حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، أعضاء البرلمان من أنهم إذا صوّتوا ضد مشروع اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن البلاد سوف تواجه خطر عدم الخروج؛ وذلك قبيل وصولها إلى بروكسل لحلحلة آخر النقاط العالقة في اتفاق «بريكست» مع الاتحاد الأوروبي، قبل خمسة أشهر من استحقاق «بريكست»، في حين هددت إسبانيا بعرقلة أي اتفاق.والتقت ماي، التي تواجه تمرداً داخل حزبها المحافظ بسبب إدارتها ملف «بريكست»، رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر؛ وذلك قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي ستخصص لمسألة «بريكست» الأحد المقبل.وقبل أن تتوجه إلى بروكسل، ردت رئيسة الوزراء المحافظة مرة جديدة على أسئلة أعضاء البرلمان الذي ينبغي أن يصادق على أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فأكدت لهم أن الخيار الوحيد المطروح على البلاد سيكون «إما المزيد من الغموض والانقسامات، وإما لا بريكست إطلاقاً».وبحث يونكر، وماي، العلاقة المقبلة بين لندن والاتحاد الأوروبي الذي يفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه بين الطرفين لإنهاء مفاوضات معقدة غير مسبوقة بدأت في يونيو/حزيران 2017. أما الاتفاق الذي أنجز الأسبوع الماضي بين فرق التفاوض، فيتعلق بمشروع «اتفاق انسحاب» المملكة المتحدة، وهو نص يقع في نحو 600 صفحة ويقضي بفك الروابط التي بنيت خلال أربعين عاماً منذ انضمام بريطانيا إلى الاتحاد.وينظم هذا النص خصوصاً مسألة الأموال التي يفترض أن تسددها لندن للاتحاد الأوروبي، بدون ذكر أرقام، ويتضمن حلاً مثيراً للجدل لتجنب العودة إلى حدود مادية بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية.لكن هذا الاتفاق الذي يتعرض لانتقادات في بريطانيا، حيث تتهم ماي، بتقديم تنازلات كبيرة للاتحاد الأوروبي، يفترض أن يرافقه «إعلان سياسي» يحدد الخطوط العريضة للعلاقة المقبلة مع الاتحاد، خصوصاً على الصعيد التجاري. ولن يكون لهذه الوثيقة، أي قيمة قانونية، لكن أبعادها السياسية كبيرة؛ إذ ستشكل إطاراً للمفاوضات التجارية التي لا يمكن أن تبدأ رسمياً إلا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد في 30 مارس/آذار 2019. وسيكون لدى الطرفين فترة انتقالية للتفاوض من المقرر أن تنتهي في نهاية 2020 ويمكن تمديدها عند الحاجة. لكن يتحتم على لندن والدول ال27 أن ترسي حداً أدنى من الوضوح بشأن هذه «العلاقة المستقبلية». والاتحاد الأوروبي موافق على «التوصل إلى عدم وجود رسوم جمركية وحصص لكل السلع» مع المملكة المتحدة. لكن من غير الوارد أن تحصل بريطانيا على علاقة تجارية «بلا احتكاكات»، إذا واصلت السعي للتحرر من قواعد الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة، كما تقول بإصرار دول أوروبية عدة. من جهتها، هددت مدريد بعرقلة أي اتفاق بشأن «بريكست» إذا لم يتم الاعتراف بشكل واضح بدورها المباشر في المفاوضات حول مستقبل جبل طارق، الجيب البريطاني الواقع في جنوبي إسبانيا.(أ.ف.ب)
مشاركة :