صراحة – نواف العايد : نجح فريق زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أحد مكونات التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، أمس الاول، بإجراء ثاني عملية لزراعة الكبد التتابعية (الدومينو) على مستوى المستشفى والمملكة أيضاً، والتي تعد الأولى من نوعها، حيث أن المتبرع بالكبد على قيد الحياة وغير قريب للمريض، ولم يكن لهذا الإنجاز أن يحدث لولا فضل الله أولاً وأخيراً، ثم بتقدم المتبرع “ابراهيم صالح الغماس من محل إقامته في القصيم إلى المركز ليبدي رغبته بالتبرع بجزء من كبده لوجه الله تعالى لأي مريض يحتاج لزراعة الكبد . وتم نقل الجزء الأيسر من المتبرع إلى طفل مصاب بمرض جيني نادر يسبب فشل وظائف الكبد مع بقاء وظيفة الكبد العضوية سليمة، مما أتاح استئصال كبد الطفل المصاب كاملة والبالغ من العمر 5 أعوام، وزراعته في مريض آخر تجاوز الخمسين عاماً أصيب بفشل وظائف الكبد نتيجة الالتهاب الكبدي، وتم بحمد الله خروج المريضين والمتبرع من المستشفى في حالة طبية مستقرة. وعدّ رئيس مركز زراعة الأعضاء المكلف الدكتور محمد سعد القحطاني هذا النوع من العمليات نادراً جداً لما تقتضيه من خصوصية وترتيبات لازمة تتطلب فريقا متخصصا ذو خبرة طبية وجراحية فائقة للقيام بها، فقد استغرقت هذه السلسلة من العمليات التتابعية ما يزيد عن 20 ساعة عمل متواصلة في غرف العمليات، ولله الحمد والمنة يزداد اطباؤنا خبرة وثقة بتعاملهم مع هذه الحالات الصعبة والنادرة ويزداد فريقنا الطبي مهارة في التعامل مع هذه الحالات بكل احترافية ومهارة وتناسق تام يبعث إلى الفخر والاعتزاز والاصرار على التطور والمضي قدما بما فيه خدمة المرضى، وهذا لم يتم إلا بتوفيق الله ثم الدعم اللا محدود من حكومتنا الرشيدة بتوفير جميع الإمكانات اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات المعقدة وتوفير عناء السفر على المرضى وذويهم. الجدير بالذكر، أنه تم إجراء أول عملية لزراعة الكبد التتابعية (الدومينو) في وقت سابق من متوفي دماغياً على مستوى المملكة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في 26 فبراير 2016م، وتم نقل الكبد من طفل متوفي دماغياً (المتبرع) إلى طفل كويتي مصاب بمرض جيني نادر واستئصال كبد الطفل المريض كاملة وزراعته لمريضة أخرى تجاوزت الخمسين عاماً، وقد تكللت العملية بنجاح وتم على أثرها تكريم الطاقم الطبي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية.
مشاركة :