أكد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية سعي السعودية لرفع إسهام قطاع التعدين في إجمالي الناتج المحلي من 17 مليار دولار حاليا إلى 64 مليار دولار، إضافة إلى توفير 160 ألف فرصة وظيفية بحلول عام 2030، والعمل على زيادة القيمة المضافة للمعادن، وتنمية المناطق الأقل نموا، والوصول بالقطاع التعديني ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي مع النفط والبتروكيميائيات. وقال خلال المؤتمر العربي الدولي الخامس عشر للثروة المعدنية، المنعقد في القاهرة في الفترة من 26 حتى 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إن المملكة تسعى إلى تطوير قطاع التعدين من خلال تنفيذ استراتيجية شاملة، محددة الأهداف والسياسات، تتضمن 42 مبادرة تهدف إلى إعادة هيكلة القطاع. وأضاف المهندس الفالح، "الروابط التي تجمع الدول العربية كثيرة ومتينة والمصير المشترك والعمق التاريخي والحضاري المترابط هي من أبرز وأقوى الروابط التي تجمع بين الدول العربية كافة، وبين السعودية ومصر بشكل خاص، إضافة إلى توافق الرؤى السياسية، تجمع بين الشقيقتين روابط اقتصادية وأمنية وجغرافية فريدة". وتحدث عن الروابط الجيولوجية بين البلدين، مبينا أن منطقة الدرع العربي في المملكة ومنطقة الدرع النوبي في مصر تشكلان امتدادين لمنطقة جيولوجية واحدة وهو ما يتيح فرصا ثمينة للتعاون بين البلدين في هذا القطاع الاستراتيجي. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن المؤتمر يعد أهم التجمعات العربية التي تهدف إلى تطوير قطاع التعدين ودعم الاستثمار التعديني في الوطن العربي، حيث تمثل وفرة الثروات المعدنية وتنوعها في العالم العربي مع تميز موقعه الجغرافي بعدا استراتيجيا مهما لأن قطاع التعدين يعد شريانا يغذي صناعات الأساس والصناعات التحويلية التي تدخل منتجاتها في جميع المستلزمات والاحتياجات الحياتية. وطالب بمضاعفة الجهود لتنمية قطاع التعدين والتعاون على ذلك، وإيجاد البيئة الاستثمارية الملائمة لنموه، وتعزيز التكامل العربي الاقتصادي لهذا القطاع، بما يحقق توفير النماء والرخاء للمواطن والوطن العربي. وأعرب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية عن تطلعه إلى أن يوفر المؤتمر فرصة طيبة لتعزيز جميع عناصر التعاون العربي على مستوى البحوث والتقنية المتقدمة، وعرض أحدث الأجهزة والمعدات المستخدمة في جميع مراحل النشاطات التعدينية، بالإضافة إلى الاهتمام بالعنصر الأهم وهو تطوير قدرات الموارد البشرية العربية لأن هذه الكفاءات هي في نهاية المطاف الغاية والوسيلة للارتقاء بقطاع التعدين والصناعات التعدينية العربية. وأوضح المهندس الفالح أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه يحتضن ضمن فعالياته الاجتماع التشاوري الدوري السابع للوزراء العرب المعنيين بقطاع الثروة المعدنية، مبينًا أن قطاع التعدين في المملكة يحظى باهتمام وعناية قيادتها وحكومتها، فهو أحد القطاعات المستهدفة بالتطوير والتنمية ضمن رؤية المملكة 2030. وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية: " إن المملكة تمتلك المقومات لتحقيق هذه الأهداف بما حبا الله أراضيها من تنوع جيولوجي فريد، ووفرة في مواردها المعدنية الغنية بالمواد الأولية، إذ تشير الدراسات إلى أن قيمة المخزون الجيولوجي المحتمل في المملكة يتجاوز تريليونا و300 مليون دولار، حيث تتركز معظم هذه الثروات في منطقة الدرع العربي الذي تبلغ مساحتها 630 ألف كم مربع". وأضاف: " المملكة تسعى من خلال خطة التعدين الاستراتيجية إلى استثمار ثرواتها المعدنية وتطوير سلاسل القيمة المرتبطة بها لكي تصبح عنصرًا جوهريًا على خريطة التعدين والصناعات التعدينية العالمية" ، لافتًا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، دشن مشروعات وعد الشمال الصناعية التي ستجعل المملكة ثاني أكبر دولة في العالم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية. وأوضح أن المملكة تسعى من خلال المشروعات التعدينية لتصبح من بين الدول العشرة الأولى في إنتاج الألمنيوم، ومضاعفة إنتاجها من الذهب ومعادن الأساس إلى 10 أضعاف إنتاجها الحالي، من خلال توفير المحفزات وبناء البيئة الاستثمارية الآمنة لتجذب المستثمرين إلى قطاع التعدين في المملكة. وقام المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بتسليم رئاسة المؤتمر لوزير البترول والثروة المعدنية المصري؛ المهندس طارق الملا، مؤكدا أن انتقال رئاسة هذا المؤتمر من المملكة إلى مصر ما هو إلا مواصلة واستكمال للدور والجهود التي بذلت خلال الدورة المنصرمة، مشددًا على استعداد السعودية لتقديم كل الدعم لمصر للوصول إلى الأهداف وتحقيق الطموحات المرجوة من المؤتمر. يشار إلى أن المؤتمر، الذي يعقد تحت عنوان : "الاستثمار التعديني والتنمية الاقتصادية في الوطن العربي"، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، يهدف إلى التعريف بواقع وآفاق قطاع التعدين العربي والترويج للفرص الاستثمارية التعدينية عربيًا ودوليًا، وتعزيز وتنمية الاستثمارات العربية البينية في قطاع التعدين، كما يُنظم على هامش المؤتمر معرض تقني، يعد فرصة للقاء المباشر بين المستثمرين والخبراء والمتخصصين العاملين بقطاع الثروة المعدنية العربية.
مشاركة :