كتب - إبراهيم بدوي: أكد سعادة لي تشن سفير الصين لدى الدولة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الصين ستساهم في إثراء مقومات علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي في جميع المجالات. وقال سعادته في تصريحات للصحفيين بمقر إقامته بالدوحة، أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة وتأثيراً بعيد المدى للعلاقات الثنائية، موضحاً أنها تأتي تلبية لدعوة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية. وسوف يُجري زعيما البلدين مباحثات لتوطيد علاقة الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون في كافة المجالات وأيضا بحث كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وصرح سفير الصين لدى الدوحة أن زعيما البلدين سيحضران مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات لتعزيز التعاون المشترك لافتاً إلى إقامة فخامة الرئيس شي جين بينغ مراسم الاستقبال ومأدبة ترحيب على شرف صاحب السمو. كما سيلتقي صاحب السمو أمير البلاد المفدى، مع كل من السيد لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني والسيد لي تشان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وقال السفير لي تشن أنه سيتم عقد منتدى الأعمال القطري الصيني على هامش الزيارة. ومن المقرر أن يعلن البلدان عن تأسيس جمعية الصداقة القطرية – الصينية مؤكداً أنها خطوة مهمة في سعي الجانبين لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين. واستعرض السفير الصيني تطور العلاقات القطرية الصينية، مشيراً إلى احتفال البلدين قبل أشهر بمرور 30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1988، قائلاً أنها مهدت الطريق لبدء عهد جديد للعلاقات بين البلدين والشعبين يسودها المساواة والاحترام والدعم المتبادل. كما استعرض سعادته أهم الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين فى السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أهمية زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، إلى الصين عام ٢٠١٤، والتي شهدت الإعلان عن إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ما دفع العلاقات إلى مرحلة جديدة من التطور السريع. وأشار إلى زخم الزيارات المتبادلة بين البلدين مؤخراً على مستوى مجلس الوزراء والمستوى الوزاري وحضور الجانبين للاجتماعات والمنتديات والمعارض المقامة في البلد الآخر. قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب حول تعاون قطر والصين في مكافحة الإرهاب، أكد السفير الصيني أن قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب وتقوم بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وقد وقع البلدان في عام 2017، اتفاقية بشأن التعاون في المجال الأمني وإنفاذ القانون. وقال: الصين ترى أن الإرهاب تهديد وخطر على جميع الدول وتحرص على تعزيز التعاون مع الجميع بما فيها دولة قطر في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف وإنشاء آلية طويلة الأمد للتعاون الأمني من خلال الحوار بشأن السياسات وتبادل المعلومات والتعاون التقنى وتدريب الأفراد ومواجهة التهديدات الإرهابية الدولية والإقليمية بشكل مشترك. وعلى الصعيد التعاون الدولي، نوّه سفير الصين لدى الدوحة إلى حرص الجانبين على التنسيق والتعاون والعمل من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار على المستويات الإقليمية والدولية والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية والسعى لبناء مجتمع بشري يسوده الأمن والسلام والتنمية. كما حرص الجانبان على التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، والذي استضافت الدوحة دورته السابع للاجتماع الوزاري في مايو ٢٠١٦. ٦٢ألف سائح صيني زاروا قطر 2018 قال السفير لي تشن أن عدد السائحين الصينيين الزائرين لقطر في عام ٢٠١٨ ، تجاوز 62 ألف سائح صيني بزيادة 38% عن العام السابق، ووصل عدد القطريين الزائرين للصين حوالي 2600 مواطن عام 2017 ، وأكثر من 3000 مواطن عام 2018. ونوّه بتوقيع قطر والصين على اتفاقية إعفاء مواطني البلدين من متطلبات التأشيرة ودخولها حيز التنفيذ من يوم 21 ديسمبر الماضي. وأكد أن هذه الخطوة تتيح لمواطني البلدين فرصة السفر في أي وقت كما يريدون. وإنها دلالة على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه علاقات البلدين ورغبتهما