أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن إطلاق برنامج مسابقات تلفزيوني يحمل اسم «المنكوس»، والذي سيتنافس فيه المشاركون على أداء «لحن المنكوس»، أحد الفنون التراثية الإماراتية والخليجية لغناء الشعر النبطي، حيث سيستضيف البرنامج في العاصمة الإماراتية أبوظبي مشتركين من كافة الدول العربية. وقال معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات، إن اللجنة وضمن توجهاتها وأهدافها تسعى إلى التعريف بالموروث الشعبي والمحافظة عليه وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، وذلك تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والمتابعة الحثيثة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تحثنا دوماً على التمسك بقيمنا الإنسانية والالتزام بالمحافظة على تراثنا المادي والمعنوي، والعمل الدؤوب من أجل بناء مجتمع متماسك يعتز بقيمه وعاداته الأصيلة. وأشار معاليه إلى أن إطلاق برنامج «المنكوس» يهدف إلى تسليط الضوء على مؤدي لحن المنكوس الذين يتميزون بأصواتهم الجميلة المغناة على هذا اللحن. وأوضح أن اللجنة ومن خلال البرنامج تسعى إلى الحفاظ على الموروث الثقافي، وتسجيله كمنصة ثقافية دائمة تنطلق نحو العالمية، وذلك عبر مسابقة تلفزيونية يمرّ فيها المشاركون بعدة مراحل، تبدأ في مرحلة تجارب الأداء، مروراً بحلقات البث المباشرة، وصولاً إلى الحلقة النهائية التي تنتهي بفوز مشارك واحد، ليكون بطل الموسم الأول في أداء «لحن المنكوس». وأكد عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن البرنامج سيتضمن 10 حلقات، من بينها حلقتان تسجيليتان لـ«تجارب الأداء» والتي سوف تلخص تجارب أداء المشتركين أمام لجنة التحكيم ومراحل تقييمهم وتحديد المتأهلين منهم إلى حلقات البث المباشر، وستكون هناك 8 حلقات مباشرة ستعرض منافسات المشتركين المتأهلين من الحلقات التسجيلية وفق آلية معينة، وصولاً إلى الحلقة النهائية التي يعلن فيها صاحب اللقب، فيما سيكون هناك 8 حلقات تسجيلية ترافق الحلقات المباشرة بعنوان «كواليس المنكوس». وأوضح أن الصوت يُعتبر المعيار الأساسي ضمن معايير الاختبار في تجارب الأداء، وذلك لكون «المنكوس» يعتمد بشكل كبير على صوت المؤدي، إذ يؤدى بطريقة فرديّة من قبل صاحب القصيدة، أو شخص آخر يتميز بصوت جميل ويتقن الأداء وفق ألحان المنكوس العديدة، كما يمكن أن يؤدى بطريقة ثنائية، أو بمصاحبة آلة الربابة، وللمنكوس ألحان عدة، كما أنه يُؤدى عادة في الفترة الممتدة من العصر إلى منتصف الليل، في مختلف المناسبات الاجتماعية والوطنية. وأفاد عيسى المزروعي أن معايير الاختبار في الحلقات المباشرة ستكون من خلال عدد من الألحان المعروفة إماراتياً وخليجياً للحن المنكوس، والتي تم اختيارها من بين 28 لحناً متعارفاً عليها لـ«لحن المنكوس» في منطقة الخليج العربي، وسيكون هناك تقييم لجمالية الصوت وقوته وطريقة الأداء عبر إتقان اللحن، وقوة الأداء وطول النفس. فتح باب التسجيل وأشار إلى أن باب التسجيل للمشاركة مفتوح وسيتم إغلاقه 8 ديسمبر المقبل، كما سيتم قريباً الإعلان عن مواعيد عرض البرنامج والقنوات التلفزيونية التي ستقوم ببث حلقاته التسجيلية والمباشرة، متوقعاً أن يحقق هذا البرنامج نجاحاً كبيراً يوازي النجاحات التي حققها كل من برنامجي «شاعر المليون» و«أمير الشعراء». طائر الورقاء «المنكوس» يعتبر أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها من خلال تفعيلة العروض المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. ويُقال إن تسمية المنكوس بهذا الاسم ترجع إلى حركة طائر الورقاء «أم سالم»، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.
مشاركة :