من جوناثان سول لندن (رويترز) - تواجه شركات شحن النفط ارتفاعا في التكاليف واحتمال فقدان التغطية التأمينية لعمليات النقل البحري الليبية المتضررة من الصراع بين الحكومتين المتنافستين هناك والمعرضة لهجمات جوية. وقال جون دالبي من شركة الأمن البحري (إم.آر.إم) إنه أعد خطط إجلاء لشركة نفط لم يذكر اسمها إذا شهد الوضع مزيدا من التدهور مضيفا أنه من المتوقع استمرار الهجمات على الناقلات وهو ما يقلل من عدد السفن المستعدة لنقل الشحنات من ليبيا وإليها. وقال دالبي سنشهد على الأرجح المزيد من الاحتكاكات بين الحكومتين المتنافستين والناقلات هدف سهل. وأضاف من المتوقع أن يقلل ذلك من استعداد مالكي الناقلات للمخاطرة بناقلاتهم. فاستهدافها جوا أو بحرا يمثل خطرا تجاريا وأمنيا حقيقيا في الوقت الحالي. وتخوض الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا والتي طردت من العاصمة صراعا مع جماعة فجر ليبيا التي أعلنت تشكيل حكومة لنفسها. وفي الأسابيع الأخيرة استخدمت قوات موالية لرئيس الوزراء عبد الله الثني رئيس الحكومة المعترف بها طائرات حربية للهجوم على سفن تنقل الوقود إلى منافسيهم وتخشى القوى الغربية أن تقترب ليبيا من هاوية الحرب الأهلية. وقالت الغرفة الدولية للملاحة التي تمثل غالبية الأساطيل التجارية في العالم إنها أخذت تهديدات القوات الجوية الليبية على محمل الجد. وقال الأمين العام للغرفة بيتر هينشليف إن الغرفة توصي السفن التجارية بتجنب المياه الليبية إن إمكن. وكانت الحكومة المعترف بها أجبرت ناقلة تحمل وقودا هذا الأسبوع على تغيير مسارها إلى طبرق وإلا تعرضت للقصف بعدما حاولت نقل الوقود إلى جماعة فجر ليبيا في ميناء مصراتة الذي تسيطر عليه الحكومة المنافسة. وجاء ذلك عقب هجوم شنته طائرة حربية ليبية على مركب صيد يحمل بنزينا في الأسبوع الماضي. وفي أسوأ حادث وقع هذا الشهر قتل اثنان من أفراد طاقم ناقلة يونانية الملكية في هجوم جوي على السفينة التي كانت راسية قبالة ميناء درنة وهو ما لقي إدانة عالمية. ولم يرد المديرون اليونانيون للناقلة على طلبات للتعليق. وامتنعت شركات أخرى لإدارة الناقلات عن التعقيب وعزت ذلك لأسباب أمنية. وتقول مصادر ملاحية إنه من المرجح أن تؤدي الاضطرابات إلى رفع تكاليف التأمين على الشحنات أو حتى إلى استبعاد ليبيا من التغطية. وقالت شركة رائدة في التأمين من مخاطر الحروب لا تزال التغطية التأمينية لمخاطر الحروب متاحة لكننا نراقب باستمرار هذا الوضع المعقد الذي بدت فيه السفن وأفراد أطقمها معرضين بشكل مأساوي لهجمات غير مبررة ولا متوقعة. وقد يؤدي الصراع أيضا إلى نشوب خلافات تعاقدية. ويقول جوناثان موس من شركة دي.دبليو.إف للخدمات القانونية التحذيرات الصارمة من شن ضربات عسكرية ستدفع شركات التأمين من مخاطر الحروب على الأرجح إلى تغيير شروط وثائقها التأمينية الخاصة بحركة الملاحة إلى ليبيا. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)
مشاركة :