خالد عبدالرحمن.. العُزلة لا تعني الاعتزال!

  • 11/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتفق نسبة كبيرة من الجماهير إن لم تكن كافتها، وفي كل مرة يصبح اسم الفنان الكبير خالد عبدالرحمن فيها موضوع نقاش، على أن المحبة التي يكنونها له لا ترتبط بأغنية أو صوت أو إحساس، بل هي شعور توارثوه جيلاً بعد الآخر لا يبرره سوى حالة هذا الفنان التي لم تشبه يوماً أي حالة فنية أخرى ولم تكن ضمن أي منافسة. بدايات خالد عبدالرحمن لا تختلف كثيراً عن بدايات معظم نجوم نفس الجيل، فهي رحلة كفاح بدأت بغياب الدعم وصعوبة التواصل مع أي نموذج.. وهو ما تطلب جهداً شخصياً مضاعفاً رافقه الكثير من التضحيات، حتى تكونت حالة النجاح تلك التي وبرغم كل الظروف، لم تتغير يوماً.. فكلما غاب «أبو نايف» عاد ليجد جماهيريته أكبر وأقوى من السابق. مشكلة خالد عبدالرحمن الحقيقية كانت في جسور تواصله مع الإعلام والناس، فهو فنان يبالغ في المطالبة بخصوصيته، حتى ولو على حساب ظهوره الفني، له عالمه الخاص الذي لا يسمح سوى لقلة قليلة جداً أن تخترقه، وله شروطه التي أحرجت الكثيرين، كتلك التي تمنعه من التعامل المباشر مع الصحفيات، أو الممثلات في كليباته، أو المذيعات في إطلالاته البرامجية النادرة جداً، هذا وهو فنان الحب والإحساس وتقدير المرأة. ونادراً ما كان يقبل بغير هذه الشروط وفي حالات ضيقة جداً. مؤخراً، وبالتحديد خلال السنتين الماضيتين، اختلفت الأمور، ليس بشأن مكانة خالد عبدالرحمن الفنية وحضوره الآسر وجماهيريته الكبيرة، بل بشأن طريقته في التعاطي مع الإعلام والجمهور. في طريقة تعاطيه مع ظروف الإعلام الجديدة وكل ما أحاط بها من تغيرات فرضت قوانينها حتى على من كنا نعتقد في السابق أنهم غير قابلين للتغيير، فرأينا «أبو نايف» وهو يبني جسور تواصل مع الناس بعدما اعتزلهم طوال سنوات عمله بالفن وأصر على بناء جسور متينة بينه وبينهم، فيكتب لهم عبر صفحته الخاصة، ينشر لهم صوره وفيديوهاته، ويبلغهم بآخر أخباره، وأحياناً يطلب منهم الدعاء له، وأخيراً يختار الإعلامية المتميزة سارة دندراوي بالتحديد ليظهر معها ويوضح بعض الحقائق من خلال برنامجها في اتصال هاتفي تناول به بعض الشائعات!. ولكن هل يعرف «أبو نايف» أصول اللعبة؟. هل أنقذه قراره أن تصبح له صفحته الخاصة من التدخل ومن الشائعات؟. هذا ما أجابت عنه أزمته الأخيرة، فعندما طالب جمهوره بالدعاء له ملمحاً لوضع صحي حرج، لم يكن يعرف أن صفحات التواصل الاجتماعي تعني الدقة والوضوح، لم يعي أنه وللمرة الأولى سيكون مصدر شائعة عن نفسه، فنظرية المؤامرة التي لطالما آمن بأنها تقف خلف كل شائعة انتشرت عنه أو عن حياته الخاصة لم تكن لائقة كتبرير هذه المرة، الأمر أبسط من ذلك بكثير، فهي شائعة مصدرها تغريدة غير دقيقة، أُلحقت بتغريدة أقل دقة.. وانتهى الأمر بألف قصة من وحي خيال الجميع. ومن منطلق «قرب مع قليل من الشائعات، أفضل من بعد مع الكثير من التأويلات والفبركة» فبالتأكيد أن ما يمر به خالد عبدالرحمن من أزمات بسبب تطبيقات التواصل والظروف الإعلامية الجديدة ستجعله أكثر حرفية في التعامل مع هذا العالم مستقبلاً تجنباً للشائعات، في حالة واحدة فقط.. إن لم يقرر كما عهدنا منه طوال عشرات السنوات في الماضي، أن ينسحب فجأة، ويغلق صفحته.. ويعلن العزلة وليس «الاعتزال» من جديد!.

مشاركة :