رفضت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين، ما تردد حول استبدال زراعة القطن المصري بالقطن الأمريكي، مشيرة إلى أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تعكف حاليا على دراسة هذا المقترح الخطير، الذى يؤدي إلى انهيار زراعة القطن المصري، وتدمير سمعته على مستوى العالم. وقالت النقابة، إن زراعة الأقطان الأبلند فى مصر لم يكتب لها النجاح قبل ذلك، ولذلك أصبح منع زراعتها واجبًا قوميًا لتأثيرها على سمعة القطن المصرى، ويجب أن نضع نصب أعيننا الامان فى نقاوة أقطاننا المصرية بدلا من تدمير ما تبقى من الشهرة العالمية للقطن المصرى.وكشف النقيب العام للفلاحين الزراعيين عماد أبوحسين، أسباب تدهور زراعة وتجارة القطن المصرى خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى وجود مُخططات شيطانية منذ ثمانينيات القرن الماضى تهدف إلى إنهاء زراعة القطن لمصلحة مافيا الاستيراد والدول المنتجة للقطن.ولفت إلى عدة أسباب أخرى تسببت فى انخفاض المساحة المزروعة من القطن فى مصر، على رأسها عدم وجود سياسة واضحة من وزارة الزراعة تجاه زراعة القطن، وعدم إتاحة أصناف جديدة من القطن تتماشى مع المصانع المصرية فى الوقت الحالي، وأيضًا فتح باب الاستيراد على مصراعيه، سواء استيراد غزل أو قطن.وأوضح نقيب الفلاحين فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أنه رغم ما تعرض له القطن المصرى من أزمات خلال السنوات الماضية، إلا أنه ما زال قادرًا على المنافسة العالمية، بُحكم وجود مميزات به لا توجد فى أى قطن آخر فى العالم، كالنعومة وطول التيلة، مختلفًا بذلك عن أقطان الدول الأخرى، حيث إنه فى حالة المقارنة بين القطن المصرى والمستورد، فإن الأخير ينتج عنه «عوادم» أثناء الاستخدام، فمثلا الـ ٥٠ كيلو من أى قطن يُستخرج منه ٢٥٪ عادم، فى مقابل أن القطن المصرى لا ينتج عن استخدامه أى نسبة عوادم وأضاف: أن إدخال زراعة أي قطن أجنبى فى الزراعة المصرية هي الأشد خطرًا وفتكًا بالنقاوة الوراثية والصنفية لأصناف القطن المصرى التى استمدت شهرتها فى الأسواق العالمية من تجانس صفاته الفاخرة وجودتها.من جانبه قال النوبى أبواللوز الأمين العام لنقابة الفلاحين، إن ما يتعرض له القطن المصرى الآن يعتبر مؤامرة حقيقية لتدمير الذهب الأبيض وخروج مصر من التربع على عرش القطن طويل التيلة، حيث كان يُعتبر القطن المصرى منذ ٣٠ عاما عصب الاقتصاد الزراعى فى مصر، وانهياره يؤدى إلى انهيارات متتالية للزراعة المصرية بشكل عام،مشيرا الى أنه فى ٢٧ مارس سنة ١٩٩٧،اجتمع وزير الزراعة الأسبق يوسف والى والسفير الأمريكى والملحق التجارى الأمريكى وثلاثة شخصيات من الكونجرس الأمريكي، واتفقوا على بنود أساسية، أولها أن يتم خفض زراعة القطن سنويًا بحيث يتم زراعة ١٠٠ ألف فدان فقط عام ٢٠١٧ وإلغاء الدورة الزراعية، وإلغاء الزراعة التعاقدية، مُقابل أن يتم إعطاء مصر مشروع استصلاح السياسات الزراعية بقيمة ٥٠ مليون دولار سنويًا لمدة ٨ سنين، وهو ما تم تنفيذه بالفعل، ما تسبب فى انهيار زراعة القطن المصري». وكشف أمين عام الفلاحين، أنه تم تسليم بذرة القطن المصرى إلى شركة مونسانتو الأمريكية، منها ٩ أصناف من القطن طويل التيلة من أجود الأقطان المصرية، يوم ٢٢ مايو ٢٠٠٠، حيث استعانت أمريكا بهذه الأصناف ليتم تهجينها بالقطن الأمريكى وإنتاج أصناف جديدة تغزو بها العالم، وهو ما اعتبر بداية حقيقية لتدمير القطن المصرى إلى الأبد.من جانبه قال حسين عبد الرحمن ابو صدام نقيب الفلاحين، إن زراعة القطن الأمريكي في مصر ستؤدى لدمار القطن المصري، حيث سيتم اختلاط الأصناف وضياع سمعة القطن المصري طويل التيلة.وأضاف أبو صدام في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أنه في حالة زراعة القطن الأمريكي بناء على رغبة المغازل والمصانع فإنه يتوجب على الدولة القيام بالأمر تحت رقابة مشددة وزراعته في مناطق معزولة وبعيدة لعدم اختلاط الأصناف، مؤكدا أن ذلك يصعب تحقيقه في الوقت الحالي.
مشاركة :