باريس وطوكيو تكافحان لمنع انهيار تحالف "رينو" و"نيسان"

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تبذل باريس وطوكيو مساعي حثيثة لاحتواء تداعيات توقيف كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة شركة نيسان، مع تأكيد وزيري المالية في البلدين الدعم القوي للتحالف الذي يمثل "أحد أكبر رموز التعاون الصناعي الفرنسي-الياباني". وأكد برونو لو مير وزير المالية الفرنسي أمس أن بلاده واليابان حريصتان على استمرار التحالف بين رينو، ونيسان. وبحسب "رويترز"، أضاف لو مير أنه لم يطلع بعد على الأدلة التي تدعم اتهامات نيسان بارتكاب كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة رينو ونيسان مخالفات مالية وأنه سيبحث الأمر مع نظيره الياباني اليوم. وغصن من أشهر المسؤولين الكبار في صناعة السيارات، وتم إلقاء القبض عليه بعد أن قالت شركة صناعة السيارات نيسان موتور إنه ارتكب مخالفات من بينها استخدام أموال الشركة لأغراض شخصية والتقليل من بيانات الدخل الذي يجنيه لسنوات. وتعتزم الشركة اليابانية عزل غصن من منصب رئيس مجلس الإدارة، وقالت صحيفة "أساهي شيمبون" إن ممثلي الادعاء يدرسون رفع دعوى قضائية على شركة صناعة السيارات اليابانية بعد القبض على رئيس مجلس إدارتها. وذكر المدعون أن غصن والمدير جريج كيلي تآمرا لتقليل بيانات مخصصات غصن المالية في نيسان على مدى خمسة أعوام بدءا من السنة المالية 2010 لتظهر نحو نصف حجمها الفعلي البالغ 10 مليارات ين (88.65 مليون دولار). ونقلت "أساهي" عن مصادر لم تفصح عنها القول إن عدم الإخطار بالدخل الفعلي يعني أن نيسان أيضا تتحمل المسؤولية. ومددت السلطات اليابانية أمس الحجز الاحتياطي لكارلوس غصن رئيس مجلس إدارة نيسان عشرة أيام ، في وقت أفادت فيه تقارير أن مجموعة السيارات العملاقة يمكن أن تتعرض لملاحقات قضائية متعلقة بالمخالفات المالية التي تسببت في سقوط رجلها القوي. وكان لتوقيف غصن المفاجئ أثر الصدمة في قطاع صناعة السيارات في اليابان وخارجها، لغصن، فإليه ينسب النجاح في تغيير مصير تحالف نيسان-رينو-ميتسوبيشي. وذكر العديد من وسائل الإعلام أن محكمة منطقة طوكيو أمرت بتمديد الحجز الاحتياطي لرجل الأعمال البالغ من العمر 64 عاما والمولود في البرازيل، عشرة أيام إضافية في وقت كثف المدعون تحقيقاتهم في مسألة خفض البيانات المالية المتصلة بعقد غصن بنحو 5 مليارات ين (44.5 مليون دولار). وكان أمام المدعين مهلة 48 ساعة لكي يقرروا إما توجيه التهم أو الإفراج عنه أو طلب تمديد فترة حجزه عشرة أيام لمواصلة التحقيق. ويحتجز غصن في مركز توقيف في شمال طوكيو في ظروف بعيدة جدا عن أسلوب حياته المترف، وقال المحامي إيانو كانيزوكا إنه "من حيث المبدأ، سيكون في زنزانة وحده". وأوضح زميل كانيزوكا ليونيل فنسنت أن لديه كل ما هو ضروري من "تدفئة وسرير لكنها ظروف متقشفة"، مضيفا أن هناك باحة داخلية مسورة وسط المبنى. ويبدو أن الأزمة تسير من سيئ إلى أسوأ بالنسبة لنيسان، إذ ذكرت صحيفة "أساهي شيمبون" إن المدعين يعتقدون أن المجموعة نفسها قد تتعرض لملاحقات قضائية. وسيقرر مجلس إدارة نيسان اليوم ما إذا كان سيقيل غصن من رئاسة المجلس، في تحول مؤسف لمسار هذا المدير الذي كان يحظى باحترام كبير وأسس تحالف السيارات الثلاثي الذي يبيع مجتمعا أكبر عدد من السيارات في العالم بين جميع المصنعين. ويبدو أن مصير غصن بات محتما بعد أن شن هيروتو سايكاولا المدير التنفيذي الذي اختاره غصن بنفسه، هجوما عليه قائلا إنه جمع في يده "الكثير من السلطة" منددا "بالجانب المظلم من حقبة غصن". ورفض سايكاوا بشدة أن يقدم "انحناءة الاعتذار" الشديد التي عادة ما ترافق فضائح الشركات في اليابان وقلل من أهمية الدور الذي لعبه غصن في مكاسب المجموعة. لكن في فرنسا، ذكرت رينو أنها تقف إلى جنب مديرها التنفيذي رغم إعلانها عن تعيين مدير العمليات تييري بولوريه نائبا للمدير التنفيذي، ومنحه "نفس صلاحيات" غصن. وبعد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة حضت رينو الشركة الشقيقة نيسان على تقاسم "المعلومات الموجودة بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية التي أجرتها حول غصن". والفضيحة - وهي الأخيرة في سلسلة من الفضائح التي لحقت بالشركة اليابانية - مسحت الملايين من قيمة أسهم الشركات الثلاث لكن أسهم نيسان تحسنت قليلا في افتتاح تعاملات طوكيو، مسجلة ارتفاعا بنحو نصف نقطة مئوية في سوق متهاو.

مشاركة :