وضع جبل طارق عقبة تحول دون اتفاق شامل حول بريكست

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اسبانيا تلوح بالتصدي لأي اتفاق حول بريكست في قمة الأحد إذا لم يكتب فيه بوضوح أنها تتمتع بحق النقض (الفيتو) على المفاوضات المستقبلية بشأن جبل طارق الجيب البريطاني في جنوب بروكسل/مدريد - اعتبرت مصادر دبلوماسية في ختام اجتماع عقد في بروكسل الجمعة، أن مسألة مستقبل جيب جبل طارق، هي النقطة الوحيدة التي لا يزال يتعين تسويتها من أجل التوصل إلى اتفاق شامل الأحد حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي في ختام اجتماع رفيع المستوى بين مندوبين عن قادة بلدان الاتحاد الأوروبي قبل يومين من قمة بالغة الأهمية، إن الوضع المعقد حول هذه المنطقة "يبقى المسألة الوحيدة التي لا تزال عالقة". كما تم "التوصل إلى حل" لمسألة كانت لا تزال عالقة وهي حقوق الأوروبيين بالصيد في المياه الإقليمية البريطانية، كما قال مصدر دبلوماسي آخر. وأضاف مصدر ثالث أن "الأمور تتقدم، نرى نورا في نهاية النفق". من جهته، اكتفى كبير مفاوضي البلدان الـ27 الشركاء للمملكة المتحدة في إطار الاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال بارنييه ردا على سؤال صحافي في ختام الاجتماع نفسه "نعمل بجد". وقد هددت اسبانيا بالتصدي لأي اتفاق حول بريكست الأحد إذا لم يكتب فيه بوضوح أنها تتمتع بحق النقض (الفيتو) على المفاوضات المستقبلية بشأن جبل طارق، الجيب البريطاني في جنوب اسبانيا التي تطالب بالسيادة عليه. وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "فاوضنا فعلا بطريقة منفتحة وبناءة مع الاتحاد الأوروبي في الميادين المتصلة بجبل طارق وعملنا بشكل وثيق مع اسبانيا". وستلتقي ماي مساء السبت في بروكسل رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، عشية قمة استثنائية يفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على معاهدة انسحاب المملكة المتحدة وإطار علاقتها بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي. ولا يخفي سكان جبل طارق الجيب البريطاني الواقع في جنوب اسبانيا، استياءهم من تحولهم خلال بضعة أيام إلى تهديد رئيسي لبريكست. وبينما بدأ العد العكسي قبل القمة الاستثنائية المخصصة للمصادقة على اتفاق الانفصال بين الاتحاد والمملكة المتحدة، تجد هذه المستعمرة الصغيرة التي تضم حوالي ثلاثين ألف نسمة نفسها فجأة تحت الأضواء. ويُحمل سكانها بمرارة مدريد مسؤولية هذا الوضع. وقال طبيب التخدير هاميش تومسون (44 عاما) بغضب "من المؤسف أن بلدا تبلغ مساحته نصف مليون كيلومتر مربع بسكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة ويواجه مشاكل داخلية عميقة، خصص كل هذه الطاقة لصخرة لا تتجاوز ستة كيلومترات مربعة لا يعيش فيها أكثر من ثلاثين ألف نسمة". أما اليتون مورينو (44 عاما) الذي يدير شركة للألعاب الالكترونية، القطاع المزدهر في هذه المنطقة، فلم "يتفاجأ من استخدام جبل طارق في هذه المواجهة"، لكنه يؤكد أنه "تعب من تصدرها عناوين الأحداث بشكل دائم". وكانت اسبانيا تخلت لبريطانيا بموجب معاهدة أوتريشت في 1713 عن هذه المنطقة التي تتمتع بموقع استراتيجي يسمح بالتحكم بمضيق جبل طارق. وتطالب مدريد بجبل طارق، المنطقة التي تقيم في أغلب الأحيان علاقات صعبة مع جارتها الكبرى. وكان الاتحاد طمأن مدريد الحريصة على أن تتمتع بحق في النظر في وضع المنطقة، قبل بدء مفاوضات بريكست في يونيو/حزيران 2017 بأن "أي اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لن يطبق على أراضي جبل طارق" بدون ضوء أخضر من اسبانيا. والمشكلة أن هذا التفصيل لم يرد في الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بعد جهود مضنية حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ما أثار غضب الحكومة الاسبانية التي تهدد بعرقلة الاتفاق إذا لم يدرج نص واضح في هذا الشأن. وقال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز مساء الأربعاء "إذا لم تتم تسوية هذا الأمر بحلول الأحد، فستصوت اسبانيا للأسف بـ لا وستستخدم قدرتها على التعطيل لأنها قضية تمس بجوهر بلدنا". وأضاف أن "اتفاق الانسحاب غير مقبول ومثله الإعلان السياسي" حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد والمملكة المتحدة، مؤكدا أنه على المفوضية الأوروبية ولندن أن "تدركا أنها نقطة أساسية". وأكد موقفه مجددا مساء الخميس في تغريدة على تويتر بعد وصوله إلى هافانا في زيارة رسمية وبعد ما اتصل برئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي. وكتب سانشيز "مواقفنا ما زالت متباعدة جدا. حكومتي ستدافع عن مصالح اسبانيا. وإذا لم يحصل تغيير فسنستخدم حقنا في تعطيل بريكست". وقال رئيس السلطة التنفيذية في جبل طارق فابيان بيكاردو أمام برلمان المستعمرة البريطانية إن "رابع اقتصاد أوروبي لا يحتاج إلى سوط ليجلب أصغر اقتصاد في أوروبا إلى الجلوس معه على طاولة المفاوضات". وأضاف أن "بوابة دخولنا إلى أوروبا هي اسبانيا، لدينا أسباب للتعاون مع اسبانيا والتباحث معها أكثر مما نملك فعليا للقيام بذلك مع شعوب أخرى". ورأى المحامي موزس أناهوري (48 عاما) "بعد أشهر من المفاوضات من غير المقبول أن تهدد الحكومة الاسبانية بتعطيل الاتفاق حول بريكست في اللحظة الأخيرة". وأضاف "لكن إذا كان ذلك غير مقبول، فليس من المفاجئ أن تثير اسبانيا مشكلة جبل طارق في اللحظة الأخيرة"، معبرا عن خشيته من أن يساهم ذلك في تقويض الثقة بين جبل طارق وجارتها. لكن أوين سميث وهو محام آخر في الحادية والأربعين من العمر، فقال إنه سيكون "سعيدا إذا فشل بريكست" بعدما صوت مثل غالبية سكان المنطقة مع بقاء بريطانيا في الاتحاد. لكنه رأى أن "الخلاف الحالي حول جبل طارق لن يقضي على كل العملية" وإن كانت لم تحل المشكلة قبل ثلاثة أيام من القمة. اسبانيا التي تطالب بالسيادة عليه.

مشاركة :