«الجمعة الأسود» .. متاجر التجزئة تكافح لجذب دولارات المتسوقين

  • 11/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توافد الأمريكيون بأعداد كبيرة خلال عطلة نهاية أسبوع "الجمعة الأسود"، ومع ذلك لا يقدم الاندفاع نحو الخصومات شيئا يذكر لتهدئة مخاوف في وول ستريت تتعلق بضغط تتعرض لها المتاجر الرئيسية من جراء صعود أمازون الذي لا يعرف التوقف. بدأت طفرة المتاجر في عيد الشكر، وهو حدث تجاري متزايد الأهمية في حد ذاته. في "جيه سي بيني" في جيرسي سيتي، تشكلت طوابير طويلة عند صندوق المحاسبة بعد عشر دقائق فقط من افتتاح المتجر. وبحسب "الاتحاد الوطني للتجزئة"، من المتوقع أن يخرج نحو 164 مليون مستهلك أمريكي للتسوق خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة لخمسة أيام. من بين هؤلاء ما هي سرينيفاسان، الذي كان في طريقه إلى متجر وول مارت بحثا عن جهاز أيباد. خرج بعد بضع دقائق ومعه سماعات أذن لاسلكية من نوع بيتس و"كروم بوك"، إضافة إلى الجهاز اللوحي، بعد أن أنفق 450 دولارا. لكن حتى مع فتح المستهلكين محافظهم، أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن قطاع التجزئة في الولايات المتحدة، بعدما أدت سلسلة من تقارير الأرباح المخيبة للآمال في الأيام الأخيرة إلى تفاقم المخاوف من أن الاقتصاد القوي يخفي مشكلات هيكلية تعود إلى التعطيل الذي تتسبب فيه أمازون. ففي الأسبوعين الماضيين تم محو أكثر من 240 مليار دولار من القيمة السوقية لمتاجر التجزئة المدرجة في الولايات المتحدة. وتعد المتاجر، والمختصون في الملابس، وسلاسل البضائع العامة هي القطاعات الفرعية الثلاثة الأسوأ أداء في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال هذه الفترة. وتراجعت أرباح كلا من "تارجيت" و"نوردستروم" و"أبركرومبي آند فيتش" أكثر من 20 في المائة. ويرى سيميون سيجل، محلل مبيعات التجزئة في شركة إنستينت، أن "المستهلك الأمريكي بخير، لكن متاجر التجزئة الأمريكية ربما لا تكون كذلك". على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، جاء يوم "الجمعة الأسود" في نهاية عام قاس على أصحاب المحال التجارية في المملكة المتحدة. وبينما تعافت متاجر التجزئة للمواد الغذائية إلى حد كبير من جروحها التي أحدثتها بنفسها، تعرض قطاع البضائع العامة إلى ضائقة على نطاق لم يشهده منذ الأزمة المالية. ومن بين المتاجر البريطانية، أصدر "ديبنهامز" تحذيرات بشأن أرباحه ثلاث مرات، وتعين إنقاذ "هاوس أوف فريزر" من الإدارة القضائية، وقضى الخصم والاستثمار الضخم على أرباح "جون لويس" نصف السنوية. في بريطانيا أيضا لجأت الشركات، بدءا من متجر بيع الملابس بالتجزئة "نيو لوك" وصولا إلى سلسلة "هوم بيس" التي تبيع منتجات المساعدة الذاتية، إلى ترتيبات الشركات الطوعية، وهي شكل من أشكال الإعسار المالي يسمح لشركات التجزئة بتقليص فترات عقود الإيجار وتخفيض الإيجارات، من أجل إعادة الهيكلة. وسلط سيجل الضوء على ارتفاع مستويات المخزون في الشركات بما في ذلك متجر تارجيت في الولايات المتحدة، إذ ارتفعت من 10.5 مليار دولار إلى 12.3 مليار دولار بنهاية الربع الثالث. ووصف الزيادة بأنها "مخيفة بعض الشيء"، مشيرا إلى أن الشركات قد تضطر إلى تخفيضات كبيرة في الأشهر المقبلة للتخلص من بضائعها. وقال جريج ميليتش، المحلل في شركة موفيت ناثانسون "في العادة، إذا رأيت مخزونات السلع ترتفع أسرع من المبيعات ستقول ’أوه رائع‘". لكن هذه المرة السبب في كثير مما حصل هو الرسوم الجمركية التجارية. طرح تجار التجزئة عمليات الشراء تلك لتفادي الزيادات الإضافية في تكاليف الاستيراد. سلط محللون متشائمون الضوء على هوامش الربح المتدهورة في كثير من متاجر التجزئة الأمريكية. إجمالي الهوامش في كل من "تي جي إكس" و"تارجيت" انخفض 90 نقطة أساس في الربع الثالث، ليهبط إلى نحو 29 في المائة. وانخفض 30 نقطة أساس في "بيست باي" إلى 24.4 في المائة. وتواجه متاجر التجزئة نقصا في العمالة، ما يضع ضغطا تصاعدية على تكاليف الأجور. وفي الوقت نفسه، لا تعمل التجارة الإلكترونية على تخفيض الأسعار فحسب، بل رفع تكاليف الخدمات اللوجستية والشحن أيضا. ويحاول تجار التجزئة التفوق على بعضهم بعضا بصفقات التوصيل. يقدم متجر تارجيت للعملاء الشحن المجاني لمدة يومين دون فرض حد أدنى من المشتريات. وأزالت أمازون عتبة الحد الأدنى من المشتريات؛ 25 دولارا، على الرغم من أن شرط الحد الأدنى من المشتريات لا يزال قائما في وول مارت؛ 35 دولارا. وأوضح تنفيذيون أنهم بحاجة إلى الاستثمار للنجاح في العصر الرقمي. وقال تشارلي أوشيه، محلل رئيسي لمبيعات التجزئة في وكالة موديز: "أنفقت أمازون الأموال بكميات ضخمة. في هذه الأثناء، إذا انفقت متاجر التجزئة التقليدية سنتا واحدا، فإن حملة الأسهم سيكونون غير مستقرين. لكن هذه الاستثمارات تميل إلى تحقيق الربح". وفقا لشركة كونسيومر جروث بارتنيرز، من المتوقع أن يرتفع إجمالي الإنفاق في موسم الأعياد أكثر من 5 في المائة عما كان عليه العام الماضي، إلى 701 مليار دولار، مدفوعا بزيادة نسبتها 10 في المائة على الإنترنت. وهذا أقل من زيادة بنسبة 5.3 في المائة مسجلة في العام الماضي.

مشاركة :