التسامح يعزز العلاقات بين أفراد المجتمع

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : أكد فضيلة د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أن التسامح من القيم الإنسانية الراقية، والمبادئ الإسلامية الفاضلة، مشيراً إلى أن التسامح معناه حب الخير للناس، واحترامهم وتقديرهم، واللين في التعامل معهم، ومقابلتهم بالإحسان، ورؤية فضلهم وحسناتهم، والصفح عن أخطائهم وزلاتهم. وأوضح د. المري في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع المعيذر أن للتسامح في المجتمع صوراً عديدة، وأهمها ما يكون بين الزوجين من تعامل على أسس من التسامح والتغاضي عن الزلات، وإقالة العثرات، والمودة والألفة، واللين والرحمة، تحقيقاً لقوله تعالى:(وجعل بينكم مودة ورحمة). وأشار إلى أنه بهذا النوع من التسامح تصفو الحياة الزوجية، ويسعد أفراد الأسرة، ويكون الأبوان قدوة لأولادهما في التسامح وحسن التعامل، فينشأ الأولاد على التسامح فيما بينهم، واللين في معاملاتهم، والعفو عن أخطاء بعضهم بعضاً، فينجحوا ويسعدوا في حياتهم، وإدارة أسرهم، وأن يكونوا متحابين مترابطين، فيما بينهم متآلفين، مهما واجهوا من تحديات، أو عصفت بهم الخلافات. صور التسامح وبين د. المري أن من صور التسامح كذلك ما يكون في المعاملات بين الناس، من بيع وشراء، وتجارة وقضاء لافتاً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى». وأوضح أنه في هذا الحديث الشريف: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والبركة لمن تحلى بالتسامح وحسن المعاملة، ومعالي الأخلاق ومكارمها، في بيعه وشرائه، وطلب قضاء حقه، فمن أحب أن تناله بركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فليكن سمحاً. وبين خطيب جامع المعيذر أن من صور التسامح وأكثرها انتشاراً، تقدير الناس جميعاً واحترامهم، واللين لهم، وتلك رحمة من الله تعالى يقذفها في قلوب من يشاء من عباده، حيث قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فبما رحمة من الله لنت لهم). التعاون الإنساني ولفت د. المري إلى أن الإسلام عامل غير المسلمين بتسامح ولين، وقرر مبدأ (لا إكراه في الدين). ووضع أسساً من البر والإحسان في التعامل معهم، وقدم لنا صورة راقية تبين كيف يكون التعاون الإنساني القائم على التسامح واحترام حقوق الآخرين، وأثر ذلك في البناء الحضاري، وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص على توطيد العلاقات بين المسلمين وبين غيرهم من سكان المدينة على أساس من التسامح، فكانت وثيقة المدينة خير دليل على ذلك. وقد أمرنا أن نتعامل بالعدل والإنصاف فيما بيننا ومع غيرنا؛ فقال عز وجل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

مشاركة :