ماكينات الألمان معطلة في "عام النسيان"

  • 11/21/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ليست المرة الأولى التي تدفع فيها ألمانيا ضريبة عدم تسريع عملية الإحلال، بين جيل الكبار الذي حصد الإنجازات، والجيل الصاعد بقوة، لتخلق بنفسها فجوة تدفع ثمنها بصورة باهظة، حيث تعد غلطة «الشاطر» بعشرة. وجاء نزول المنتخب الألماني إلى الدرجة الثانية في مسابقة الدوري الأوروبي، ملخصاً لاستكمال إخفاق كأس العالم الماضية، حينما ودع المنتخب من الدور الأول لكأس العالم، بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، وفوز في الوقت بدل الضائع على السويد، وذلك في محصلة لم تكن مرضية على الإطلاق عقب حصد لقب المونديال، قبل ذلك بصورة مرعبة، أبرزها محطة التفوق على البرازيل بسباعية شهيرة. ويعد عام 2018 واحداً من أسوأ أعوام الألمان، حيث خاض خلاله الفريق 13 مباراة، اكتفى بالفوز في 4 مباريات، بينما بينما خسر في 6، وتعادل في 3 مباريات، وبلغت نسبة نسبة فوزه هذا العام 30.7% وهي النسبة الأقل في مسيرة المانشافت منذ سنوات طوال، ما يجعله عاماً للنسيان. ولم يستفد «الماكينات» من تألق جيل اللاعبين الشباب الذين منحهم حرية اللعب في كأس القارات الماضية، وحقق فيها اللقب بما وصف بأنه فريق الصف الثاني «ب»، لكن المدرب يواكيم لوف عاد للاستعانة بالحرس القديم في كأس العالم، ليأتي السقوط المدوي، ثم ركز مرة أخرى على الاستعانة بأسماء تشهد تراجعاً حاداً في مستواها، أبرزهم توماس موللر، ليدفع الثمن سريعاً بنتائج لا تواكب الطموحات أمام فرنسا وهولندا، وهو ما جعله يبدأ بعملية الاستبدال والإحلال التي جاءت في الوقت الضائع ولم ينجح أن ينقذ ما فات. وعقب تفريط ألمانيا بتقدمها بهدفين، إلى تعادل أمام هولندا، فإن بداية السقوط الحقيقي جاء أمام «الطواحين» في الجولة الماضية بالخسارة بثلاثية نظيفة، وهي النتيجة التي تعد رابطاً عجيباً عند كل سقوط ألماني كبير، فحدث ذلك حينما ودعت كأس العالم عام 1998، وخسرت أمام كرواتيا بالنتيجة نفسها، وحينما ودعت أمم أوروبا عام 2000، وتجرعت الثلاثية من البرتغال. ويعيد المنتخب الألماني للأذهان ما حدث في كأس العالم 2006، حينما قررت ألمانيا قلب الأمور وقتها وإعادة البناء، وذلك بعد محطات دفعت فيها ثمن الاستعانة باللاعبين كبار السن، وهو ما كبدها الخروج مرتين متتاليتين من الدور الأول لنهائيات أمم أوروبا، وحصل ذلك بداية من عام 2000، حينما اكتفت بالتعادل مع رومانيا بهدف لكل منتخب، ثم خسرت أمام إنجلترا بهدف دون رد، لتتجرع مرارة الخسارة بثلاثية أمام البرتغال وتودع، ثم مرة أخرى في 2004، حيث تعادلت مع هولندا بهدف لكل منتخب، لكنها سقطت في فخ التعادل السلبي أمام لاتفيا، ثم خسرت أمام تشيكيا 2-1، وودعت من الدور الأول. ويبدو أن ألمانيا لا تتعلم من تاريخها أحياناً، فهذا الأمر استمرار لتاريخ الإبقاء على الحرس القديم على حساب المواهب الشابة، وهو ما حصل معها في كأس العالم عام 1994، حينما فقدت اللقب بعد خسارة مفاجئة أمام بلغاريا في ربع النهائي، وفيما ضمد الفوز بلقب أمم أوروبا بعد ذلك بعامين جروحها وأخفى الأخطاء لكونها لم تكن المنتخب الأفضل في تلك البطولة، فتجرعت مرة أخرى مرارة السقوط في كأس العالم، وللمفارقة جاءت الخسارة بثلاثية أمام كرواتيا في ربع النهائي، لتنتهي مسيرة حافلة لجيل تقدم بالسن في ذلك الوقت.

مشاركة :