رحلة الشقاء والشفقة!

  • 11/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد توقف إرادي عن استخدام طيران شركة الكويتية منذ ما يزيد على عشرة اعوام، قررت السفر على جناح الطيران الازرق حتى تكون لي مساهمة متواضعة في دعم الناقل الوطني خصوصا بأسطوله الجديد. بدأت رحلة الشقاء في 24 اكتوبر 2018 مع الرحلة رقم 101 المتوجهة الى لندن، حيث بدأت المنغصات مع البرامج التي تسمى برامج تسلية، بينما كانت هي فعلا اقرب الى الملل والضجر. فقد كانت معظم البرامج غير متنوعة او بالأحرى كما وصفها صديق مسافر في نفس الرحلة بأنها مكررة ولا تحتوي على التجديد لكونه يسافر كثيرا على متن الطائر الازرق. الى هنا والأمر بالنسبة لي عادي، فهي رحلتي الاولى على احدى الطائرات الجديدة، ولكن ما كدت اختار برنامجا وابدأ بالاندماج حتى افاجأ بالتوقف، وحين تم الاستفسار قيل ان ثمة خللا فنيا وسيعاد تشغليه. وهكذا مضت ست ساعات الرحلة من دون تسلية ممتعة او نوم يذكر بسبب الازعاج في درجة الاعمال BUSINESS! في 18 نوفمبر 2018 وعلى الرحلة رقم 104 من لندن الى الكويت، تأخرت الرحلة لمدة فاقت الساعتين بسبب تأخر وصول الرحلة القادمة من الكويت رقم 103 التي سرقت النوم من عيوني نتيجة مراقبة توقيت الاقلاع من مطار الكويت الدولي لمعرفة حجم التأخير والتأثير على رحلتي المغادرة من هيثرو الى ان ايقنت ان التأخير وارد لا محالة بالرغم من ان الاجواء لم تكن «مطرية» حينها. تعايشت مع الوضع برحابة صدر مرغما، وليس مخيرا الى ان تم الاقلاع المتأخر من دون ان يتفضل احد من موظفي الطيران الازرق بابلاغ المسافرين عبر اي وسائل تواصل واتصال او اعتذار عن التأخير كما يحصل عادة في مثل هذه الاحوال في شركات الطيران الاخرى! المفاجأة الاكبر والشقاء الاعظم بدآ مع ساعة الوصول المتأخرة في T4 الكويتي الذي اخذ زخما اعلاميا اكبر مما يستحق بسبب اعلانات وتصريحات وتعليقات من بعض الكتاب وكأن الافتتاح تم لمطار جديد لا مثيل له. بدلا من الانتقال مشيا على الاقدام للتعرف على «معالم» تيرمنال 4، فقد بدأت رحلة اخرى على احدى الحافلات بشكل غير منظم وازدحام وسط حافلات اخرى وشاحنات خدمات وصولا الى بوابة دخول تي 4 التي اكتظت بالقادمين وطاقم الرحلات الاخرى، وبدلا من استخدام الممر الوحيد للمسافرين على الدرجة الاولى والبزنس ومواطني مجلس التعاون الخليجي والمواطنين، الذي كان مزدحما بشكل لافت، بادر رجل امن بالاقتراح باستخدام ممرات، وليس ممرا واحدا، مخصصة للجنسيات الاخرى نظرا لعدم الازدحام، وهو ما حصل فعلا والساعة كانت تجاوزت 940 ليلا. منذ الوصول وبعد ارهاق رحلة انتزعت متعة السفر، وبعد مرور تقريبا ساعة من الانتظار الممل من نفس الليلة حتى بدأت بشائر وصول الحقائب، لكن الامر ايضا لم يخل من المصاعب فقد كان يتسابق القادمون نحو ايجاد عربات لنقل الامتعة او الدخول في عتاب غير ودي مع عمال نقل الامتعة الذين كانوا قلة قليلة جدا، بينما شخصيات مدنية تحمل تصريح دخول استثنائيا تواجدت لاستقبال امتعة غيرهم من المسافرين، فقد كانت العربات بأحجام مختلفة والعمال تلاحقهم اينما ذهبوا بينما المسافرون الاخرون كانوا في رحلة اصطياد عربات الامتعة! للعلم ان تي 4 تم افتتاحه اكثر من مرة، وكأن انجازا استثنائيا حصل، كما تم ترويجه لمدينة صباح الاحمد التي تهاوت نتيجة الامطار الى جانب تناحر اعلامي بين وزارتي الاشغال والصحة بالنسبة لجهوزية مستشفى جابر الاحمد! الشفقة جائزة على شقاء المسافرين على طيران الكويتية قبل وبعد تحولها من مؤسسة الى شركة في 2008 وكذلك على جهاز الطيران المدني. صديق كثير السفر منذ سنوات على متن «الكويتية» وبالتزام يردد دوما قولا طريفا KUWAT AIRWAYS.. WAIT ALWAYS * * * ابلغني كابتن مخضرم انه جرت العادة حين تتسلم «الكويتية» طائرة جديدة ان يتم التحليق فيها مع عدد محدود من المسؤولين فوق مدينة الكويت اعلانا بوصول وتحليق الطائرة الجديدة، وليس كما حصل من ضجة اعلامية لرحلة من الكويت الى البحرين! خالد أحمد الطراح

مشاركة :