التسديد الإعلامي على السعودية أو الاستهداف الغربي المفضوح ضدها يمثل جزءا صغيرا من الهدف الأكبر وهو الرئيس دونالد ترامب. وان كانت الحرب الإعلامية على السعودية حربا (هجومية) فهي في حقيقية الأمر جزء من حرب (دفاعية) يشنها البعض في الولايات المتحدة الأميركية بغرض الدفاع عن وجودهم الفكري والسياسي أمام هجمة أو «تسونامي» كان قد تشكل بفعل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية والذي وجه ضربة قاسية للنخب السياسية والأكاديمية والإعلامية. كما وجه (إهانة لآلاف الصحافيين الذين قضوا شهورا يحذرون الرأي العام من ترامب) والعبارة الأخيرة قالها احد المراسلين البريطانيين. *** دخول ترامب البيت الأبيض أسقط ورقة التوت عن الاعلام التقليدي وفضحه أمام العالمين. ففي حين كانت 200 صحيفة تؤيد المرشحة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية وبحماس شديد لم يحصل ترامب على دعم أكثر من 20 صحيفة. ويمكن القول انه لولا طوق النجاة الذي تلقاه ترامب من الإعلام البديل (الالكتروني) لواصل الإعلام التقليدي تحكمه في الرأي العام، وربما فازت هيلاري واستمرت (عقيدة اوباما) تلقي بظلالها القاتمة على الكرة الأرضية بما فيها مسلسل الفوضى في منطقتنا والتودد للنظام الإيراني إلى أخر القائمة البغيضة. *** طيلة ثماني سنوات مضت دفعت منطقتنا ثمن فوز اوباما ومكوثه في البيت الأبيض. واليوم تدفع المنطقة ثمن عدم فوز كلينتون (!) ولهذا تتعرض المملكة العربية السعودية إلى الهجمات الاعلامية الظالمة والاستغلال البشع لجريمة قتل فيها مواطن سعودي على أيدي موظفين حكوميين. ومن الواضح ان ما في الفخ أكبر من العصفور. ذلك ان استمرار الرئيس الأصهب دونالد ترامب في حكم الولايات المتحدة الأميركية يعني، بالتأكيد، إحداث تأثيرات قليلة أو كثيرة في الثقافة السياسية والاعلامية والاقتصادية والاجتماعية لا تروق للنخب الأميركية ولا للعديد من دول العالم.
مشاركة :