انتهى أمس المؤتمر الدولي لكلية الدراسات الإسلامية والعربية لبنات الأزهر، والذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر بعنوان "الفكر المقاصدي في العلوم العربية والإسلامية".وأوصي المشاركون في المؤتمر بالاعتناء بدراسة مناهج الأعيان من أهل العلم في كلّ فن من العلوم الإسلامية والعربية في رؤية المقاصد الكلية لكل علم وتأصيل هذه الرّؤية، وبدراسة مناهجهم في الانضباط بتلك المقاصد في النّظر والتَّأويل والاستنباط والتَّطبيقوطالب المشاركون بعقد دورات علمية جادة لطلاب الدراسات العليا ، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة يتولاها مختصون في هذا الباب كل في فن من فنون العلوم الإسلامية والعربية على أن تتنوع مدارس أولئك الأعيان وأقطارهم ،وأن تجرى اتصالات علمية جادة بالمراكز العلمية العالمية المختصة بهذا الباب من أبواب العلم.ونبهت التوصيات على أن تعمل الجامعة على إيفاد واحدٍ باحثٍ متميز علميا وخلقيا من طلاب مرحلة الدكتوراه في كلّ علم من العلوم الإسلامية والعربية إلى المراكز العلمية والبحثبية والجامعات العربية والإسلامية المتميزة في هذا الباب لاكتسات مهارات البحث والمدارسة ، والتّعليم والتّعلم في باب المقاصد الكلية للتخصص المنوط بِه لتكوين خبراء فيه ، يتولون تاسيس مركز علمي متخصص في هذا يتولى رعاية هذا العلم وتطويره وتجديده وفق مقتضيات واستحقاقات تجدد حركة الحياة في ضوء بيان الوحي قرآناوسنة .وأشارت التوصيات إلى أن يجعل في مفتتح القول في كلّ فن من العلوم الإسلامية والعربية بابٌ لتبيين المقاصد الكلية لهذا العلم الضابطة حركة التـأويل والاستنباط تعليما وتعلما وتطبيقا بحيث تكون هذه المقاصد حاضرة زاهرة في كلّ قضية من قضاياه وفي كلّ مذهب لأهل العلم فيها وفي كل مؤلفٍ في هذه العلوم الاسلامية والعربية.وذكرت التوصيات أن يكون من متطلبات الدّرس الجامعي في مرحلة الدّراسات العليا في كلّ تخصص من العلوم الإسلامية والعربية علم المقاصد في التّخصص الرئيس لطلاب العلم يعنى بتأصيل هذه المقاصد من الكتاب والسنة ومن آثار الأعيان من أهل هذا التخصص، وتن يعنى بتحرير ضوابط الاعتبار للمقاصد في كل علم من العلوم الإسلامية والعربية التي تعصم حركة التّأويل والاستنباط والتّطبيق من التجاوز إفراطا أو تفريطا. نوهت التوصيات بأن يلزم الباحثون في الدراسات العليا بمرحلتيها ، وأعضاء هيئة التدريس في بحوثهم العلمية ومؤلفاتهم أن يلتزموا بالنّص على مقاصد النظر ومنهجيته في ما هم قامون له، ولا يُجاز بحثٌ إلا إِذَا عني بالتحرير الدقيق للمقاصد الكلية الضابطة للنظر والتأويل والاستنباط والتطبيق فيما هو مناط البحث والمدارسة.وناشدت إجراء دراسات علمية من الأعيان في كل علم من العلوم الإسلامية تكشف عن أثر التقصير في استحضار المقاصد الكلية وفي الاعتناء بالانضباط بها فيما وقع فيه التخالف والتناقض بين الناظرين في هذا العلم. وتبيان أثر استحضار الاعتبار بالمقاصد الكلية في العلم أو القضية مناط الاختلاف في التقريب بين وجهات النظر فيها.ولفتت إلى ضرورة منح القول في مقاصد علوم العربية ، ولا سيما العلوم المتعلقة ببيان الوحي قُرآنا وسنة مزيدًا من العناية والرعاية الجادة في كلّ مستويات التعليم والتعلم، والبحث والمدارسة، وإعادة النظر في مناهج التعليم والتعلم في الجامعة والبحث والمدارسة في جميع مراحلها العالية والعليا وضبط تلك المناهج بالمقاصد الكلية لكل علم من كل العلوم الإسلامية والعربية والالتزام برسالة الجامعة المنوطة بها.واختتمت التوصيات بضرورة باستمرار تفعيل ما ينتهي إليه المؤتمر من توصيلات من خلال تشكيل مجالس علمية جادة ممتدة من أعيان كل تخصص لاستثمار هذه التوصيات على أرض الواقع، وتقديم تقارير علمية جادة صادقة عما تم إنجازه في ما يكلف به كل مجلس في بابِه إلى مجلس الجامعة ، والمجلس الأعلى للأزهر للاتخاذ القرارات الواجبة في هذا الشأن.
مشاركة :