ولم أكن لأعود إلى كتابة شيء من التراتيل حول مدينة أبها الطبية والمتجمدة مثل جثة مجهول في ثلاجة مشفى لولا تعقيب الوزارة الموقرة على مقالي، ومن ثم نشر التعقيب في هذه الصحيفة. وللأسف الشديد فإن إدارة العلاقات العامة بالوزارة لم تكلف نفسها ولو لبضع دقائق، ومن باب احترام الجمهور على الأقل، لصياغة تعقيب يحمل جملاً ومفردات جديدة مختلفة. وكل ما فعلته الوزارة الموقرة عبر إدارة العلاقات ليس بأكثر من سحب نسخة أصلية من الأمر الملكي الكريم بإنشاء هذه المدينة الطبية. تعقيب الوزارة الكريمة، وهنا ما قبل الأمس، لم يكن سوى صورة بالكربون لتصريح معالي الوزير الأسبق الأسبق الأسبق السابق، الدكتور عبدالله الربيعة عن مواصفات هذه المدينة، والذي قاله بالضبط بتاريخ 19/ 3 /2011: أي قبل ست سنوات تنقص أياماً خمسة. نحن نعلم بتواتر أربعة وزراء على الكرسي العالي من بعد هذا التصريح ولا زالت إدارة العلاقات العامة بالوزارة تجيب عن أسئلة الفضيحة بإعادة تدوير نص الأمر الملكي الكريم وتفسير الوزير القديم لتلك المكرمة الملكية. إدارة العلاقات العامة بوزارة الصحة لم تجب عن فقرة واحدة من أسئلتي المشروعة وهي بالضبط أسئلة الناس. وفي النهاية فإن «طمام» هذه المدينة المرحومة لا يمكن إخفاؤه في جيب الكاتب أو المسؤول مثلما يستحيل أيضاً تغطيته بعباءة محتشمة أو بشت حساوي. الفضيحة النائمة لست سنوات مكتملة شاخصة على ناصية أكبر شارع عام بالمنطقة. السنوات الستة الكاملة تمخضت عن هيكل عظمي لمبنى واحد يتيم بطول 84 متراً وبعرض 17 متراً بالضبط، فكيف تتحدث الوزارة عن مدينة؟ الهيكل العظمي الوحيد الشاخص وحده من بين 13 مبنى «أكلها الذئب» يرتفع خاوياً خالياً منذ عامين، فإلى من تسوق الوزارة وإدارة علاقاتها العامة هذا التضليل المكشوف عن حقائق مشروع ميت؟ اليوم، وشخصياً، لم أعد أستجدي معالي الوزير، بذات الطلب الذي كان صلب مقالي قبل أسبوع بتشكيل لجنة يثق بها للوقوف على حقائق وأركان الفضيحة: بات كل رجائي من صاحب المعالي أن ينتدب من شاء من داخل إدارة العلاقات العامة بالوزارة كي تقف على الأطلال من أجل أن تتقن صياغة تعقيب. أتمنى من معاليه أن يطلب من علاقاته العامة أن تحترم أبصار الناس وعيونهم المجردة التي تشاهد هذا الوليد الخديج، فلازالت إدارة العلاقات تتحدث عن «مدينة» وتسحب من الأرشيف تصريح وزير قديم ومتى: بعد ست سنوات كاملة مكتملة. ختاماً: أنا يا صاحب المعالي لست طالباً من «مدرسة المشاغبين» كما يروج البعض ولكن: كل ما قرأته في تعقيب الوزارة لم يكن بأكثر من «شاهد ماشفش حاجة».
مشاركة :