تواصل أمس وفود قادة وشخصيات من أرجاء العالم لتقديم التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في وفاة المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي أول نشاط كبير لخادم الحرمين الشريفين بعد مبايعته، ينتظر أن يبحث اليوم مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اختصر زيارة الى الهند ليقدم واجب العزاء للملك سلمان في الراحل الملك عبدالله، إضافة إلى مناقشة الملفات الساخنة والحملة ضد «داعش» والتطورات في اليمن، بحسب ما قال مسؤول أميركي كبير يرافق الرئيس أوباما. (المزيد) ويرجّح أن تزور القيادة السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأداء العمرة واستقبال المواطنين لتلقي التعازي، ومبايعة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد. وفي منحى آخر، قال مصدر مسؤول في اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام في الجنادرية سنوياً، أنه تقرر تأجيل المهرجان إلى العام المقبل، نظراً إلى وفاة الملك عبدالله، وكان مقرراً أن تقام الدورة الـ30 للمهرجان الجنادرية في الفترة من 4 إلى 25 شباط (فبراير) المقبل، واختيرت ألمانيا ضيف شرف لهذه الدورة. ومن المقرر أن يبحث خادم الحرمين الشريفين اليوم في الرياض مع الرئيس الأميركي القضايا الإقليمية، وأبرزها اليمن، وأمن الخليج، والحرب ضد تنظيم «داعش». وأكد مسؤول أميركي أمس لـ«الحياة» أن قرار الزيارة اتخذه أوباما نظراً «لأهمية العلاقة السعودية - الأميركية، وأيضاً بسبب تقاطب الوفود التي ذهبت إلى الرياض، «وهو ما ساهم في توجه الرئيس الأميركي اليوم بدلاً من نائبه جوزيف بايدن، ومن المتوقع أن يتصدر المحادثات ملف «داعش»، والمحادثات النووية مع إيران، والأزمة في اليمن، وأكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بنجامين رودس أن الزيارة القصيرة التي سيقوم بها الرئيس تهدف في الأساس إلى لقاء الملك سلمان، «وتقديم التعازي للعائلة وللشعب السعودي» بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال: «أنا متأكد أنه أثناء وجوده (أوباما) هناك، فإنهما سيبحثان عدداً من القضايا الرئيسة التي نتعاون فيها بشكل وثيق مع السعودية». وأضاف: «من الواضح أن ذلك سيشمل الحملة المستمرة ضد «داعش»، ومن بين القضايا «بالطبع الوضع في اليمن، حيث ننسق بشكل وثيق جداً مع السعودية وغيرها من الدول». ولفت إلى أن الملك سلمان والرئيس أوباما أجريا محادثات في الماضي، إلا أن لقاء اليوم سيكون «فرصة جيدة لكليهما للجلوس وتبادل الآراء وبدء العلاقة بينهما كزعيمين». وعكست أجواء الإدارة الأميركية إيلاء أهمية كبيرة للزيارة كونها تأتي في وضع إقليمي ساخن، وتردٍّ يؤرق واشنطن من اليمن إلى سورية إلى مصر والعراق. وأعلن الديوان الملكي السعودي ليل أمس، أن أوباما سيبدأ زيارة عمل إلى الرياض اليوم، وسيُعقد جلسة محادثات رسمية مع خادم الحرمين تتناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما سيتم البحث في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وسيناقش أوباما مع الجانب السعودي تكثيف التنسيق والتعاون الاستراتيجي في ملفات تهم الجانبين. وكانت واشنطن شهدت زيارات عدة لمسؤولين سعوديين بينهم ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ورئيس الاستخبارات الأمير خالد بن بندر في الأسابيع الماضية. واحتل اليمن هامشاً كبيراً من المحادثات. وقال مسؤول أميركي إن واشنطن «تتطلع لاستمرار العلاقة الثنائية مع الملك سلمان، الذي عملنا معه من كثب كولي للعهد ووزير للدفاع». وتلقى الأمير مقرن اتصالاً هاتفياً أمس من الملك محمد السادس قدم خلاله التعازي في وفاة الملك عبدالله . وعبّر الملك محمد السادس عن تهنئته للأمير مقرن لمناسبة مبايعته ولياً للعهد. كما تلقى الأمير مقرن اتصالاً هاتفياً أمس من وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قدّم خلاله التعازي. وعبّر وزير الخارجية البريطاني عن تهنئته للأمير مقرن بمناسبة مبايعته ولياً للعهد. واستقبل الأمير محمد بن نايف في مكتبه بديوان وزارة الداخلية عدداً من الأمراء وكبار المسؤولين في الوزارة وقادة القطاعات الأمنية وجمعاً من الموظفين والمواطنين الذين قدموا له التعزية في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتهنئته بتعيينه. يذكر أن الصحف الغربية أولت اهتماماً كبيراً لتعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز في أول كلمة يوجهها للشعب السعودي بعد توليه الحكم بأن يواصل السياسات التي ظلت المملكة تنتهجها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود. وذهب عدد كبير منها، خصوصاً في الولايات المتحدة، إلى اعتبار ذلك تطميناً إلى استمرار العلاقات التاريخية الوثيقة بين الرياض وواشنطن، في ظل أوضاع شائكة ومعقدة في منطقة الشرق الأوسط.
مشاركة :