واشنطن - وكالات: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه من المحتمل جداً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان على علم بقتل الصحفي جمال خاشقجي، لكن “في كل الأحوال “علاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية”. جاء ذلك في بيان صدر أمس عن البيت الأبيض، وكان منتظراً على نطاق واسع لمعرفة موقف ترامب بعدما نشرت وسائل الإعلام العالمية فحوى تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.أي)، الذي أشار إلى أن محمد بن سلمان هو من أصدر الأمر بقتل خاشقجي. وقال ترامب في البيان إن “الجريمة بحق جمال خاشقجي جريمة فظيعة لا يمكن أن تتهاون فيها بلادنا”، مشيراً إلى أن واشنطن فرضت عقوبات على 17 سعودياً تبين أنهم متورطون في قتل خاشقجي والتخلص من جثته. وأضاف أن “وكالاتنا المخابراتية تواصل تقييم المعلومات، لكن من المحتمل جداً أن ولي العهد كان على علم بهذا الحدث المأساوي.. ربما كان يعلم وربما لم يكن يعلم”. وأضاف ترامب “قد لا نعلم أبداً كل الحقائق المتعلقة بمقتل السيد جمال خاشقجي”، ثم أردف قائلاً “في كل الأحوال، علاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية.. إنها حليف عظيم في كفاحنا المهم جداً ضد إيران”. وشدد الرئيس الأمريكي على أن “الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكاً راسخاً للسعودية لضمان مصالح بلادنا وإسرائيل وكل الشركاء الآخرين في المنطقة”. وقالت مصادر إعلامية أمريكية إن بيان ترامب ترك الباب مفتوحاً لتحميل محمد بن سلمان مسؤولية جريمة اغتيال جمال خاشقجي. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي فصّل- للمرة الأولى منذ تفجر القضية- بين الشخصيات الموجودة في سدة الحكم بالسعودية وبين العلاقة مع المملكة بوجه عام. وتطرق ترامب في بيانه إلى التحركات الجارية داخل الكونجرس الأمريكي لاتخاذ إجراء ضد السعودية.وقال “أفهم أن هناك أعضاء في الكونجرس يرغبون -لأسباب سياسية أو غير ذلك- في الذهاب باتجاه مختلف، وهم أحرار في القيام بذلك”. وأضاف “سأنظر في أي أفكار تقدم لي، ما دامت تتسق مع أمن أمريكا وسلامتها”. وقد استهل ترامب بيانه بعبارة “أمريكا أولاً”، ثم قال إن “العالم مكان خطير جداً”، وأخذ يتحدث عن الخطر الذي يعتقد أن إيران تمثله، وعن وقوف السعودية في مواجهتها. وتحدث الرئيس الأمريكي عن صفقات الأسلحة التي أبرمها مع السعودية، وقال “إذا ألغينا هذه العقود بحماقة، ستكون روسيا والصين هما المستفيد الكبير، وسيسعدان كثيراً بالحصول على هذه الصفقات”، وأضاف “ستكون هدية رائعة لهما من الولايات المتحدة مباشرة”. ومن جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه بحث قضية خاشقجي مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، موضحاً أن أمريكا ملزمة بتبني سياسات تعزز الأمن القومي الأمريكي ومنها ما يتعلق بالسعودية. وتابع بأنه يأمل أن تسدد المدفوعات السعودية المتعلقة بالتزامات العقود الدفاعية الأمريكية في الموعد المناسب. ووضعت جريمة قتل خاشقجي، ترامب ، أمام معضلة بين التسليم بخلاصة أجهزة الاستخبارات حول هوية مدبر العملية على حساب التحالف مع الرياض، أم الاستمرار في تجنيب ابن سلمان أي مسؤولية في هذه القضية. وقد امتنع ترامب عن توجيه أي شبهة لولي العهد السعودي منذ قتل الصحفي السعودي وفي ظل الضغوط الدولية التي تتعرض لها الرياض، أعلنت النيابة العامة السعودية توقيف 21 مشتبهاً به وتوجيه اتهامات لـ11 منهم وطلبت الإعدام لخمسة.
مشاركة :