محمود الزاهي – بينما تواصلت جهود الجهات المعنية لاتخاذ كل التدابير اللازمة للحيولة دون تكرار الغرق، كانت البلاد على موعد أمس مع أمطار تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، إلا أن تحذيرات الأرصاد الجوية تواصلت من «أمطار غزيرة يتوقع هطولها اليوم وغداً». وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإسكان وزيرة الخدمات، د. جنان بوشهري: إن المؤسسة العامة للرعاية السكنية لن توقف شركات جديدة على خلفية الأضرار التي تعرضت لها مدينة صباح الأحمد، مؤكدة أن قرار الإيقاف الذي صدر قبل أيام شمل الشركات التي عملت في البنية التحتية والتصميم للمدينة، وذلك للمشاريع التي تعرضت للأضرار. وأضافت بوشهري لـ القبس: ان الفرق الفنية التابعة لـ«السكنية» انتهت من حصر الأضرار في الشوارع والطرق والبنية التحتية خلال الأيام الماضية. وأوضحت أن «السكنية» عملت خلال تلك الفترة على مسارين متوازيين، أولهما هو الانتهاء من التقرير الفني ومن ثم رفعه إلى وزير الأشغال حسام الرومي، لضمه إلى لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالأزمة، والثاني هو مخاطبة الشركات لتحديد الأضرار التي وقعت في المشاريع، بمعرفة تلك الشركات كذلك، ومن ثم البدء في إصلاحها وفق الكفالة العشرية من دون تحميل المال العام أي تكاليف إضافية جراء ذلك. وذكرت أن الشركات باشرت بالفعل إصلاح الأضرار التي وقعت في المشاريع التي نفذتها، مستدركة أن تحديد المتسبب في تلك الأضرار أمر يستوجب الانتظار لصدور قرار لجنة تقصي الحقائق التي يترك لها تحديد المتسبب سواء من الشركات أو المسؤولين. إجراءات الأشغال من جانبه، قال وكيل وزارة الأشغال بالإنابة، م. خالد الخزي: إن الوزارة كثفت جهودها خلال اليومين الماضيين على مستوى جميع المحافظات. وأضاف الخزي لـ القبس أن تلك الجهود شملت التأكد من التجهيزات، لاسيما في المناطق الحرجة التي شهدت تجمع أمطار خلال السنوات الماضية أو في الأمطار الأخيرة، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتوزيع المعدات والمضخات في كل المواقع في ظل استمرار تحذيرات الأرصاد الجوية. ولفت إلى أن مدينة صباح الأحمد والصباحية حظيتا باهتمام لافت، إذ تمت زيادة الاستعدادات فيهما، وتنظيف جاليات الأمطار مرة أخرى نظرا الى تعرضهما لسيول خارجية من بر الأحمدي والمناطق البرية القريبة، مما استلزم إزالة الطمي والمخلفات من المناهيل. سواتر ترابية وذكر أن الجهود التي استمرت طوال ليل أمس، شملت إقامة سواتر ترابية لتوجيه مسارات السيول، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ومنها شركة نفط الكويت والهيئة العامة للبيئة، وذلك لتخفيف انجراف السيول على المناطق السكنية. وأشار إلى إنشاء عدد من حفر تجميع المياه كحل مؤقت، لتخفيف قوة انجراف السيل، لافتا إلى أن جميع الجهات، سواء القطاع الحكومي أو الخاص، اخرجت ما لديها من معدات لاستخدامها في مواجهة الأمطار. وعلى صعيد تأهيل الطرق المتضررة، جدد الخزي تأكيده على أن إعادة فرش الطرق بالأسفلت مجددا يرتبط بالظروف المناخية، إذ يحتاج لجو مناسب، مشيرا إلى أنه حين يتحسن المناخ ستبدأ الوزارة مباشرة في فرش الطرق المتضررة. بدورها، قالت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للطرق والنقل البري إن التركيز انصب خلال الأيام الماضية على ضمان جهوزية مضخات الأنفاق للعمل بالكفاءة المطلوبة، مشيرة إلى توفير الفرق الفنية اللازمة وتوزيعها على الطرق. وأوضحت أنه جرى تنظيف جاليات الأمطار على الطرق السريعة، وفق خطة واضحة وضعتها الهيئة، كما يتم التواصل أولا بأول مع غرفة العمليات التابعة للإدارة العامة للدفاع المدني، لطلب المساعدة في حال الحاجة، سواء من الجيش أو الحرس الوطني أو أي من الجهات ذات الصلة. ولفتت إلى أن وضع نفق المنقف سيخضع للظروف المناخية، إذ سيتم اغلاقه احترازيا حال تزايد الأمطار، مشيرة إلى جهوزية الهيئة للتعامل مع أي بلاغ أو مشكلة يتم اكتشافها وذلك بالسرعة اللازمة.
مشاركة :