روما - لن يبقى التمتع بمعاينة روائع روما القديمة قريبا حكرا على زوار العاصمة الإيطالية، إذ ستفتح الآثار القديمة أبوابها افتراضيا للعالم أجمع بفضل مشروع رقمي أطلق، مؤخرا، بعد عقود من التحضير. “روم ريبورن” أو (روما تعود إلى الحياة) هو أول مشروع يتيح لمستخدميه أينما كانوا في العالم مراقبة أكثر من سبعة آلاف عمارة ومعلم على مساحة 14 كيلومترا مربعا كما كان وضعها في سنة 320 ميلادي بالاستعانة بنظارات للواقع الافتراضي أو بجهاز كمبيوتر. وهذا ليس المشروع الأول الذي يتيح العودة إلى روما كما كانت في زمن الإمبراطورية الرومانية، لكن المشاريع السابقة كانت تفرض على الراغبين في معاينة الآثار كما كانت في الأزمنة القديمة التوجه ميدانيا لوضع نظارات الواقع الافتراضي في المكان المحدد، حيث منح الزوار يناير الماضي فرصة استخدام نظارات الواقع الافتراضي عند تجولهم داخل حمامات كاراكالا، أحد أقدم المباني المهيبة في روما القديمة. وأوضح برنارد فيشر، مدير المشروع الجديد، “الفكرة راودتني العام 1974، كنت مصمما على إيجاد طريقة للسماح للجميع برؤية هذه المعالم الرائعة، غير أن التكنولوجيا المطلوبة لم تكن متوفرة حينها”. وأضاف فيشر (69 عاما)، وهو خبير في علم الآثار الرقمي، “اضطررنا إلى مراجعة النموذج ثلاث مرات بموازاة تطور التكنولوجيا، لكن بعد 22 عاما وثلاثة ملايين دولار ها نحن قد أنجزنا المشروع أخيرا”. ويتيح المشروع حاليا معاينة روما القديمة كما كانت في العام 320 ميلادي واستكشاف موقعين هما المنتدى في وسط روما القديمة وكنيسة “بازيليكا نوفا” المجاورة. وفي هذين الموقعين اللذين صمما بالاستعانة بفريق من علماء الآثار، يمكن استعراض صور حديثة وأخرى من زمن روما القديمة بشكل متزامن. وتابع فيشر “اخترنا العام 320 ميلادي لأننا نملك الكثير من المعلومات عن هذه الحقبة”. وأشار إلى أنهم “في خلال سنتين أو ثلاث، سنضيف مواقع أخرى مثل الكولوسيوم والبانثيون”، وهما من أبرز المعالم الأثرية في العاصمة الإيطالية. وتسعى شركة فلاي أوفر زون القائمة على المشروع كذلك إلى إحياء معالم أثرية في أثينا أيام سقراط أو في القدس خلال زمن المسيح.
مشاركة :