يحاول باحثون من الهند الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لصنع نسخ رقمية من "شخصيات الموتى" اعتماداً على تطبيق ألكتروني يعمل الإرث الرقمي الذي يخلفه المتوفى. فهل يخفف عنّا ذلك ألم الخسارة والفقدان؟ يعكف باحثون في معهد "شري ديفي" للتكنولوجيا في الهند على دراسة إمكانية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي "للتواصل مع الموتى"، وذلك عن طريق خلق شخصيات رقمية افتراضية من الموتى، بحيث يستطيع أحباؤهم التواصل معهم بعد موتهم. وأفاد موقع "فيز دوت أورج" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا بأن الباحثيّن شريا ديفاديجا وبهاكتي شيتي اعتمدا في دراستهما على التطبيق الإلكتروني "ريبليكا إيه إل" للنسخ عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تخليق شخصيات رقمية من أشخاص فارقوا الحياة. وقال ديفاديجا: "لقد حصلنا على الفكرة الأساسية من يوجين كيودا مبتكر تطبيق ريبليكا إيه إل، حيث يهدف هذا التطبيق إلى خلق شخصيات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد الأشخاص على التعبير عن أنفسهم من خلال محادثات مفيدة". وأضاف: "يوماً ما يفارق الإنسان الحياة تاركاً وراءه كماً ضخماً من الرسائل النصية والتدوينات وغيرها من التعبيرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وربما ينسى أصدقاؤه وأفراد عائلته هذا الإرث الرقمي الذي تركه، ولكنهم يشعرون لاحقاً بالمعاناة بسبب افتقاده. ومن ثم، فإن هدفنا الأساسي هو بحث السبل من أجل تخفيف آلام الخسارة والفقدان". وتأخذ منظومة الذكاء الاصطناعي التي يهدف الباحثان الهنديان إلى ابتكارها شكل شخصية مجسمة تبدو وتتحدث مثل الشخص المتوفي. وتستطيع هذه المنظومة تحميل البيانات الرقمية للمتوفي عبر تقنيات الحوسبة السحابية. ويقول ديفاديجا: "تسمح لنا تكنولوجيا اليوم بالتواصل مع برامج الذكاء الاصطناعي التي تقلد شخصية المتوفي"، مضيفاً أنه "سوف يتم إرسال رابط دعوة للمستخدمين، وعندما يجري فتح هذا الرابط، سيكون بمقدور المستخدم التواصل مع النسخة الرقمية البديلة للمتوفي التي تستقي أسلوبها في التحاور والحديث من خلال جميع الاتصالات الإلكترونية السابقة التي قام بها الشخص قبل وفاته". ويضيف: "هذه الخدمة تخلق إنساناً افتراضياً يمكن التحاور معه على خدمات التواصل الاجتماعي مثل واتس آب وغيرها". ع.غ/ ط.أ (د ب أ)
مشاركة :