شمس النبي تشرق في قصائد شعراء الإمارات

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» نظّمت ندوة الثقافة والعلوم، أمس الأول، أمسية بمناسبة المولد النبوي الشريف، شارك فيها الأديب عبدالغفار حسين بكلمة حول المدائح النبوية لدى شعراء الإمارات، وألقى إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية قصيدته البردة في حب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأنشدت فرقة الجسمي أبيات في مديح النبي الكريم.حضر الأمسية محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، ود. صلاح القاسم وعائشة سلطان وجمال الخياط ومريم ثاني أعضاء مجلس إدارة الندوة، ود. سعيد حارب، وعفراء البسطي، ود. حصة لوتاه، ود. منى البحر. وأشار عبدالغفار حسين إلى أن أدب المديح النبوي يشكل حيزاً واسعاً في الأدب العربي والإسلامي، وقال: «ليس صحيحاً ما تقوله الجماعة المتشددة أن شعر المدائح النبوية جاء به المتأخرون من الشعراء، وأن هذا النوع من الشعر لم يكن مألوفاً في العهد النبوي وفي الأيام الأولى للإسلام. هناك قصائد لكعب بن زهير وحسان بن ثابت، والمرثيات التي قيلت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة». وأكد عبدالغفار حسين أن من يستعرض القصائد والمدائح التي قيلت في رسول الله وفي مولده الشريف فإنه يجد بحراً زاخراً لا حد له، وكماً هائلاً من الأشعار ومن النثر الفني التي قيلت في مثل هذه المناسبات، ولخص الإمام البوصيري كل ما قيل وما سوف يقال في أبيات خالدة تجسد المشهد النبوي، إذا يقول: وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف                     وانسب إلى فضله ما شئت من عظمفإن فضل رسول الله ليس له                    حدٌ فيعرب عنه ناطق بفمِ أما فيما يخص الإمارات، فقال حسين: «الذي يهمنا الإشارة إليه هو ما قيل من شعر المدائح النبوية في الإمارات وبالعربية الفصحى، وليس بين يدي شعر قيل باللهجة الشعبية في مثل هذه المناسبات، وقرأت أمس للسيد خلف الحبتور على موقعه الإلكتروني إشارة إلى قصيدة للمرحومة عائشة بنت خليفة السويدي في المدح النبوي هي بين الفصيحة والنبط، وفي رأيي أن أول من نظم قصيدة في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الإمارات في الثلاثينات من القرن الماضي، هو الشيخ عبد الرحمن بن حافظ، ولكن للأسف هذه القصيدة ضاعت مع كتب كثيرة له في حريق أصاب منزله في الباطنة بعمان».وأشار حسين إلى أن المدائح النبوية سواء كانت شعراً أم نثراً تجعل الشاعر والكاتب يلج واحات خضراء شاسعة من الصفاء والروحانية، وكلما توغلنا في هذا الميدان النبوي كلما دخلنا في عالم آخر من النقاء.واستعرض شعر المدح النبوي الذي قاله شعراء من الإمارات، وفي رأس هؤلاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي سجل لنا قصيدة رائعة سميت «المسكية في مدح خير البرية» والتي يقول في مطلعها: أَهدى إلي الشعر ريقه                 فجعلت لي في الشعر بستاناًوغرست في مدح النبي شجاً                  وسقيته روحاً وريحاناً ويقول في مقطع آخر: هو رحمة للناس أرسله                 رب العباد هدىً وتبياناًيا رب أكرم أمة شرفت                   بمحمد فضلاً وغفراناً كما نظم الشاعر سالم بن علي العويس الذي عاش في النصف الأول من القرن الماضي، قصيدة فيها معارضة لقصيدة البردة للشيخ البوصيري، وتنم عن شاعرية سلسة، يقول فيها: يا سالف الدهر بين الحل والحرم                    لأنت أشهر من نار على علمما ظن والليل ساج في غياهبه                  بفائق من ضياء الصبح مزدحمحتى تكشف للأبصار عن كثب                   علمٌ يحير رأس العُرب والعجم وتأتي قصيدة أخرى لعبد الله محمد الجلاف من الشندغة في دبي، لتشكل معارضة أخرى لقصيدة البردة، فيها نفس شعري مختلف، يقول فيها: من لاعج الشوق دمع العين لم ينمِ                       جريح حب الهوى العذري في ألمِرحماك يا رب مما جنته يدي                       تغفر ذنوبي بحق البيتِ والحرمِ وفي قصيدة للشاعر إبراهيم بوملحة نقرأ: يا رب صلّ على النبي محمد                   ملء السماء والأرض والأكوانلما أتيت إلى الوجود تعطرت                   أسماعه بتلاوة القرآن وللدكتور عارف الشيخ قصائد عدة في هذا المجال، وعرج على قصيدته الطويلة والملحمية التي خمّس بها الميمية المشهورة للبوصيري، وأصدر كتاباً سماه «الوردة في تخميس اللامية وتشطير البردة»، ويقول في قصيدته: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به (وهذا الشطر من البيت هو للإمام البوصيري). ويقول الدكتور عارف في الشطر الآخر: إلا الذي خلق الأكوان من عدم. ونظم الشاعر سيف المري في استقبال المولد النبوي الشريف، يقول: من مثل أحمد في عظيم صفاته                       في خلقه أو جوده وسخائِهقد كان نوراً في جبين جدوده                    في السادة الأطهار من آبائِهحملته آمنة المطهر حملها                     وتشرفت بجلاله وبهائهحملت فما وجدت له ألماً                  ولا تعباً ولا كرباً لحين لقائه وألقى المستشار إبراهيم بوملحة قصيدة «جائزة البردة» في مدح المصطفى، صلى الله عليه وسلم، قال فيها: يا رب صلّ على النبي محمد                  ملء السماء والأرض والأكوان خير النبي الأولى أرسلتهم                   بالهدى والأخلاق والإيمان لما أتيت إلى الوجود تعطرت                    أسماعه بتلاوة القرآن نثرت يداك الخصب في أرجائها                   فاخضلّ منها قفر كل مكان أنت الدواء وأنت بلسم من إذا                    قد مسه شف من الأضغان وتوجت الأمسية بعرض للمالد لفرقة الجسمي للإنشاد ألقوا فيه باقات من الأشعار في مديح الرسول، صلى الله عليه وسلم.

مشاركة :