"خطوط طويلة"، عنوان مقال إيغور بشينيتشنيكوف، في "إزفستيا"، حول المآل المفتوح لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتعقيدات العلاقة بين بروكسل ولندن. وجاء في المقال: انتهت قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت الأحد في بروكسل بالموافقة على مشروع اتفاقية بشأن الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي واعتماد إعلان سياسي حول طبيعة العلاقات المستقبلية. في الواقع، لا في الجزر البريطانية ولا في أوروبا القارية يعرفون بعد ما إذا كان ينبغي أن يفرحوا أم يبكوا. في الاتفاقية الموقعة لا يوجد حل لجوهر كثير من المشاكل في العلاقات المستقبلية بين بروكسل ولندن. فعلى مدى 20 شهراً من المفاوضات، لم يتفق الطرفان تقريباً على أي شيء، وأجلا مناقشة التفاصيل إلى المرحلة الانتقالية. لندن، ساومت الاتحاد الأوروبي على تمديد المرحلة الانتقالية مرة واحدة لفترة من الزمن، إذا لزم الأمر. كبير المفاوضين عن الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، اقترح تمديدها لمدة عامين. لكن عددا من الدول يصر على 12 شهرا. نوقش تمديد المرحلة الانتقالية لأن الطرفين ليس لديهما فهم حقيقي لكيفية الوصول إلى مواقف مقبولة لكليهما، في المقام الأول، بخصوص الاتفاق التجاري الذي يتعين على الطرفين إبرامه. من الواضح أن لندن ستسعى لترتيب الأمور للحصول على وضع الصديق بدل العضو، ما يتيح لها التعامل براحةً أكبر، وباستقلالية عن البيروقراطية الأوروبية. لكن العديد من دول الاتحاد الأوروبي لا ترغب في أن تتمتع المملكة المتحدة بامتيازات أعضاء الاتحاد، دون أن تكون لديها أي التزامات تجاه بروكسل. ومن القضايا الإشكالية، مسألة الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا. ومن بين القضايا الجدية، تم التأكيد أيضا على متطلبات مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، التي ترأسها فرنسا، لتوفير فرصة لصيد الأسماك في المياه البريطانية أمام سفن الصيد الأوروبية. المملكة المتحدة لا تقدم تنازلات. هذه ليست سوى بعض المشاكل التي لم تحل في المفاوضات المستمرة منذ استفتاء العام 2016. ولا يبدو أنها قابلة للحل في المفاوضات التي ستبدأ خلال المرحلة الانتقالية. لذا، فإن الطرفين سيتجادلان لفترة طويلة وبصورة مملة، ولا نهاية تلوح في الأفق.. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :