سمو الأمير المفدى الوسام الكبير للملك توميسلاف مع الوشاح والنجمة الكبرى، وهو أعلى وسام في جمهورية كرواتيا. منتدى الأعمال وشهدت فخامة الرئيسة الكرواتية خلال الزيارة، منتدى الأعمال القطري - الكرواتي وأعربت عن أملها في أن ترتقي علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين، مشيرة إلى أنها تضاعفت عدة مرات منذ العام 2002.. ودعت رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلادها، مؤكدة أن كرواتيا بلد مفتوح للأعمال وترحب بالاستثمارات القطرية كما تقدم مزايا عديدة للمستثمرين. وكان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر /‏حفظهما الله/‏ قد قاما بزيارة رسمية إلى جمهورية كرواتيا عام 2009.. كما زار العديد من الوزراء والمسؤولين القطريين جمهورية كرواتيا وأجروا مباحثات هناك تناولت تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، كل في مجال اختصاصه، وفي أكتوبر 2009 تم وضع حجر الأساس للمركز الإسلامي بمدينة “رييكا” الكرواتية على نفقة دولة قطر. كما زار الرئيس الكرواتي الأسبق “ستييبان ميسيتش” دولة قطر للمرة الأولى عام 2004 أعقبتها زيارته الثانية في عام 2008. وقام رئيس جمهورية كرواتيا السابق “إيفو يوسيبوفيتش” بزيارة دولة قطر في شهر نوفمبر عام 2012.. وزار دولة السيد اندريه بلنكوفيتش رئيس الحكومة الكرواتية، الدوحة في شهر فبراير 2016.. كما زار الدوحة في السنوات الأخيرة العديد من الوزراء وأعضاء الحكومة الكرواتية ومنهم وزراء الشؤون الخارجية والداخلية والعدل ورئيس البرلمان الكرواتي، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الكرواتية. العلاقات الدبلوماسية ومنذ الإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تنظم العلاقات الثنائية والتي شملت تشجيع وحماية الاستثمارات، والتعاون السياحي والاقتصادي والمصرفي، وفي مجال تطوير الموارد البشرية، والتعاون في مجال حماية البيئة، ومذكرة تفاهم بين غرفة قطر والغرفة الاقتصادية الكرواتية. وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، وفي قطاع النقل الجوي، وتكنولوجيا الطاقة، كما نظمت الغرفة الاقتصادية الكرواتية عدة زيارات إلى دولة قطر، بدءاً من 2003، عملت من خلالها على تعزيز العلاقات مع الشركاء القطريين.. وتجري دراسة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتطوير التعاون بين الدوحة وزغرب في العديد من المجالات والقطاعات. 10 رحلات وكانت الخطوط الجوية القطرية قد بدأت في مايو 2012، تسيير رحلاتها المباشرة إلى زغرب والتي وصلت إلى 10 رحلات أسبوعياً، كما تم بناء المركز الإسلامي بمدينة رييكا بمبلغ وقدره 8 ملايين يورو مقدمة من دولة قطر، إضافة إلى تبرعات للمشيخة الإسلامية في جمهورية كرواتيا بهدف تقديم منح دراسية إلى الطلبة الكروات للدراسة في دولة قطر، ومنح للحج لمسلمي جمهورية كرواتيا. وهناك رغبة كرواتية كبيرة لتنظيم عملية دخول الشركات الكرواتية السوق القطرية. 1000 جزيرة وتقع جمهورية كرواتيا في وسط أوروبا وتطل من الغرب على البحر الأدرياتيكي الذي يفصلها عن إيطاليا.. وتتألف من أكثر من ألف جزيرة كبيرة وصغيرة متفاوتة في المساحة، منها 48 جزيرة مأهولة بشكل دائم. وتعد كريسوكرك أكبرها، إضافة إلى وجود مساحات مائية ضخمة وبحيرات كبيرة. وتتنوع التضاريس في كرواتيا حيث يوجد بها بعض الجبال في المناطق الغربية تجاه ساحل البحر بينما تتميز المناطق الشرقية والشمالية بالسهول الزراعية المنبسطة.. وتمر عبر كرواتيا العديد من الأنهار مثل الدانوب ونهر السافا ونهر درافا ونهر كوبا ونهر مورا وغيرها. ويبلغ عدد سكان كرواتيا نحو أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، أما مساحتها فتزيد قليلاً على ستة وخمسين ألف كيلو متر مربع، وتبذل كرواتيا الواقعة في العمق الأوروبي والعضو في الاتحاد الأوروبي، جهوداً ضخمة لجذب الاستثمارات الأجنبية ضمن محاولاتها المستمرة لتحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وتوجد العديد من القطاعات التي تزخر بفرص استثمارية كثيرة منها قطاع الطاقة، حيث تبذل زغرب جهوداً كبيرة في هذا المجال من أجل إنشاء محطة الغاز الطبيعي المسال في بلدة “أوميشال على جزيرة “كرك” الساحلية التي تعتبرها كرواتيا مشروعاً استراتيجياً يتيح لها المجال لتنويع مصادر الطاقة خاصة وأنها تسعى لأن تكون لاعباً مهماً في تزويد منطقة وسط وجنوب شرق أوروبا بالغاز الذي يعتبر مصدر الطاقة الأهم في المستقبل المنظور والبعيد. فرص استثمارية وهناك إمكانية للاستثمار في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية حيث تستورد كرواتيا ما يعادل 40 بالمائة من احتياجاتها من الخارج، وذلك بإنشاء محطات إنتاج الكهرباء الحرارية التي تعمل بالغاز الصديق للبيئة، وتعتبر كرواتيا من أبرز دول العالم التي تمتلك خبرات واسعة في مجال بناء السفن التي تستمدها من خبرات جمهورية يوغسلافيا السابقة (التي كانت كرواتيا جزءاً منها) والتي كانت في فترة من الفترات من أوائل دول العالم في مجال صناعة السفن، إضافة إلى ما تتمتع به من خبرات كبيرة في مجال صيانة منصات النفط والغاز العائمة. وفي القطاع الزراعي تتمتع كرواتيا بمساحات واسعة من الأراضي الخصبة وتحديداً في منطقة سلافونيا السهلية التي تعتبر سلة غذاء لا تنضب، ويعتبر القطاع السياحي الكرواتي أكثر المجالات الاقتصادية تعطشاً للاستثمارات الأجنبية، ويضم إمكانيات ضخمة غير مستغلة خاصة في الجزر المتناثرة قبالة الساحل التي تعتبر درة السياحة الكرواتية حيث تستقطب ملايين السياح الأجانب الذين يزورونها كل صيف.

مشاركة :