أسرة الطيار الشبيلي تروي لـ"عاجل" اللحظات الأخيرة للرحلة "763"

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يوم 12 نوفمبر من عام 1996 يومًا عاديًّا في تاريخ الطيران العالمي والسعودي تحديدًا؛ إذ شهدت سماء الهند أحد أعنف الكوارث الجوية في تاريخ الطيران، عندما اصطدمت طائرة الخطوط الجوية السعودية الرحلة "763" من طراز "بوينج 747" المتجهة من نيودلهي إلى مدينة الظهران شرق السعودية، بطائرة الشحن الكازاخستانية من طراز "إليوشن 76". آنذاك، أسفر الحادث عن مقتل جميع ركاب الطائرتين البالغ عددهم 350 شخصًا، كان النصيب الأكبر منهم من ركاب الطائرة السعودية البالغ عددهم 312 راكبًا . وأثارت الحادثة حينها ذعرًا عالميًا وعلى إثرها تم اتخاذ العديد من إجراءات السلامة الجديدة، خاصة بعدما اتضح أن أسباب الحادثة يتحملها الطيار الكازاخستاني والمراقب الجوي في مطار نيودلهي؛ بسبب ضعف التواصل بينهما، وتردّي أنظمة الملاحة الجوية في المطار الهندي؛ حيث لم يلاحظ المراقب الجوي أن الطائرة الكازاخستانية كانت تحلق على ارتفاع 14 ألف قدم وهو نفس ارتفاع الطائرة السعودية مما أدّى لاصطدام الطائرتين في الساعة 06:40 مساءً بتوقيت نيودلهي . وأظهرت تحقيقات الحادثة خلو ساحة الطيار السعودي الشهيد خالد الشبيلي- رحمه الله- من ارتكاب أي أخطاء أدت للكارثة، بل إنه ساهم في تلافي كارثة أكبر؛ حيث نقلت وسائل الإعلام التي غطت الحادثة آنذاك إفادات لشهود عيان من قرية "داداري" التي شهدت سقوط الطائرتين، ذكروا أن قائد طائرة الجامبو السعودية تمكن من التحكم بها بينما كانت تسقط إلى الأرض وهي تشتعل واستطاع إبعادها عن السقوط على منازل السكان لتسقط في حقل زراعي كبير وينجو من كان في الأرض . انتهت الكارثة التي تعدّ ثالث أسوأ حادث طيران من حيث أعداد الوفيات بوفاة جميع من كان على متنها، ولم يبقَ منها اليوم سوى التسجيل الصوتي الأخير الذي سجّله الصندوق الأسود للكابتن طيار خالد الشبيلي وهو يستغفر الله ويردد الشهادة لحظة الاصطدام وكان لهذا التسجيل الذي لا يزال متداولًا وقعًا في النفوس. وبالتزامن مع الذكرى الـ22 لتلك الحادثة، التقت "عاجل" أسرة الطيار خالد الشبيلي- رحمه الله- حيث تحدثت مع زوجته "أم أحمد" وابنه الذي سار على خطاه وأصبح اليوم مساعد طيار في شركة طيران "ناس" الكابتن البراء الشبيلي. يقول البراء: إنّ عمره كان سنتين ونصفًا عندما وقعت الحادثة، لكن والدته استطاعت تربيته وإخوته على خير ما يكون رغم صعوبة الظروف، فقد استعانت بالله وتوكلت عليه وبذلت ما تستطيع، وكرست كل قدراتها بإصرارٍ شديد على أن تربي أبناءها على ما يرضي الله ورسوله، وغرست فيهم مبادئ الإسلام السمحة. ويتابع: وبالفعل أعانها المولى-عز وجل- وأوصلتنا لما نحن عليه، فلها منا كل الحب والوفاء ونسأل الله أن يجازيها عنا خير الجزاء ويعوّض صبرها وجهدها وكفاحها معنا بالسعادة في الدارين الدنيا والآخرة. ورغم معايشته لتجربة فقدان الأب إثر حادث طيران، اختار البراء أن يحذو حذو والده بأن يصبح هو الآخر طيارًا، ويقول عن ذلك: " لقد استهواني عالم الطيران والتحليق والترحال منذ الصغر فتابعت تتطور هذا العالم والجديد فيه ثم تبلورت لدي فكرة أن أمتهن الطيران ففعلت ووفقني الله". وبيّنت أم أحمد، زوجة الكابتن الشهيد التي وجدت نفسها بلا زوج ولديها أطفال صغار، وقع الحادث عليها بالقول: "إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه". إيماني بقضاء الله وقدره غير محدود، فلا جزع ولا اعتراض على قدرة الله ومشيئته، وهذا الإيمان هو الذي أمدني بالقدرة على القيام بواجبي وأحمد الله على كل شيء. وعن معرفتهم بخبر الحادث وكيف استقبلوه يقول البراء: " تلقت والدتي مكالمة من صديق والدي الباكستاني من باكستان وقد سمع بالحادث واتصل يستفهم هل والدي هو الذي على تلك الرحلة، فتفاجأت والدتي وقالت نعم هو كابتن هذه الرحلة، ولكن رغم صدمة أمي بالخبر تماسكت وسألت الله الثبات وأن لا يكون قد أصاب أبي مكروهًا وتأكدت من الخبر بعد عدة ساعات وصبرت واحتسبت". وعن وصية الكابتن الشهيد بأن يدفن بالبقيع، قال البراء: " نعم كانت وصية والدي أن يدفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة وقد دفن بها- رحمه الله- بعد وصول جثمانه من الهند". وكشفت بيانات الصندوق الأسود لقمرة الطائرة عن التسجيل الصوتي الأخير للطيار الشبيلي-رحمه الله- الذي يُسمع من خلاله استغفار ونطق للشهادتين منه، وعن هذه اللحظة يقول نجل الكابتن الشهيد: "عند سماعي للتسجيل حمدت الله على ثبات والدي وهو في شدته وهذا شيء يفرحني ويطمئن قلبي واسأل الله أن يكتبه من الشهداء

مشاركة :