“شاهد ما شفش حاجة….!”

  • 11/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

‏”سكون” ‏”تعذيب السجينات السعوديات” ..!  ‏تفاجأت يوم الثلاثاء الماضي بهذا العنوان على حساب تويتر الخاص بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية و بتتبع الرابط كان رأس الصفحة يحمل عنوناً آخر لا يقل دناءة عن سابقه و لا عن كاتبه : ” الديموقراطية تموت في الظلام ..! ” ‏العنوان سيّء الذكر كان مقدمة لمقال أو لنسمهِ تقريراً .. كتبه صحفي تركي، يتحدث فيه عما تعانيه المرأة السعودية داخل السجون من تعذيب يصل إلى حد الاعتداءات الجنسية و الجسدية كما يزعم..! و يسترسل في الحديث عن مشاهدات و شهود ليس لهم وجود إلا في خياله ؛ إذ أن المقال كان خالياً تماماً من المهنية في الطرح و الاحترافية في العمل الإعلامي ؛ إذ كيف يأتي بما سماه حقائق دون إدراج مصدر صريح لمطلقها أو حتى لشواهد سمعية أو بصرية ؟! … أم هل كان سجيناً في السعودية ليتحدث بهذا اليقين ..؟! ‏الصحافة التركية تجند الآن من يملكون المهارات في كل مكان لتصويب سهامهم المسمومة نحو السعودية فبعد حادثة خاشقجي رحمه الله و المواجهة السعودية الشجاعة للقضية ، بدأوا يبحثون عن الجديد الذي يثيرون به الرأي العالمي العام ضد المملكة ، و لم يجد المسمى “كريم فاهم”_ الصحفي التركي _ إلا هذا الباب ليتسرب لنا كرمه و فهمه من خلاله ..! ‏و فاتت عليه أن الديموقراطية التي يرجوها ميتةٌ منذ عقود في بلده الزجاجي و مع هذا يتطاول على العرين بالحجارة ..! ‏و لأن السحر لابد أن ينقلب على الساحر أو على الأقل بعضاً منه .. كانت الردود _التي زادت على الاربعين في الدقائق الأولى لنشر المقال و  على المائتين حتى وقت كتابة هذه السطور_ في معظمها انتقاد لأمريكا و سياساتها حتى ذاب موضوع المقال بينها و اختفت صرخات السجينات التي تحدث عنها ..! ‏ما يؤلم في الأمر المحاولات البسيطة من صغار المغردين في الرد على مثل تلك الافتراءات فيحاول البعض جاهداً تركيب جملة انجليزية يفند فيها تلك الأكاذيب ليخرج بتغريدة مليئة بالأخطاء النحوية فلا يفهمها المستهدفون و بالتالي فهي لا و لن تصل ..! و من يملكون زمام وسائل التواصل مشغولون بتغطياتهم للمطاعم و المجمعات .. فليس لديهم من الوقت إلا صورة للملك أو لولي عهده يلصقونها في أقرب وسم “هاشتاق” و كان الله غفوراً رحيماً ..! ‏عندما نقنع أنفسنا بالقوة الجبارة للمغردين السعوديين و نهيم في الأمر للدرجة التي تنسينا أننا أمام مؤسسات إعلامية ضخمة و عمل مهني يصيب في مقتل، فنحن بهذا نزيد الطين بلة ..! ‏ و داوها بالتي كانت هي الداء .. نحتاج إلى دواء إعلامي ناجع لا يكتفي بمتابعة المحلي و الإقليمي بل يتجاوزه للعالمية و يثبت للعالم أننا لسنا مثاليين لكننا مسلمين و لن نفعل بنسائنا ما فعلوه هم بسجينات العراق في أبو غريب …! ‏”شدة” ‏حرية الصحافة لا سقف لها في الواشنطن بوست و نحن كذلك ننعم بحرية أرضها الأحساء و سقفها سماء  السعودية.

مشاركة :