أنقرة تحض واشنطن على استكمال «خريطة» منبج بنهاية العام الحالي

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت تركيا بالعمل على الانتهاء من تنفيذ خريطة الطريق الموقعة مع الولايات المتحدة بشأن منبج قبل نهاية العام الجاري، في وقت قرر التحالف الدولي للحرب على «داعش» بقيادة واشنطن نشر نقاط مراقبة على الحدود السورية - التركية لتجنب التصعيد بين أنقرة و«وحدات حماية الشعب» الكردية في الشمال السوري.وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه يتعين استكمال خارطة الطريق المتفق عليها بين بلاده والولايات المتحدة بشأن مدينة منبج السورية، قبل نهاية العام الجاري. وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس أن تطبيق خريطة الطريق شرق نهر الفرات سيشهد إخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من المدن الواقعة هناك، في تلميح إلى توسيع اتفاق منبج إلى مناطق شرق الفرات.ويقضي اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقع من وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي، بانسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج والإشراف المشترك على الأمن والاستقرار في المدينة إلى حين تشكيل مجلس محلي من سكانها لإدارتها على أن ينفذ الاتفاق وفق جدول زمني مدته 90 يوما، لكن الاتفاق لم ينفذ كاملا في موعده واتهمت أنقرة واشنطن بالتباطؤ في تنفيذه لصالح «وحدات حماية الشعب» التي تشكل العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيا في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.وكخطوة جاءت بعد إلحاح طويل من أنقرة، بدأ في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري تسيير دوريات مشتركة بين القوات الأميركية والتركية في منبج، لكن مسلحي الوحدات الكردية لم يخرجوا منها بعد.وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال إن أنقرة عازمة على التركيز على مواجهة المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات. وتعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني والمسلحين المرتبطين به في سوريا والعراق تنظيمات إرهابية.وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أعلن أن الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر بين تركيا والميليشيات الكردية الحليفة في الحرب على «داعش».وقال ماتيس ليل أول من أمس: «نحن نشيد أبراج مراقبة في مناطق عدة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسوريا».وكانت قوات قسد أعلنت في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في شرق البلاد بعد عشرة أيام على تعليقها رداً على القصف التركي لمناطق سيطرة الأكراد في شرق الفرات.وأدى التوتر بين تركيا وقسد إلى ارتباك لدى الولايات المتحدة التي تعتبر قسد شريكا أساسيا في الحرب على «داعش». فمنذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) طغى التوتر على الأجواء في شمال سوريا مع بدء القوات التركية استهداف مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات بالقصف المدفعي، وتهديد أنقرة بشن هجوم واسع في المنطقة. وسعى التحالف الدولي، بقيادة واشنطن طوال تلك الفترة إلى خفض التصعيد عبر التواصل مع كل من قسد وأنقرة.وجاء قرار إقامة نقاط المراقبة على الحدود السورية - التركية نتيجة تفاهمات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وأميركا وفرنسا وبريطانيا خلال الاجتماع الذي جمع بينهم في بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة. وسيطرت حالة من الارتباك والتوتر في صفوف قسد بعد تصاعد تهديدات تركيا الغاضبة من استمرار دعم واشنطن لوحدات الحماية الكردية بالقيام بعملية عسكرية موسعة في شرق الفرات. ولا يزال تنظيم داعش الإرهابي يحافظ على وجوده في شرق سوريا داخل جيب شرق نهر الفرات قرب الحدود مع العراق.على صعيد آخر، أصدرت القيادة العسكرية التركية المسؤولة عن نقاط المراقبة في إدلب تعميما أكدت فيه وقوف الشعب والجيش التركيين مع أهالي إدلب، وأن ما يهمهم هو سلامة أرواحهم وممتلكاتهم، وأن اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب الموقع في سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي يخدم مصالح وأمن المدينة، ويساهم في إرساء الاستقرار الدائم في المنطقة. وأكد البيان الذي وزع مساء أول من أمس بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، أن إنشاء المنطقة منزوعة السلاح سيجنب إدلب أي هجوم أو عمل عسكري من قبل النظام السوري، وسيحول دون وقوع اشتباكات جديدة في المنطقة، لافتا إلى أن أي ادعاء مخالف لذلك هو شائعات هدفها زرع الفتنة والتفرقة.ودعا البيان أهالي المنطقة إلى تحمل مسؤوليتهم «التاريخية والوجدانية» بدعم الاتفاق والوقوف مع من يدعمه من الذين يحملون هم السوريين ويهمهم أمنهم وطمأنينة بلادهم.في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن تركيا تبذل جهودا كبيرة لتطبيق بنود اتفاق سوتشي المبرم بين الرئيسين التركي والروسي بشأن الأوضاع في محافظة إدلب السورية. وأوضحت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدرك مدى جدية تركيا في محاولات تطهير المنطقة منزوعة السلاح من الجماعات المتشددة ويقدر جهودها في هذا الشأن.وأضافت زاخاروفا، أن موسكو تدرك جيدا أن تطهير المنطقة المحددة في محافظة إدلب من المجموعات المتطرفة ليس بالأمر السهل.

مشاركة :