هكذا عملت الشبكة الإيرانية الروسية لدعم الأسد وحزب الله

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فرضت الولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء عقوبات على ستة أشخاص في كل من إيران وروسيا وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى ثلاثة كيانات، لتورطهم في شحن ملايين البراميل من النفط إلى سوريا لدعم نظام الأسد وميليشيات "حزب الله" اللبناني "مالياً"، كاشفة عن طريقة عمل تلك الشبكة. وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أن تلك الشبكة قامت بإرسال ملايين البراميل من النفط إلى النظام السوري، عبر شركة مقرها في روسيا، سهلت انتقال مئات الملايين من الدولارات إلى فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني ليرسلها بدوره إلى حماس وحزب الله". خطة معقدة وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: "نحن اليوم نتحرك ضد خطة معقدة تستخدمها إيران وروسيا لدعم نظام الأسد وتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث". وأضاف: "يواصل مسؤولو البنك المركزي الإيراني استغلال النظام المالي الدولي، وفي هذه الحالة يستخدمون الشركة التي يشير اسمها إلى تجارة في السلع الإنسانية كأداة لتسهيل التحويلات المالية التي تدعم هذا المخطط النفطي". وأكد منوتشين أن الولايات المتحدة ملتزمة بفرض ضريبة مالية على إيران وروسيا وغيرهم لجهودهم الرامية إلى ترسيخ حكم الأسد الشمولي، فضلاً عن إيقاف تمويل النظام الإيراني للمنظمات الإرهابية". مجموعة الشويكي واستهدفت العقوبات الأميركية الجهات الفاعلة الأساسية في هذا المخطط، بما في ذلك المواطن السوري محمد عامر الشويكي وشركته مجموعة "Global Vision الرؤية العالمية" التي تتخذ من روسيا مقرا لها. واعتبرت الخزانة الأميركية أن الشويكي وشركته لعبا أدورا محورية في تسليم النفط من إيران إلى سوريا، وكذلك تحويل الأموال إلى فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني. كما استهدفت العقوبات مسؤولي البنك المركزي الإيراني لدورهم في تسهيل هذا المخطط طوال الحرب السورية، حيث واصل النظام الإيراني تقديم الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد، مما مكنه من ارتكاب فظائع جماعية ضد الشعب السوري، بحسب بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. وأكدت الخزانة الأميركية أن النظام الإيراني يواصل تمويل الإرهاب حيث يوفر مئات الملايين من الدولارات لأذرعه الإقليمية والمنظمات الإرهابية التي حددتها الولايات المتحدة كحماس وحزب الله اللبناني، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة، في حين يعاني المواطنون الإيرانيون من إهمال حكومتهم وفسادها وعدم قيامها بتوفير السلع الأساسية من الطعام والمياه والكهرباء وغيرها من الاحتياجات الأساسية. تنسيق لإخفاء الأنشطة أما الحبكة الأبرز، التي أوضحتها الخزانة، فهي كيفية عمل تلك الشبكة وكيفية إخفاء تلك الأنشطة التي قامت بها مجموعة " Global Vision الرؤية العالمية" التابعة للشويكي، والتي تتخذ من روسيا مقرا لها، بالتنسيق مع شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) لتحويل الأموال مقابل شحن النفط إلى سوريا. حيث قامت المجموعة بهذا من خلال العمل مع شركة "برومسيريو ريبورت" الروسية المملوكة للدولة، وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية (مينيرجو)، لتسهيل شحن النفط الإيراني من شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى سوريا. واستخدمت "غلوبال فيجين" عددًا من السفن لتسليم النفط من إيران إلى النظام السوري، حيث تم تأمين العديد منها من قبل الشركات الأوروبية. تعطيل الرادارات ولمزيد من التهرب أو التمويه، أوقفت السفن التي تحمل النفط الإيراني، منذ عام 2014 على الأقل، نظام رادارات التعرف الأوتوماتيكي (AIS) قبل تسليم النفط إلى سوريا، كوسيلة لإخفاء الوجهة الحقيقية والمتلقية لهذا النفط الإيراني. ما دفع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) إلى إصدار استشارة للمجتمع البحري، فيما يتعلق بمخاطر شحن النفط إلى حكومة النظام السوري والتعرض للعقوبات. تحويلات تحت غطاء خدمات طبية وفي حين ترسل إيران الأموال إلى روسيا من خلال الشويكي ومجموعته ومن أجل إخفاء هذه المعاملات، يقوم البنك المركزي الإيراني بدفع هذه المبالغ إلى شركة "مير بيزنس" في روسيا والتابعة لبنك "ملّي" الإيراني، عبر استخدام اسم شركة "تدبير كيش" للخدمات الطبية والصيدلانية كواجهة للتمويه. وعلى الرغم من الإشارة إلى أن التحويلات تتم من أجل السلع الإنسانية تحت اسم شركة "تدبير كيش"، غير أن النظام الإيراني استخدم تلك الشركة مرارا وتكرارا لتسهيل النقل غير المشروع لدعم هذا المخطط النفطي. وبعد تحويل البنك المركزي الإيراني الأموال من خلال "تدبير كيش" إلى مجموعة الشويكي في روسيا، تقوم هذه الأخيرة بدورها بتحويل المدفوعات إلى شركة Promsyrioimport المملوكة للدولة من روسيا لدفع ثمن النفط. يذكر أنه تم تصنيف بنك "مير بيزنس" الإيراني في روسيا، الذي يتبع لبنك "ملّي" الإيراني، ضمن لائحة العقوبات في 5 نوفمبر 2018، كما تم تصنيف بنك ملي أيضا على القائمة السوداء باعتباره قناة لتحويل الأموال للحرس الثوري الإيراني. رسالة الشويكي واعضاء حزب الله لمسؤول البنك المركزي الايراني حول استلام 63 مليون دولار الأشخاص المتورطون إلى ذلك، كشفت تلك الشبكة عن تورط كبار المسؤولين في البنك المركزي الإيراني في هذا المخطط وعلى رأسهم رسول سجاد، مدير الدائرة الدولية في البنك المركزي الإيراني، وحسين يعقوبي، نائب محافظ البنك المركزي للشؤون الدولية، في تسهيل نقل الأموال لمجموعة الشويكي. وقد عمل أندري دوغاييف، النائب الأول لمدير شركة Promsyrioimport الروسية، بشكل وثيق مع يعقوبي لتنسيق بيع النفط الإيراني إلى الحكومة السورية. ومن خلال هذا المخطط، قامت Promsyrioimport بالتعاون مع مجموعة الشويكي بتصدير ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى سوريا وبموجب هذه الصفقات تم تحويل ملايين الدولارات بين البنك المركزي الإيراني وشركة Mir Business Bank أي فرع بنك "ملّي" الإيراني في روسيا. تحويل الأموال لحزب الله هذا ولعب كبار مسؤولي البنك المركزي الإيراني دوراً رئيسياً أيضاً في تحويل العملة الأجنبية إلى حزب الله حيث قام حسين يعقوبي، نائب محافظ البنك للشؤون الدولية، الذي لديه أيضا تاريخ من العمل مع حزب الله في لبنان، بتنسيق التحويلات المالية المخصصة لحزب الله مع عناصر فيلق القدس بالحرس الثوري. وصنفت الخزانة الأميركية محمد قاسم البزل، عضو حزب الله وزميل محمد قصير المسؤول المالي في حزب الله، على قائمة العقوبات. ونشرت الخزانة الأميركية نسخة رسالة من الشويكي وقصير، موجهة إلى رسول سجاد، مدير الدائرة الدولية في البنك المركزي الإيراني، يؤكدون فيها استلام 63 مليون دولار أميركي.

مشاركة :