أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) بلغت «لحظة حاسمة»، بعد توصل الجانبين الى اتفاق مبدئي ينظّم علاقات «مرنة» يأملان بنسجها بعد «الطلاق». وقالت ماي أمام مجلس العموم (البرلمان) إن «المفاوضات بلغت لحظة حاسمة»، مشددة على «حماية» سيادة لندن على جبل طارق، وهو جيب بريطاني في إسبانيا، ما زال يشكّل خلافاً في المفاوضات مع الاتحاد. وكانت اعتبرت أن مسوّدة الاتفاق حول «بريكزيت» هو «المناسب للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي»، مشيرة الى انه «ينفذ نتيجة الاستفتاء» الذي نُظم عام 2016 حول «الطلاق». وتابعت: «يريد البريطانيون تسوية الأمر، واتفاقاً يعدّنا لمستقبل أفضل. هذا الاتفاق في متناولنا وأنا مصمّمة على تنفيذه». وأضافت: «بات الأمر في يد الزعماء السبعة والعشرين لسائر دول الاتحاد الأوروبي، لدرس هذا الاتفاق خلال الأيام التي تسبق» قمة يعقدها قادة التكتل في بروكسيل بعد غدٍ. وذكرت أنها تحدثت مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، معربة عن «ثقة بأننا سنتمكّن الأحد من الموافقة على اتفاق يحقق تطلّعات كامل أسرة المملكة المتحدة، بما في ذلك جبل طارق». وهدد سانشيز بالتصويت ضد مسوّدة الاتفاق حول «بريكزيت» خلال القمة، إذا لم تُعدّل في شكل يدرج في صورة واضحة أن لمدريد حق الفيتو على المفاوضات المستقبلية في شأن جبل طارق. لكن رئيس وزراء الجبل فابيان بيكاردو أعلن أن شبه الجزيرة ستكون جزءاً في أي اتفاق على «الطلاق». وكانت ماي أعلنت الأربعاء بعد لقائها في بروكسيل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أنها ستعود السبت إلى العاصمة البلجيكية لاستكمال المفاوضات عشية القمة التي يُفترض أن تصادق على اتفاق نهائي لـ «الطلاق». وذكر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ان يونكر أبلغه اتفاقاً على «إعلان سياسي» يحدّد مستقبل العلاقات بين الاتحاد والمملكة المتحدة، بعد خروجها من التكتل. وأشار إلى أن «المفاوضين وافقوا عليه، وهناك قبول مبدئي به على المستوى السياسي، شرط موافقة القادة» عليه خلال قمة التكتل الأحد. ويفيد نصّ الاتفاق بأن على «الطرفين تبنّي علاقة لتجارة السلعة تكون أوثق ما يمكن وتعمل لتسهيل التجارة المشروعة». وأضاف أن على بريطانيا والاتحاد الأوروبي «العمل لتحقيق مستوى من تحرير التجارة في الخدمات، يتجاوز كثيراً التزاماته تجاه منظمة التجارة العالمية». كذلك يحدّد «أسس شراكة واعدة وموسعة ومعمقة ومرنة» في التجارة والسياسة الخارجية والدفاع والأمن، مشيراً إلى أن الفترة الانتقالية التي يأمل الجانبان بأن تبدأ فور استكمال «الطلاق» في 29 آذار (مارس) 2019، يمكن تمديدها «سنة أو اثنتين»، تواصل لندن خلالها تطبيق قواعد الاتحاد ودفع مساهماتها المالية. وشددت المفوّضية الأوروبية على ضرورة «تسوية مسألتَي جبل طارق و(حقوق) صيد السمك» للأوروبيين في المياه البريطانية. وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من وجوب إنجاز «محادثات كثيرة» من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. على صعيد آخر، أعلنت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم أن أجهزة الاستخبارات البريطانية فوّتت فرصاً لمنع المتشدد البريطاني من اصل ليبي سلمان عابدي من تنفيذ هجوم إرهابي أوقع 22 قتيلاً في مانشستر عام 2017. لكن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب نيل باسو أشار الى «محاولة لاستخلاص عبر ممّا حصل، وتحسين نموذجنا العملاني ووسائلنا للتحفيف من أخطار الإرهاب».
مشاركة :