الرئيس الأميركي يؤكد أنه ليست لديه النية لإلغاء عقود عسكرية مع الرياض قائلا "إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء هذه العقود ستكون روسيا والصين أكبر المستفيدين"، في تأكيد يأتي ردّا على دعوات تنادي بإلغاء صفقات التسليح الأميركية للسعودية.واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إن جريمة القتل التي نفذها سعوديون بحق الصحافي السعودي جمال خاشقجي لن تخرج العلاقات بين واشنطن والرياض عن مسارها، مضيفا في بيان نشره البيت الأبيض أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ربما لم يكن يعلم بما حدث، لكنّه شدّد على أنه حتى مع طرح فرضية علم الأمير محمد بالحادث المأساوي فإن ذلك لن يغيّر من مسار العلاقات بين واشنطن والرياض. وتابع الرئيس الأميركي "ربما لن نعرف أبدا الحقائق المحيطة بجريمة قتل جمال خاشقجي. وعلى أية حال فإن علاقاتنا هي مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تعتزم أن تبقى شريكا راسخا للسعودية". وأوضح ترامب أيضا أنه ليست لديه النية لإلغاء عقود عسكرية مع الرياض قائلا "إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء هذه العقود، ستكون روسيا والصين أكبر المستفيدين". ونشر البيت الأبيض اليوم الثلاثاء بيانا صادرا عن الرئيس الأميركي تحدث فيه عن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول. وقال ترامب "إن العالم مكان خطير للغاية! وهناك على سبيل المثال إيران التي تتحمل المسؤولية عن حرب دموية تجري بالوكالة ضد السعودية في اليمن كما تسعى لزعزعة المحاولة الهشة للعراق لبسط الديمقراطية وتدعم تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان وتؤيد الديكتاتور بشار الأسد في سوريا الذي قتل الملايين من مواطنيه". وتابع مشيرا لإيران "وتفعل أشياء كثيرة على هذا المنوال. كما قتل الإيرانيون بصورة مشابهة كثيرا من الأميركيين والناس الأبرياء الآخرين في كل أنحاء الشرق الأوسط. إن طهران تردد بشكل علني الموت لأميركا والموت لإسرائيل. وإيران هي أكبر ممول للإرهاب في العالم". وفي المقابل تحدث ترامب عن جهود السعودية دوليا واقليميا في ارساء الامن والاستقرار ومكافحة الإرهاب. الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ترامب يرفض الغاء صفقات السلاح للسعودية وقال في بيانه "من جهة أخرى هناك السعودية التي ستنسحب من اليمن بسعادة في حال موافقة الإيرانيين على مغادرته. إن السعوديين سيمنحون في هذا الحال بشكل فوري وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن بصورة ماسة. وبالإضافة إلى ذلك وافقت السعودية على إنفاق مليارات الدولارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف". كما جدّد الرئيس الأميركي الفصل بين قضية مقتل خاشقجي وصفقات الأسلحة الأميركية للرياض وأيضا الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة. وقال "بعد زيارتي الطويلة إلى السعودية في العام الماضي وافقت المملكة على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في الولايات المتحدة وهذا المبلغ المالي قياسي وسيخلق مئات آلاف فرص العمل ويوفر نموا اقتصاديا عظيما بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى للولايات المتحدة. وسيتم إنفاق 110 مليارات دولار من أصل 450 لشراء المعدات العسكرية من شركات بوينغ ولوكهيد مارتن ورايثيون وكثير من الشركات العسكرية الكبرى الأخرى المتعاقدة في الولايات المتحدة". وأشار ترامب إلى الدعوات المنادية بإلغاء صفقات السلاح الأميركية على خلفية قضية خاشقجي، محذّرا من أن ذلك سيشكل هدّية للروس والصينيين. تركيا باتت جزء من حملة موجهة ضد المملكة، حيث تتعمد إثارة قضية خاشقجي وتحشد لتسييسها وابعادها عن مسارها الجنائي في الحادثة اتخذت فيها الرياض إجراءات قانونية حاسمة وقال "إن إلغاءنا هذه الصفقات بصورة متهورة سيعود بمنفعة ضخمة لروسيا والصين، اللتين سيسرهما خوض هذه الأعمال الجديدة. إن ذلك سيمثل هدية ممتازة لهما مباشرة من الولايات المتحدة". وشدّد الرئيس الأميركي على أن الكونغرس "حر في الذهاب في اتجاه مختلف" بشأن السعودية، لكنه سيدرس فقط الأفكار التي "تتسق مع الأمن الأميركي". ودافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء عن الدعم الأميركي للسعودية بعد ما تحدى الرئيس دونالد ترامب الضغوط وتعهد بالبقاء شريكا قويا للمملكة على الرغم من الحملة المغرضة التي تستهدف الرياض على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقال بومبيو في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في واشنطن، إن الولايات المتحدة ملزمة بتبني سياسات تعزز مصالح الأمن القومي الأميركي. وتركيا باتت جزء من حملة موجهة ضد المملكة، حيث تتعمد إثارة ضجيج قضية مقتل خاشقجي في توظيف سياسي مكشوف وتحشد لتحقيق دولي في الحادثة التي اتخذت فيها الرياض إجراءات قانونية حاسمة لمحاسبة المتورطين فيها بما في ذلك اعتقال 18 شخصا يشتبه في تورطهم في قتل خاشقجي وإقالة ستة مسؤولين، فيما يطالب الادعاء العام السعودي بالإعدام لخمسة من المتهمين، فيما يطالب الادعاء العام التركي بمحاكمة المتهمين في تركيا.
مشاركة :