في مواصلة تطويرها وأنها ستشجع وتدفع بتبادل الزيارات والأعمال والسياحة إلى مستوى أعلى. وشدد السفير الصيني على أن قطر تعد محطة مهمة للسفر والتنقل في المنطقة. وأوضح أن الخطوط القطرية تسير 49 رحلة مباشرة كل أسبوع إلى سبع مدن صينية وهي بكين وشانجهاي وقوانجتشو وهانجتشو وتشنجدو وتشونجتشينج وهونج كونج. كما يقوم المجلس الوطني للسياحة بوضع برامج لاستقطاب السائحين الصينيين وفتحت ثلاثة مكاتب تمثيلية لها في بكين وشانجهاي وقوانجتشو. وفي سبتمبر عام 2017 ، تم إبرام إتفاقية تسهل الترويج لدولة قطر كوجهة سياحية داخل السوق السياحي الصيني، فضلاً عن استقبالها للسائحين من الصين. شركات قطرية وصينية تقيم مشاريع في بلدان ثالثة أكد السفير الصيني لدى الدوحة أن قطر والصين حققتا إنجازات كبيرة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري على مدى ال 30 عامًا الماضية. واستدل على ذلك بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من 50 مليون دولار عند بداية تأسيس العلاقة الدبلوماسية إلى 10.3 مليار دولار عام 2017م، محققاً نمواً بحوالي 200 ضعف. وقال إن حجم التبادل التجاري من يناير إلى نوفمبر عام 2018م بلغ 10.3 مليار دولار، مسجلاً نمواً بنسبة حوالي 46 % مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. وتعد الصين حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها، وتعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال للصين. وأوضح السفير لي تشن، أن هناك حوالى 200 شركة صينية وصينية قطرية مشتركة في قطر حالياً، وتعمل في قطاعات الهندسة والمقاولات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والخدمات، وشارك بعضها في مشاريع حيوية في إطار الرؤية الوطنية 2030 ومشاريع مونديال 2022، وتساهم في مسيرة البناء في قطر. وفي نفس الوقت هناك شركات قطرية تدخل السوق الصيني. كما تم توقيع عقد جديد طويل الأجل بين شركة بتروتشاينا وشركة قطر غاز لتزويد الصين بالغاز الطبيعي المسال العام الماضي. قطاع الاستثمار قال السفير الصيني: إن الجانبين وقعا على اتفاقية لتبادل العملات بقيمة 35 مليار يوان صيني في عام 2014 وتم تجديدها في عام 2017. وفي عام 2015 تأسس أول مركز مقاصة للعملة الصينية «الرمينبي» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قطر في خطوة مهمة تخدم التبادل التجاري والاستثمارى وتسهيل المعاملات المالية بين البلدين. وقد فتح كل من بنك الصين الصناعي والتجاري وبنك الصين فرعاً لهما في الدوحة. وقام كل من بنك قطر الوطني وبنك الدوحة بفتح مكاتب لهما في الصين. ويعد التعاون في مجال الاستثمار من أهم المجالات الواعدة في التعاون الصيني القطري، والشركات الصينية لديها الرغبة للاستثمار في دولة قطر كما ترحب الصين بالاستثمار القطري. مبادرة الحزام وحول دعم قطر لمبادرة الحزام والطريق الصينية لربط الصين بالعالم بطرق تجارية برية وبحرية قال السفير لي تشن إن قطر من أوائل الدول التي أيدت وأبدت رغبتها في المشاركة في مبادرة «الحزام والطريق» وهي عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي أسس في هذا الإطار بدعوة من الصين. وخلال زيارة صاحب السمو إلى الصين عام 2014، وقع البلدان مذكرة التفاهم حول التشارك لبناء «الحزام والطريق». وخلال السنوات الماضية، أولى البلدان اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون في الإطار الثنائي وكذلك في الإطار الثلاثي حيث أقامت شركات صينية وقطرية مشاريع مشتركة في بلد ثالث. رؤية قطر وأكد السفير لي تشن أن الصين تعمل الآن على زيادة الانفتاح والعمل المشترك في بناء مبادرة «الحزام والطريق» في حين تسعى دولة قطر نحو تحقيق «الرؤية الوطنية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد والاعتماد على النفس، ذلك جعل الصين وقطر مؤهلتين أكثر من أي وقت في الماضي نحو تقوية التعاون فيما بينهما والعمل معًا من أجل النفع المتبادل والفوز المشترك وتحقيق الأحلام العظيمة لكلا البلدين. وتعلق الصين أهمية كبيرة على العلاقات الصينية القطرية وهي مستعدة لتضافر الجهود مع قطر لربط الاستراتيجية التنموية فى البلدين واتخاذ مبادرة «الحزام والطريق» كمنصة وفرصة سانحة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا لعلاقة الصداقة والتعاون بين البلدين وتحقيق المزيد من النتائج التي ترجع بالنفع للشعبين وتدعم التنمية في البلدين.
مشاركة :