واجهت كييف وموسكو أسوأ أزمة منذ سنوات، فيما طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون أمس الاثنين، بالإفراج عن السفن الأوكرانية الثلاث التي احتجزتها روسيا بعد إطلاق النار عليها بالقرب من شبه جزيرة القرم. واحتجزت روسيا سفينتين حربيتين مصفحتين وسفينة جر الأحد بعد اتهامها بدخول المياه الروسية بشكل غير شرعي قبالة ساحل القرم في بحر آزوف. ووضع الجيش الأوكراني في حالة تأهب عليا، كما صوت البرلمان على طلب من الرئيس بترو بوروشينكو لفرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوماً. وأثار الحادث مخاوف من اتساع التصعيد العسكري وبحث مجلس الأمن الدولي الأزمة في جلسة طارئة، كما دعا حلف شمال الأطلسي إلى لقاء طارئ لبحث الحادث. واقترح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن برلين وباريس يمكن أن تقوما بجهود وساطة. وقال إنه بمناسبة اجتماع مقرر منذ فترة مع روسيا وأوكرانيا في برلين، ستعمل فرنسا وألمانيا «معا وعند الحاجة كوسيطين من أجل تجنب تحول هذا النزاع إلى أزمة خطيرة».واتهم حلفاء أوكرانيا الغربيون روسيا باستخدام القوة دون مبرر، فيما دعت كييف شركاءها إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو. وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين للصحفيين في كييف «هذه أعمال عدائية مخططة من قبل الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. سنطالب (في مجلس الأمن) بالإفراج الفوري عن بحارتنا وتحرير سفننا». وأشار إلى أن محادثات تجري مع الاتحاد الأوروبي وغيره حول فرض مزيد من العقوبات على روسيا. وأصرت موسكو أن اللوم يقع على كييف. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معاً»، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية. بدوره اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أوكرانيا بانتهاك القانون الدولي عبر«أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في هذا الممر البحري»معتبراً الأمر«استفزازاً صريحاً». وحذر لافروف من الوصول إلى نقطة اللاعودة في النزاع الناشب. واندلعت الأزمة عندما كانت السفن الأوكرانية تمر في مضيق كيرتش المؤدي إلى بحر آزوف من البحر الأسود، والذي تستخدمه أوكرانيا وروسيا. وقالت أوكرانيا إن سفينة تابعة لحرس الحدود الروسي صدمت سفينة جر أوكرانية وبعد ذلك أطلقت النار على السفن وشلت حركتها. وأضافت أن مضيق كيرتش أغلق بناقلة نفط، وأن طائرات الجيش الروسي كانت تحلق فوق البحر. وأكد جهاز«اف اس بي» الأمني الروسي المشرف على قوات الحدود، أن النيران أطلقت، وأن السفن احتجزت، متهماً السفن الأوكرانية ب«انتهاك الحدود الروسية». وقالت أوكرانيا إن ستة من بحارتها أصيبوا، وأن إصابة اثنين منهما خطيرة. بينما قال جهاز«اف اس بي» إن ثلاثة فقط أصيبوا بجروح غير خطيرة، وتلقوا علاجاً طبياً. وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على تويتر«أدين استخدام روسيا للقوة في بحر آزوف»، مضيفاً أن«السلطات الروسية يجب أن تعيد البحارة والسفن الأوكرانية والامتناع عن أي استفزاز جديد». وعبّر سفراء فرنسا وبريطانيا والسويد وبولندا وهولندا الذين يقومون بجولة في الصين في بيان مشترك عن«مخاوفهم من تصاعد التوتر الأخير في بحر آزوف ومضيق كيرتش»، وحثوا روسيا على إطلاق سراح البحّارة الأوكرانيين المعتقلين وإعادة السفن المحتجزة.وأكّدت فرنسا أنّها لا ترى«مبرراً ظاهراً في استخدام روسيا القوة»، ضد السفن الأوكرانية. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية في بيان«ندعو روسيا لإطلاق سراح البحارة الأوكرانيين الموقوفين وإعادة السفن المحتجزة». وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية«نحن ندين العمل العدائي الروسي باحتجاز ثلاث سفن أوكرانية وطواقمها»، مضيفا أن «الحادث يوفر مزيدا من الأدلة على سلوك روسيا المزعزع لاستقرار المنطقة». واتهم وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت روسيا بانتهاك القانون الدولي. وقال«مرة أخرى نرى الازدراء الروسي للأعراف الدولية والسيادة الأوكرانية.. يجب على روسيا الإفراج عن السفن والبحارة المحتجزين وضمان حرية العبور في مضيق كيرتش». (وكالات)
مشاركة :