جال رئيس المجلس النيابي البلجيكي سيغريد براك على المسؤولين اللبنانيين أمس. وزار الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أكد له أن "الحل الأمثل لأزمة النازحين السوريين هو في عودتهم إلى المناطق الآمنة في بلادهم، لأن ربط هذه العودة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يترك مجالا للشكوك في ما خص بقاءهم في الدول التي هم موجودون فيها". وأشار إلى "تحقيق مصالحات شملت ايضا الذين قاتلوا النظام". وأبلغ الرئيس عون، براك في حضور الوفد النيابي المرافق والنائب ياسين جابر والسفير البلجيكي هوبرت كوريمان أن "لبنان طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة بأن يصار إلى تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم، لانهم بذلك يساهمون في اعادة اعمار بلدهم وبناء منازلهم. كذلك طالب لبنان بزيادة المساعدات التي تقدم اليه للمساهمة في إعادة إعماره وتعزيز إقتصاده وتطوير البنى التحتية فيه". وأكد عون أن "لبنان استعاد استقراره منذ عامين وترسخ أمنه بعد دحر الجيش اللبناني والقوى الامنية المجموعات الارهابية في جرود البقاع والقضاء على الخلايا الارهابية النائمة، لكنه واجه أزمة إقتصادية نتيجة تراكمات السنوات الماضية والأزمة العالمية، إضافة إلى إقفال الحدود بعد الحرب السورية، فضلا عن المعاناة المستمرة بسبب تزايد عدد النازحين السوريين الذين أضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين". واستغرب "المواقف الدولية التي تتجاهل ضرورة عودة النازحين السوريين". وقال: "إن الدستور اللبناني ينص على منع توطين الفلسطينيين في لبنان"، مدينا "ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات اسرائيلية مستمرة، اضافة الى استهداف مدينة القدس"، ومؤكدا ان "السياسة التي تعتمدها اسرائيل لا تحقق سلاما بل تبقي الحروب مستمرة باشكال مختلفة". وأكد أن "الحكومة المقبلة ستعطي للاصلاحات اولوية لتواكب نتائج مؤتمر سيدر، إضافة الى تطبيق الخطة الاقتصادية الوطنية التي انجزت وتنتظر ان تقرها الحكومة الجديدة لتوضع موضع التنفيذ". وكان براك ركز على "أهمية لبنان بالنسبة الى الدول الاوروبية عموما وبلجيكا خصوصا، التي ترغب في تعزيز علاقاتها مع لبنان". وأشار إلى أن بلاده "ستصبح عضوا في مجلس الامن ابتداء من كانون الثاني (يناير) المقبل، حيث يمكن أن تساهم في دعم قضايا لبنان في المحافل الدولية". وزار براك رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووقعا تمديد بروتوكول الشراكة بين مجلسي البلدين لثلاث سنوات، أي للعام 2021. وأكدا "تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين". وينص البروتوكول على التعاون البرلماني في مجال تطوير تبادل الخبرات والمعلومات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك في مجالي التشريع والرقابة، وكذلك في مجال تبادل الزيارات على مستوى الوفود البرلمانية والموظفين في المجلسين. ولفت بري إلى أن "هناك علاقات إقتصادية بين البلدين لا بأس بها ولكن من المفروض ان تكون معززة اكثر خصوصا بعد تأليف الحكومة إنشاءالله". أما براك فأكد أن بري "قادر على حل كل المشاكل مهما بلغت تعقيداتها بطريقة متفائلة وإيجاد حلول جيدة لإعادة تطوير بلدكم ولكن بطريقة بعيدا عن العنف وبشكل إيجابي وسياسي لجميع اللبنانيين". وزار براك مساء أمس، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط.
مشاركة :