في اللد ذات المباني الرمادية والبنية الفاتحة، السيارات المحترقة وآثار الحريق في منازل ومحال، وبقايا زجاج على الطريق تختصر المشهد. "نحن لا نقبل هذه الأعمال" قرب كنيس متفحم، يقول وائل أبو شرخ الذي يسكن في الحي، إنه اتصل بالشرطة ورجال الإطفاء لدى اندلاع الحريق، مضيفا "نحن لا نقبل هذه الأعمال، لكننا لا نقبل أيضا تصرفات اليهود المتطرفين في المدينة الذين أحرقوا سيارات العرب وحاولوا حرق المسجد الكبير لولا الاستغاثات". لكن داخل الكنيس، يقول يوئيل فرانكنبورغ (34عاما) وهو يرتجف من الغضب، "هاجموني ورشقوني بالحجارة (...) أرسلت أطفالي (الخمسة) خارج البلدة، عند جدهم وجدتهم، لأنني خائف". ويعيش يوئيل في اللد منذ 12 عامًا. وقال "نحن نعيش هنا في جوار جيد وظروف جيدة. في الأيام الماضية حاولوا قتلنا، جاء صديقي ليلة الثلاثاء منتصف الليل ليحاول إنقاذ الكتب من الحرق". وطالب بوضع كل الأشخاص الذين قاموا بأعمال عنف في السجن "لوضع حد للتوتر، وترك العرب واليهود يعودون للعيش معًا". كما يقول: "عندما اتصل الناس بالشرطة لم تأت. كان الناس بحاجة الى استخدام السلاح لحماية أنفسهم وعائلاتهم". تعزيزات مكثفة وندد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي احتفل بإفطار مع شخصيات عربية قبل يومين بـ "اعتداء منظم" ضد اليهود" في اللد، متهما "عصابة عربية متعطشة للدماء" بارتكابه حسب وصفه. وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "حال الطوارئ" في المدينة. وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال "تعزيزات مكثفة" من القوى الأمنية الى المدن المختلطة التي يسكنها يهود وعرب والتي شهدت اعمال عنف ومواجهات خلال الأيام الماضية، "لتطبيق القانون والنظام". "هناك عداء وتحريض من الجانبين" بالقرب من مدينة اللد القديمة، يقول عبد النقيب (29 عاما) "نحن نعيش طوال عمرنا مع اليهود اللداودة باحترام متبادل وتربطنا بهم علاقات طيبة". ويضيف "لكن منذ تولي رئيس البلدية الحالي اليميني المسؤولية منذ 14 عاما، تغيّر وضع المدينة، إذ أنه قام بتوطين سكان من اليهود +المستوطنين+ المتطرفين. بنى لهم حيا مكونا من 5000 وحدة سكنية خاصا بهم". ويرى أن الهدف من ذلك "التضييق على العرب وتفريغ المدينة منهم وتنفيذ تغيير ديموغرافي لتكون اللد مدينة يهودية فقط". ويشير الى أن رئيس البلدية "لا يعطي تصاريح بناء للعرب. وإن بنوا بدون رخصة، يقوم بهدم البناء وتدفيع الغرامات". ويقول وائل أبو شرخ من جهته "إن اليهود المتطرفين في اللد هم مجموعة صغيرة لكن لهم نفوذ كبير"، "لذلك يحاولون الاستفزاز". ويضيف "كان كل شيء على ما يرام قبل عشر سنوات، وجلبوا هؤلاء المتطرفين، وبدأت الأمور تتغير". ثم يقول "هناك عداء وتحريض من الجانبين". شاهد: إسرائيلي يهاجم بسيارته متظاهراً فلسطينياً في القدس شاهد: اشتباكات ليلية بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في القدس أعنف المواجهات في الحرم القدسي بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية منذ العام 2017 إسرائيل وحركة حماس وتصعيد دامٍ على خلفية المواجهات العنيفة في القدس "حالة حرب" وبالرغم من إعلان الشرطة فرض حظر التجول في المدينة من الساعة 20,00 حتى الساعة الرابعة فجرا، تجددت ليل الأربعاء الخميس المواجهات بين اليهود المتطرفين والعرب في اللد. ووجّه عرب نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت لحماية مسجد المدينة والبيوت. وتم التداول بشريط فيديو يظهر إقدام أشخاص على إحراق منزل لعائلة عربية بعد منتصف الليل. وقال جمال أبو كشك لوكالة فرانس برس "الحريق أتى على جزء من البيت"، مضيفا "حاولوا حرق بيت آخر وأحرقوا سيارات بين الكنيسة والجامع". ووصف الوضع بـ"حالة حرب"، مشيرا الى أن المواجهات استمرت حتى الثالثة صباحا. ويقول مئير لايوش ذو الرأس الأصلع والذي علّق سلاحا نصف آلي على كتفه، بينما كان يحتضن طفلاً في عربة أطفال، "نحن لسنا عنيفين (...) ولكن يجب أن نحمي أنفسنا من الإرهابيين ومعاداة السامية، هؤلاء الناس لا يريدوننا هنا ، لكن لدي رسالة لهم: سنبقى".
مشاركة :