رسالة حب ووفاء

  • 1/28/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

يوم الجمعة 3 ربيع الآخر من عام 1436هـ، فقدت الأمة العربية والإسلامية حكيمها وقائدها «الملك عبدالله بن عبدالعزيز» رحمه الله -، وهو يوم سيبقى في ذاكرة كل مسلم وعربي، كيف ينسى مثل هذا اليوم وفيه تحركت مشاعر العدو قبل الصديق بفقيد عظيم وأب غالٍ وقائد شجاع ورجل صادق، حزنوا على فراقه، ولَمّ ذلك شملهم، ووحَّد صفَّهم، وجمع كلمتهم. ذهب «أبو متعب» وهو يردد دائماً «لا تنسوني من دعائكم»، فأقول أنا: المجتمع الإسلامي والعربي والسعودي لن ينساه بدعواته الصادقة المخلصة لله عز وجل -، فـ «حبيب الشعب» ملَكَ قلوبهم، وقد سخر في حياته كافة إمكانياته ووقته وماله لخدمة الإسلام والمسلمين من خلال التوسعة الأعظم في التاريخ للمسجد الحرام مقصد المسلمين من كافة أرجاء العالم، إضافة إلى اهتمامه وعنايته الفائقة بمصالح الأمة الإسلامية عامة ومصالح وطنه وشعبه خاصة. رحَلَ «أبو متعب» وكبار المسؤولين وقادة وزعماء العالم ينعونه، ويصفونه بـ «المكافح والمخلص والصادق»، فقد كافح رحمه الله الإرهاب والتطرف، وحذَّر العالم من ذلك، حرصاً على استقرار المنطقة والعالم، وأسهم بمبادرات عدة في تفعيل مبادئ الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، وكُرِّم فقيدنا مؤخراً بعدد من الشهادات العالمية نظير تلك الجهود العظيمة، وكان آخرها «شهادة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام» التي تشرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمنحه إياها نظير إنجازاته العالمية المشهودة. فُقِد «أبو متعب».. وحضر «أبو خالد»، فهو خير خلف لخير سلف، وعُرِف حفظه الله بأخلاقه وتواضعه الكبير، وحبه لعمل الخير، وخدمة الإسلام والمسلمين، وسيسير رعاه الله على خطى المؤسس وإخوته من قبله في اهتمامه وعنايته بالأمتين الإسلامية والعربية، ويكمل من حيث انتهوا رحمهم الله من خلال مواصلة تحقيق الإنجازات والعطاءات، ورفع اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية في عدد من المجالات، والتوسع في نهضتها واقتصادها وتعليمها. ودعنا «أبا متعب»، ويبايع المسلمون عامة والسعوديون على وجه الخصوص «سلمان» ملكاً وقائداً للإسلام والمسلمين من بعده، و«مقرن» ولياً للعهد، و«محمد بن نايف» ولياً لولي العهد، ودعواتنا جميعاً لهم بالتوفيق لكل ما هو خير للإسلام والمسلمين.

مشاركة :