عمر الفضلي ابن مشروع صناعة الأبطال الذي اطلقه اتحاد الجو جيتسو برئاسة عبدالمنعم الهاشمي في صيف 2016، وهو المشروع الذي تبناه الاتحاد مع شركة بالمز سبورت لتأهيل الأبطال القادرين على صعود منصات التتويج عند اعتماد اللعبة في الأولمبياد عام 2024، وهو أيضاً ابن برنامج الجو جيتسو المدرسي، وينتمي لأكاديمية «777» أحدث الأكاديميات التي تم تأسيسها في المرحلة الأخيرة، وقبل أن يسافر إلى مالمو كانت آخر كلماته لأسرته: «لن أعود إلا بالذهب، بلادي تستحق الذهب»، وكان يتمنى أن يختتم عام 2018 الذي كان عاماً للإنجازات بامتياز في مسيرته، بأغلى الذهبيات في أقوى البطولات. عمر الفضلي صاحب فضية جاكرتا وذهبية ألعاب الصالات الآسيوية في عشق أباد، وذهبية العالم للناشئين والشباب في أبوظبي مسلسل طويل من التحديات طوال مسيرته، وقد غيرت رياضة الجو جيتسو حياته بشكل كامل، حيث كان منطوياً قبل هذه الرياضة، كان لا يحب أن يتحدث مع أحد، يشعر بالغربة بين أقرانه في الكثير من الأحيان، لكنه وجد الأمل في الجو جيتسو الذي دفع إليها دفعاً من أسرته كي يخرج من هذه العزلة، ووجد فيها نفسه منذ 5 سنوات، وضع فيها كل تركيزه، كان وما زال يقضي معظم أوقاته على البساط يتدرب ويتعلم حركات جديدة، هو يحلم بالمنصة دائماً، ولا يرضيه إلا الفوز والذهب، حتى أنه عندما حقق الفضية في آسياد جاكرتا الصيف الماضي كان الكل سعيداً من حوله، ولكن الدموع كانت ظاهرة في عينية، لأن الذهب كان على بعد خطوة منه. في الزيارة الأخيرة التي قام بها عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحاد لمعسكر المنتخب طلب منه التركيز فقط، وقال له: «لو وضعت تركيزك في أي نزال سوف تفوز، ثقتي فيك بلا حدود، والوطن ينتظر منك الكثير»، وكان لهذه الكلمات مفعول السحر عليه، حيث لم يشعر بالراحة منذ هذه اللحظة، وكانت عبئاً ثقيلاً على ظهره طوال البطولة، لكن تصميمه كان بلا حدود. يقول عمر الفضلي في تصريحاته التي أدلى بها خلال اتصال هاتفي معه: «خضت كل النزالات بشعار الفوز، لم أنظر للمنافسين، ولكنني كنت أنظر لنفسي، وكنت أنظر لعلم الدولة الذي على صدري، فيزداد إصراري، وفي النزال النهائي لم أشعر أبداً أنني وحدى على البساط، كان كل شعب الإمارات معي، لأنني أمثل بلادي، وكان تصميمي بلا حدود، تعلمت من درس نهائي الآسياد، لم أترك المبادرة من يدي، ولم أسمح للمنافس أن يضعني في موقف رد الفعل، لم أفكر في صغر سني، ولا في فارق الأحزمة، كنت أفكر فقط في الذهب، في المنصة، في التتويج، في إهدائها لبلادي التي تحتفل بالعيد الوطني». ويقول الفضلي: في النهائي لعبت مع نورزهان سيدوالي بطل كازاخستان في وزن 56 كجم، الذي لم أكن معتاداً عليه من قبل، حيث كنت ألعب في وزن 62 كجم، شعرت بفخر كبير عندما كان علم الإمارات على منصة التتويج، وعندما تم عزف السلام الوطني شعرت بأن من بجواري يسمع ضربات قلبي من شدة الفرحة، لأنني احتفلت باليوم الوطني بطريقتي قبل أن تبدأ الاحتفالات الرسمية، الذهب أقل شيء لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الذي يرعانا ويدعم رياضتنا، ويوفر لنا أفضل بيئة تنافسية في العالم، لم أحقق هذه الميدالية وحدي، ولكن كل المدربين وكافة زملائي في المنتخب وأسرتي ساهموا في وصولي إلى منصة التتويج، تدربت كثيراً، واجتهدت كثيراً طوال الشهور الماضية، ولن أحتفل طويلاً لأنني سوف أبدأ فوراً في الاستعداد لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو. الهاشمي: نموذج لـ«البطل المقاتل» أجرى عبدالمنعم الهاشمي، رئيس اتحاد الجو جيتسو، اتصالاً هاتفياً بالبعثة في السويد، حيث هنأ عمر على الإنجاز، وأكد أن الاتحاد وبرغم بصماته المستمرة في كل البطولات، فإنه ما زال في منتصف الطريق، وأن العمل لن يتوقف أبداً، بل سيتضاعف في المراحل المقبلة من أجل تعزيز هذه الإنجازات. وقال الهاشمي: عمر لاعب مميز، استفاد من تجربته، ونجح في تحويل الدعم الموجه للرياضة إلى إنجاز يشار إليه بالبنان، هو نموذج للاعب المقاتل، لا يستسلم مهما واجه من تحديات، ننتظر منه الكثير في المستقبل، لأنه يملك مقومات البطل، وبالفعل كان قريباً من الذهب في جاكرتا، ولكنه فقد التركيز في آخر 14 ثانية فقط. الزعابي: اللاعب لا يتوقف عن التدريبات أكد عبدالله الزعابي مدير الإدارة الفنية لاتحاد الجو جيتسو بالإنابة أن ذهبية عمر أسعدت البعثة كلها، وأن عمر لاعب رائع، لا يدخر أي جهد في تطوير مستواه، واجتهد كثيراً طوال الفترات السابقة، وهو لا يتوقف عن التدريبات صباحاً ومساءً، يعشق رياضة الجو جيتسو، يملك مؤهلات البطل الحقيقي ويملك الإصرار والعزيمة. ويؤكد الزعابي: البطولة كانت قوية للغاية والنزالات كانت صعبة، توقعنا أن نجد منتخبات قوية في النهائيات لكنها ودعت من الأدوار الأولى، من المهم جداً أن نشارك في مثل هذه البطولات، لأننا نستفيد منها كثيراً، ونتعرف على مدارس اللعب المختلفة في العالم، نحن نبارك لأنفسنا، ونبارك لعمر، والجهاز الفني، وسوف يعود المنتخب اليوم من مالمو إلى أبوظبي. كانت بعثة الإمارات قد شاركت في البطولة بـ11 لاعباً، لكن الوحيد الذي صعد منصات التتويج هو عمر الفضلي، وقاد الفريق فنياً في البطولة المدرب البرازيلي رامون ليموس صاحب الخبرة الطويلة، والذي عبر عن سعادته بإنجاز عمر، وأكد أنه صرح قبل البطولة أن عمر مؤهل للفوز بالذهب، وأن البطولة شهدت العديد من المفاجآت في كل الفئات.
مشاركة :