طالبت الجزائر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي رسمياً بتنظيم اجتماع للمجلس في أقرب وقت ممكن، الأمر الذي اعتبره مراقبون جزائريون أنه الاستجابة الأولى لمبادرة مغربية تدعو الى حوار مباشر مع الجزائر، لكن الجزائر اختارت أن يكون الحوار في كنف المغرب العربي ككل. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها توجهت بـهذا الطلب من وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي، حيث أكدت أن «هذه المبادرة تندرج ضمن القناعة الراسخة بضرورة إعادة تفعيل الصرح المغاربي وتنشيطه». وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن «الدعوة أتت امتداداً لتوصيات القمة الاستثنائية الأخيرة للاتحاد الأفريقي في إثيوبيا، حول الإصلاح المؤسساتي ودور المجموعات الاقتصادية الإقليمية في مسار اندماج الدول الأفريقية»، وأن «الجزائر راسلت رسمياً الامين العام لاتحاد المغرب العربي لدعوته الى تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي في اقرب وقت»، مضيفاً أن «وزراء خارجية البلدان الاعضاء قد تم اطلاعهم على هذا الطلب». وخلص بيان الخارجية إلى أن «اعادة بعث اجتماعات مجلس الوزراء بمبادرة من الجزائر، من شأنها أن تكون حافزاً لإعادة بعث نشاطات الهيئات الاخرى لاتحاد المغرب العربي». وجدير ذكره أن الملك المغربي محمد السادس، كان دعا في السادس من الشهر الجاري، الجزائر الى الحوار والتشاور لتسوية النزاعات بين البلدين، وهي دعوة لم ترد عليها الخارجية الجزائرية رسمياً، إلى أن خرجت بهذه المبادرة التي تكشف رغبة الجزائر في النقاش ضمن تكتل الاتحاد المغاربي. وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعية الجزائر اسماعيل دبش أنه يعتقد أن «بيان الخارجية الجزائري ليس على علاقة بالمبادرة الملكية المغربية»، مضيفاً أن «دعوة الجزائر لتفعيل الاتحاد المغاربي كانت في عمق خطاب المؤسسة الديبلوماسية وترجمة لأفعال موجودة أخرها فتح معبر بري بين الجزائر وموريتانيا». لكن الأستاذ الجامعي علي ربيج قال لـ «الحياة» أمراً مخالفاً للرأي الأول، معتبراً أن «الجزائر تقترح الفضاء الذي يتم من خلاله تطبيع العلاقات في شكل جماعي وليس في إطار مباشر، وهي تحاول جس نبض مدى جدية الطرف المغربي في التجاوب مع شروط جزائرية معروفة قبل الوصول إلى تطبيع ثنائي مباشر». وفي الأثناء، ثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، سعي الجزائر لتنشيط اتحاد المغرب العربي. وأوضح الناطق باسم الأمين العام للجامعة السفير محمود عفيفي، في تصريح أمس، أن أبو الغيط ثمن قيام الجزائر بتوجيه طلب رسمي إلى أمين عام اتحاد المغرب العربي لتنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب وقت. وأشار إلى تأكيد أبو الغيط أن هذه الخطوة تعد دلالةً على الأهمية التي توليها الجزائر لإعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي وعودة اجتماعات هيئات الاتحاد للانعقاد بشكل منتظم، منوهاً بالتحديات المشتركة التي تواجهها الدول الخمسة أعضاء الاتحاد في مجالات مكافحة الإرهاب والاتجار في البشر والجريمة المنظمة. وشدد السفير عفيفي، على أن التجمعات العربية دون الإقليمية على غرار اتحاد المغرب العربي تلعب دوراً مهماً في تعزيز أواصر علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية التي يضمها أحد الأقاليم الجغرافية من أقاليم الوطن العربي، بما يمكن أن يساهم في دعم مسيرة العمل العربي المشترك بصفة عامة، ويصب في الجهود المبذولة في إطار جامعة الدول العربية، باعتبارها المنظمة العربية الأم، من أجل تحقيق المزيد من التعاون المؤسسي والتكامل بين الدول العربية في مختلف المجالات ومخاطبة التحديات المشتركة التي تواجهها هذه الدول.
مشاركة :