بيروت: «الخليج» اعترفت «إسرائيل» رسمياً، أمس، بإغراق سفينة كانت تقل لاجئين لبنانيين صيف 1982 قبالة شاطئ طرابلس شمالي لبنان، ما أدى عن وفاة 25 شخصاً من أصل 56 كانوا على متنها، فيما لا يزال التأليف الحكومي أسير المراوحة رغم مرور ستة أشهر بالتمام والكمال على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات النيابية في مايو/أيار الماضي. وذكرت القناة العاشرة «الإسرائيلية» أن غواصة «إسرائيلية» أطلقت صواريخ باتجاه سفينة اللاجئين قبالة شواطئ طرابلس شمال لبنان وأغرقتها، في إطار عملية أطلق عليها جيش الاحتلال «درايفوس»، وقد بقيت سرية حتى اليوم ورفضت سلطات الاحتلال الكشف عن تفاصيلها، مشيرة إلى أن السفينة التجارية كانت تحمل 56 لاجئاً لبنانياً إلى قبرص أبحرت من شواطئ طرابلس خلال فترة وقف إطلاق النار عقب الاجتياح «الإسرائيلي» لبيروت وخروج المقاتلين الفلسطينيين منها إلى تونس تحت حماية دولية. كما تعقبت غواصة تابعة لبحرية العدو من طراز 540 (غال) السفينة اللبنانية، وبعد نحو ساعة من مغادرتها ميناء طرابلس، استهدفتها بصاروخي طوربيد، ما أدى إلى انفجار السفينة وغرقها ومقتل 25 لاجئاً لبنانياً كانوا على متنها.وقد تذرع قائد غواصة العدو بأنه ظن أن السفينة تقل مقاتلين فلسطينيين في طريقهم للخروج من لبنان. كما ادعى جيش الاحتلال أن الهدف من «عملية درايفوس» كان تسيير الدوريات قبالة سواحل طرابلس لمواجهة سفن البحرية السورية، إذا ما أبحرت جنوباً لمهاجمة البحرية «الإسرائيلية»، في وقت امتنع جيش الاحتلال عن تجريم العملية خلال التحقيقات بشأنها، واعتبر أن قائد الغواصة تصرف وفقاً للتعليمات، وأن الأمر لا يتعدى كونه خطأ في التقدير، لا يرقى لجريمة حرب ولا يستدعي تحقيقا جنائيا. من جهة أخرى، بقيت عقدة نواب 8 آذار تعطل تشكيل الحكومة دون أن تنجح المساعي في تذليلها، لاسيما أن الحريري لا يزال يرفض استقبال النواب السنة المستقلين الستة، كما كشف أحدهم، وهو النائب عبدالرحيم مراد، الذي قال في حديث إذاعي أمس، إنه اتصل مرتين بمكتب الحريري ليحدد له موعداً ولم يأت الرد بعد، مشيراً إلى أنه لا يجوز للحريري أن ينفي وجودهم أو أن يرفض لقاءهم ومن حقهم أن يتمثلوا لاسيما أنهم يمثلون 40 في المئة من الشارع السني.وفي هذا السياق، أشار الرئيس تمام سلام إلى أن ما يسمى كتلة النواب السنة المستقلين هي حالة مصطنعة وجدت لعرقلة تأليف الحكومة، وقال في مقابلة تلفزيونية أمس، إن الرئيس الحريري قدم كل التنازلات الممكنة من أجل تشكيل الحكومة وعلى الآخرين مجاراته إذا كانوا يريدون فعلاً الانطلاق نحو ورشة الإصلاح والتنمية التي تحتاجها البلاد. وعن إمكانية اعتذار الحريري عن التأليف قال سلام: لا أرى ذلك لأن الحريري يشعر بالمسؤولية ونحن معه ونحمله المسؤولية والاعتذار ليس ملكه.
مشاركة :