قريبا.. مثولوجيا الخلود للمفكر العراقي خزعل الماجدي

  • 11/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يصدر قريبا كتاب "مثولوجيا الخلود.. دراسة في أسطورة الخلود قبل الموت وبعده في الحضارات القديمة" للمفكر الدكتور خزعل الماجدي، عن دار الهجان للنشر بالعراق. ويطرح الكتاب عدة تساؤلات ومنها لماذا بحث الإنسان عن الخلود؟ ولماذا عندما لم يجده اقترح له صيغا بديلة؟ وكيف تطلع الإنسان إلى حياة ما بعد الموت ورأى نفسه خالدا فيها بجسده وروحه أو بأحدهما؟ وكيف صنع الإنسان من كل هذا الدأب الأساطير وخطط السيناريوهات الاسكاتولوجية.ويحاول الكتاب الإجابة عن كل هذه الأسئلة مع معالجة الخلود مثولوجيا ويبحث فى الإغواءات الكبرى للخلود قبل وبعد الموت وفى الاغواءات الصغرى البديلة والكامنة فى البطولة والحكمة والجنس والتكاثر والطب والشفاء والكلمة والمعرفة.ولا شك أن كل الديانات أعطت للإنسان نوعا من الخلود قبل أو بعد الموت وقد اختلفت درجات هذا الخلود وطرائقه ونسجت حوله الكثير من الاساطير التى صورت عوالمه وصاغت أشكاله.هذا الكتاب ينقسم إلى بابين أساسيين: الأول يعالج موضوع الخلود قبل الموت والبحث عنه فى تراث وادى الرافدين وبعد الموت والاستسلام له فى حياة الاخرة فى تراث وادى النيل فالخلود قبل الموت كان هاجسا ملحا عند العراقيين القدماء ولكنهم اعترفوا بعجزهم شبه الكامل عن الحصول عليه ولذلك اخترعوا بدائل جزئية عنه كالمعرفة والتكاثر والاسم والشفاء. أما المصريون القدماء فلم يبحثوا عن الخلود فى الحياة لانهم كانوا يؤمنون أن الانسان خالد اصلا وأن وهلة الموت ما هى الا حاجز شفاف للانتقال من الحياة الاولى الى الحياة الابدية ولذلك حنطوا اجسادهم واخترعوا السيناريوهات التى تؤدى بالصالح الى جنات اوزيريس وبالطالح الى نيران وأفاعى الدوات.والحقيقة أن طريقة النظر الى الحياة والموت والخلود مختلفة تماما فى الحضارتين الرافدية والنيلية.أما الباب الثانى من الكتاب فيناقش بالتفصيل تلك الاحوال التى اعطاها التراث الرافدى بديلا عن الخلود الشامل فقد تطرق الفصل الاول من هذا الباب لمناقشة مثولوجيا البطولة والحكمة ومدى تلازمها او افتراقهما عند الالهة والشخصيات الاسطورية فى العراق القديم " أدابا وأوتونابشتم وإتانا وجلجامش .. الخ" أما الفصل الثانى فيحلل مثولوجيا الجنس والتكاثر من خلال وحدة الاخصاب الكونى ومرايا إنانا الخصيبة ومراياها المضادة الكارثية.ومتلازمات الخصب والجدب وفى الفصل الثالث نتطرق الى مثولوجيا الطب والشفاء باعتبارهما نوعا من البقاء الجزئى ومحاولة لانتشال الإنسان من الموت والمرض وقد دفعنا هذا الى الحفر فى الاساطير السومرية والبابلية القصص والملاحم ونصوص التعاويذ والأحلام التى تناولت الطب والأمراض.وفى الفصل الرابع ذهبنا الى قوة الكلمة والمعرفة باعتبارها محاولة من محاولات الخلود لكننا حصرنا قوة الكلمة والمعرفة فى نمطين من الممارسات الخارقية وهما العرافة والسحر وزدنا ذلك خصوصية عندما تناولنا العرافة والسحر فى جانبهما الطبى والشفائى لكى نربط الفصول السابقة بهذا الفصل ربطا محكما ففى قوى العرافة الطبية تناولنا مراقبات العرافيين للأحشاء والحيوانات والطبيعية والنجوم، وربطهما بالصحة والمرض وفى قوى السحر تناولنا علاقة الطب والجراثيم السحرية "الشياطين" والسحر الوقائى "الرقى والتعاويذ والتمائم" والسحر الاسود والطب العقلى والنفسى.وإذا كنا قد استجبنا للإغواءات الكبرى والصغرى للخلود فى الحضارات القديمة وتناولنا اساطيرها والهتها ومغامراتها فهذا يعنى أننا حاولنا تحليلها علميا وتوضيح عناصرها الدينية بشكل خاص.

مشاركة :