فيما جددت الحكومة العراقية أمس رغبتها في تطوير علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بما يخدم مصالح البلدين وضمان حفظ أمن المنطقة، على لسان المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة حيدر العبادي، أكد الخبير الأمني العراقي هاشم الهاشمي أهمية تعزيز التقارب العراقي السعودي لضمان أمن المنطقة. وقال لـ "الوطن": أبدت المملكة رغبتها في تطوير علاقاتها مع العراق منذ تشكيل الحكومة الحالية في إطار حرصها على بلورة موقف عربي موحد لمحاربة الإرهاب، موضحا أن الأوضاع الإقليمية في ظل اتساع نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة تتطلب مزيدا من التقارب بين الرياض وبغداد وتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، لا سيما في ما يتعلق بالتعاون الأمني المشترك لضبط الحدود بين البلدين وتبادل المعلومات. وكان سعد الحديثي المتحدث باسم حيدر العبادي قال في تصريح له أمس إن: جزءا أساسا من برنامج الحكومة العراقية يتمثل بوضع أسس جديدة للعلاقات مع دول العالم عامة والجوار منها خاصة، تقوم على المصالح المتبادلة ومحاربة الإرهاب الذي يواجه دول المنطقة والعالم بأسره. وأضاف الحديثي، أن المملكة العربية السعودية من الدول التي يسعى العراق إلى إقامة علاقات طيبة معها، مشيرا إلى أن المسؤولين العراقيين قاموا بزيارات عدة للسعودية أسفرت عن موافقتها على افتتاح سفارة في بغداد وإرسال وفد فني لإتمام الأمور اللوجستية لافتتاحها، فضلا عن تسمية سفير لها، وتقديم اسمه لوزارة الخارجية العراقية، ولا يوجد أي إشكال بهذا الجانب كما يعتقد البعض. في شأن آخر، وفيما وسع مجلس عشائر الأنبار المنتفضة ضد تنظيم داعش الإرهابي نشاطه لدعم النازحين وضمان عودتهم إلى مناطق سكنهم، واصلت القوات الأمنية تقدمها لتحرير المجمع الحكومي وسط الرمادي بعد فرض سيطرتها على المناطق القريبة من المدينة. وقال المستشار الإعلامي في الحكومة المحلية باسم الأنباري لـ"الوطن": إن القوات الأمنية بمشاركة متطوعي العشائر وبإسناد طيران التحالف الدولي دخلت إلى منطقة التأميم عبر حي القادسية وشارع السيراميك القريب من الجامعة لكي تكون على مشارف مدينة الرمادي والمجمع الحكومي. مضيفا أن تحرير مبنى جامعة الأنبار أول أمس وفر إمكان دخول القوات إلى مدينة الرمادي من المحور الشرقي، فتمكنت من فرض سيطرتها على تل المشيهد القريب من شارع ستين، والتقدم الكبير في معظم المحاور والمناطق القريبة من مركز مدينة الرمادي والمجمع الحكومي. وقال الأنباري إن طيران التحالف الدولي شن أمس غارات استهدفت تجمعات داعش في قضاء الفلوجة، لشل حركة عناصر التنظيم تمهيدا لاقتحام القضاء من المحور الشرقي ومن ناحية الصقلاوية. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر مقتل العشرات من داعش، بينهم أجانب بصد هجوم للتنظيم على قضاء الخالدية شرق الرمادي. وقال: بلغت حصيلة صد هجوم الدواعش على الخالدية 30 مسلحا وتدمير ست عربات تابعة لهم، مبينا أن القوات الأمنية وأبناء العشائر أحبطوا الهجوم على القضاء من محورين وأجبروا عناصر داعش على الهروب إلى داخل الرمادي بعد تكبيدهم خسائر جسيمة. وفي إطار تقديم الدعم الشعبي لدعم معركة تحرير المحافظة، وسع مجلس عشائر الأنبار المنتفضة ضد داعش عمله ليشمل التركيز على الجهد الخدمي، إضافة إلى العمل الأمني لدعم النازحين وضمان عودتهم إلى منازلهم في المناطق التي يتمّ تحريرها. وقال المتحدث باسم المجلس محمد الشعباني لـ"الوطن": إن المجلس يضم 27 شخصية عشائرية قيادية، و70 شخصية ضمن الأمانة العامة للمجلس يعملون بشكل متواصل مع القوات الأمنية والمؤسسات الحكومية الأخرى لإنهاء الأزمة في محافظة الأنبار بتحريرها والمساهمة في إعادة العائلات النازحة إلى مناطق سكنها.