قال رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون: "يقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصرا على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سورية ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادرا على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضا بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم بردا ولا حرا". وكان عون افتتح مؤتمر البحر الابيض المتوسط لاندية "الليونز"، في فندق "هيلتون حبتور" في سن الفيل في حضور الرئيسة الدولية لأندية "الليونز" في العالم غودرون ينغفادوتير، النائب الأول للرئيس الدولي يونغ يول شوي، ونحو 500 مشارك من 34 بلدا. وشخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية واعلامية. وألقى كلمة قال فيها: "بعد مئة عام على انتشار جمعية أندية الليونز الدولية، نجدها تخدم على امتداد قارات العالم قاطبة، وخصوصا في ميدان البيئة والصحة وتحسين الظروف الاجتماعية، ولها مقعد دائم في المجلس الاقتصادي الاجتماعي لدى منظمة الأمم المتحدة. واللافت حصولها على الجائزة العالمية للشفافية والصدقية للمرة السابعة على التوالي". وأضاف: "بالتوقف عند عناوين لقائكم اليوم، من مشاغل التلوث البيئي وازدياد حجم المشاكل الناجمة عن التصنيع والاستهلاك، الى معالجة المخلفات والضرر اللاحق بالطبيعة، الى التنمية المستدامة ومشاكل النزوح وانعكاساته الاجتماعية، نجدها كلها تحاكي تحديات تواجهنا ونسعى الى إيجاد الحلول لها. فالبيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاوله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على 3 ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتما على بقاء ذلك العالم واستمراره، وقد سبق ان تعهدت حماية البيئة في خطاب القسم...". وتابع: "أما التنمية المستدامة، فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل. هذا بعض من التحديات التي تواجهنا ونحن مصممون على مجابهتها، ويبقى التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة وهو أزمة النازحين السوريين، فهذه المأساة التي تعاملنا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحولت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصاديا، أمنيا، اجتماعيا، بنى تحتية، مياه، كهرباء، استشفاء ومدارس". وقال: "تصوروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توافر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد". وأمل عون من الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن "تنقلوا معاناتنا، وأيضا معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت". وتوجه الى المؤتمرين: "إن اختياركم بيروت مركزا لمؤتمركم الإقليمي فيما المنطقة تعيش حال اللاستقرار يحمل دلالات مهمة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح ومدينة السلام". وقال: "هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف ويرفض الآخر، فلبنان بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي الاساسي الذي يواجهه القرن الحادي والعشرون، وهو تحدي "العيش معا" ومجابهة التطرف وديكتاتورية الارهاب ورفض الآخر". واضاف: "لهذا سبق ان تقدمت بمبادرة في الامم المتحدة لترشيح لبنان ليكون مقرا رسميا ودائما لحوار الحضارات والاديان والاتنيات. وأطلقت مشروع "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" بهدف تثقيف الأجيال الناشئة من كل أنحاء العالم، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، لتقريبهم من بعضهم بعضا وتعريفهم بالحضارات الأخرى لتسهيل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدم الحضارة الانسانية وتحصينهم في مواجهة التطرف. وهذا المشروع سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ونسعى الى ان يطرح على التصويت في الجلسة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهنا أيضا، نأمل دعمكم وأنتم الجمعية التي تؤمن بالسلام وبالتلاقي والحوار وتسعى الى الخدمة في كل الدول من دون تمييز".
مشاركة :