دعت قوى عراقية حكومة بغداد إلى تحقيق المزيد من الانفتاح نحو المملكة العربية السعودية لضمان الحصول على الطاقة والإفادة من شركاتها في تنفيذ أعمال إعادة الإعمار والبنية التحتية في المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش. جاء ذلك على خلفية استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للرئيس العراقي برهم صالح خلال زيارته للرياض، أول من أمس، حيث شهدت القمة التي جمعتهما استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها. وشدد ممثل محافظة الأنبار في البرلمان العراقي، فالح العيساوي، على أهمية دور دول الخليج وشركاتها في إعادة إعمار المدن المحررة وقال لـ «الوطن»، إن دولا خليجية وفي مقدمتها السعودية أعلنت استعدادها لتنفيذ مشاريع في المدن المحررة، داعيا الحكومة العراقية الحالية إلى التحرك السريع نحو المملكة ودول خليجية لتنفيذ مشاريع إعادة البنية التحتية في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، سيما وأن العديد من الشركات أبدت رغبتها في أن تقدم خدماتها بنظام الدفع بالأجل أو من خلال قروض ومنح مؤتمر الكويت». لجان تنسيقية أكد البرلماني السابق حسن شويرد لـ»الوطن»، على أهمية تنفيذ البرنامج الحكومي: «المتعلق بانتهاج سياسة متوازنة مع جميع دول الجوار وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوب المنطقة بعيدا عن فرض إرادات قوى إقليمية، موضحا أن الاتفاق بين العراق والمملكة خلال العامين الماضيين أسفر عن تشكيل لجان تنسيقية لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، وبالإمكان تفعيل عمل تلك اللجان في مجالات النقل والطاقة وتأهيل المنافذ الحدودية لرفع حجم التبادل التجاري». وأضاف أن العراق بحاجة ماسة اليوم، وفي ظل فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، إلى البحث عن بدائل لتوفير احتياجاته من الطاقة الكهربائية، مشددا على أن السعودية أبدت استعدادها لمساعدة العراق في المجالات كافة. كما حذر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السابق النائب الكردي عبدالباري زيباري، الحكومة والقوى السياسية المشاركة فيها من تجاهل الالتزام بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. لا وساطة نفت الرئاسة العراقية، أمس، أن يكون العراق يلعب دور الوساطة بين السعودية وإيران. وقالت في بيان: «فيما يخص التفاصيل المتعلقة بجولة رئيس الجمهورية، برهم صالح الأخيرة، فإننا نكرر ما قاله في جميع لقاءاته من أن العراق لا يلعب دور الوساطة بقدر سعيه لضرورة تجنيب العراق تداعيات الصراع في المنطقة». ونقل البيان عن الرئيس تأكيده أن «العراق هو نقطة تلاقي المصالح المشتركة بين محيطه العربي والإقليمي، في إطار سعيه لتوطيد الصداقة والأخوّة، مع حفظ تام للسيادة واحترام البلدان الأخرى».
مشاركة :