نجح فريق زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أحد مكونات التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، في إجراء ثاني عملية لزراعة الكبد التتابعية "الدومينو" على مستوى المستشفى والمملكة. وتعد العملية الأولى من نوعها، حيث إن المتبرع بالكبد على قيد الحياة وغير قريب للمريض، ولم يكن لهذا الإنجاز أن يحدث لولا فضل الله أولاً وأخيراً، ثم بتقدم المتبرع "إبراهيم صالح الغماس" من محل إقامته في القصيم إلى المركز ليبدي رغبته بالتبرع بجزء من كبده لوجه الله تعالى لأي مريض يحتاج إلى زراعة الكبد، وتمكّن من إنقاذ حياة مريضين في الوقت نفسه. وتم نقل الجزء الأيسر من "الغماس"؛ إلى طفل مصاب بمرض جيني نادر يسبّب فشل وظائف الكبد مع بقاء وظيفة الكبد العضوية سليمة، ما أتاح استئصال كبد الطفل المصاب كاملة والبالغ من العمر 5 أعوام، وزراعتها في مريضة أخرى تجاوزت الخمسين عاماً أصيبت بفشل وظائف الكبد نتيجة الالتهاب الكبدي، وتم بحمد الله خروج المريضين والمتبرع من المستشفى في حالة طبية مستقرة. وأوضح رئيس مركز زراعة الأعضاء المكلف الدكتور محمد سعد القحطاني؛ أن هذا النوع من العمليات يعتبر نادراً جداً لما تقتضيه من خصوصية وترتيبات لازمة تتطلب فريقاً متخصصاً ذا خبرة طبية وجراحية فائقة للقيام بها، حيث استغرقت هذه السلسلة من العمليات التتابعية ما يزيد على 20 ساعة عمل متواصلة في غرف العمليات. جديرٌ بالذكر، أنه تمّ إجراء أول عملية لزراعة الكبد التتابعية (الدومينو) في وقتٍ سابقٍ من متوفى دماغياً على مستوى المملكة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في 26 فبراير 2016م، وتم نقل الكبد من طفل متوفى دماغياً (المتبرع) إلى طفل كويتي مصاب بمرض جيني نادر واستئصال كبد الطفل المريض كاملة وزراعتها لمريضة أخرى تجاوزت الخمسين عاماً، وتكللت العملية بالنجاح وتم على أثرها تكريم الطاقم الطبي من قِبل أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود.