قال الدكتور عباس شراقي الخبير المائي ورئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، إن أزمة العجز المائي لا تقتصر على مصر فحسب ولكنها مشكلة عالمية، فالمياه ثابته ونسبة السكان في زيادة باستمرار.وأضاف شراقي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيادة السكانية في مصر تقدر باثنين مليون نسمة سنويا، مما يستوجب الحاجة إلى 2 مليار متر مكعب زيادة من المياه سنويا، مشيرا إلى التحدي المائي الذي تواجه مصر لسد هذه الفجوة.وأكد الخبير المائي على أن مصر دولة عربية وافريقية يجب التعاون مع كلاهما في آن واحد، مشيرا إلى أن الدول الافريقية لها دور أكبر في التعاون مصر مقارنة بالدول العربية، لافتا إلى أن العلاقات الطيبة بين مصر ودول المنبع وحوض النيل، وزيادة الاستثمارات معها، يضمن لمصر حلفاء لها في ملف المياه وسد النهضة.وأوضح الدكتور عباس شراقي أن الدول التي وقفت مع أثيوبيا في مفاوضات سد النهضة سابقا، دعمتها بسبب ضعف العلاقات المصرية معها، مشيرا إلى أن مصر قامت مؤخرا بتصحيح الأوضاع مع بعض الدول الأفريقية بالعلاقات الثنائية الاقتصادية. وتابع : "هناك دول أفريقية فقيرة يظن البعض أنها بلا فائدة، ولكنها تضمن أصوات في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن، وتمثل قوى ناعمة لمصر في أي قضية أفريقية مثل ملف سد النهضة " ، مشيرا إلى أن هذه الدول تبحث عن مصلحتها مع أي دولة كانت.وأكد الدكتور عباس شراقي على أن تقوية العلاقات مع الدول الأفريقية لا تقتصر بزيارة الرؤساء والمسئولين أو توقيع اتفاقيات وبروتوكولات دون تنفيذها، لافتا إلى ضرورة تحويل هذه الاتفاقيات إلى مصالح مشتركة بين البلدين وإقامة مشاريع اقتصادية، ومن الأولى استيراد المحاصيل الزراعية من الدول الأفريقية بدلا من الخارج، أو استيراد اللحوم الحمراء منها بدلا من البرازيل.واستطرد قائلا: إن أثيوبيا ضربت علاقتها بمصر عرض الحائط بسبب عدم وجود استثمارات أو تبادل تجاري وعلاقات ثنائية جيدة بين البلدين فضلا عن عدم وقوع أي خسائر بسبب أزمتها مع مصر، لافتا إلى ضرورة المصالح المشتركة مع الدول الأفريقية للحفاظ على العلاقات معها.وتابع:" لم تكن أثيوبيا لتفكر في بناء سد النهضة إذا كان هناك استثمارات ضخمة لمصر هناك خوف من قطع العلاقات وحرصا على هذه الاستثمارات"، مشيرا إلى أنه يمكن التغاضي عن هامش الربح في مقابل تغطية التكلفة في سبيل تقوية العلاقات المصرية الافريقية والبعد الاستراتيجي، ومنافسة الدول الأخرى في الاستثمارات بأفريقيا.
مشاركة :