واشنطن - وكالات: اعتبر تقرير لمجلة “إنسايد أرابيا” الأمريكية أن استمرار الدعم الإماراتي للجنرال الانقلابي خليفة حفتر يعمل على استمرار الفوضى في ليبيا ويقوض جهود التوصل لحل سياسي في البلاد التي تعصف بها الصراعات منذ أكثر من خمس سنوات، رغم التصريحات الرسمية الإماراتية عن دعم التوصل لحل، وبحسب المجلة فإنه ومنذ سقوط “معمر القذافي” عام 2011، لم يحقق الليبيون أحلامهم في الحرية والأمن، ولا توجد سلطة تسيطر بشكل كامل على البلاد. وتنقسم السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بقيادة “فايز السراج” ومقرها في العاصمة طرابلس، وما يعرف بـ”الجيش الوطني الليبي” المنافس بقيادة القائد العسكري “خليفة حفتر” ويتمركز شرق البلاد. وولد الفراغ في السلطة في البلاد الغنية بالنفط حالة من التنافس بين العديد من الفصائل الأخرى مثل “الإخوان المسلمون” والجماعات السلفية وحتى الميليشيات المسلحة. وتدعم مصر والإمارات العربية المتحدة حملة “حفتر” العامة ضد المقاتلين الإسلاميين. وقد أطلق اللواء “حفتر” “عملية الكرامة” في بنغازي في مايو 2014؛ للسيطرة على محطات تصدير النفط الرئيسية في البلاد. وقدم نفسه كمنقذ لليبيا. وذكر “حفتر” مرارا وتكرارا أنه لا يسعى إلى السلطة، وأنه يستجيب فقط لـ “نداء الشعب”. وقالت المجلة إن هناك أهمية سياسية واقتصادية للدعم المستمر من دولة الإمارات لـحفتر حيث تعتبر أبو ظبي “حفتر” زعيماً يشن حرباً على الإرهاب في ليبيا وهو وصف لا يوافق عليه الكثير من الليبيين ولا المجتمع الدولي. وأوضحت المجلة الأمريكية أن الإمارات ترى في حفتر قائداً لمرتزقتها من أجل تنفيذ خططها الإجرامية في ليبيا لنهب مقدرات البلاد ونشر الفوضى والتخريب فيها. وقالت في العديد من المناسبات، دعت السلطات الإماراتية “حفتر” لزيارة أبوظبي وأشادت بدوره في القتال للقضاء على الإرهاب في ليبيا. لكن ليس هذا هو السبب الوحيد لأهمية “حفتر” لدى الإمارات. وأكدت المجلة أن العلاقات بين الإمارات و”حفتر” تقوم على المصلحة المتبادلة. وتخدم معركة “حفتر” ضد الفصائل الإسلامية في ليبيا أجندة الإمارات السياسية في المنطقة. ويأتي هذا تماشياً مع الحملة التي تشنها الإمارات على الجماعات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، ولا سيما “الإخوان المسلمون”. وقد مولت الإمارات، إلى جانب المملكة العربية السعودية، الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المعزول “محمد مرسي” عام 2013. وقالت المجلة إن الإمارات شاركت في مفاوضات سرية مع “حفتر” هذا الصيف لتصدير النفط الليبي عبر قنوات غير المصدر الوحيد المعتمد من قبل الأمم المتحدة، المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”. وأكدت أن حفتر يعمل على ضمان المصالح الاقتصادية والتأثير السياسي لدولة الإمارات في ليبيا. وفي المقابل، توفر الإمارات الدعم لـ”حفتر” بطرق مختلفة. وأوضحت أن الإمارات توفر الدعم العسكري لـحفتر في الوقت الذي يسعى فيه إلى الوفاء بالتزامه المزعوم “بتطهير” البلاد من الميليشيات الإسلامية. واتهم تقرير الأمم المتحدة الإمارات بانتهاك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا عبر توفير الدعم المالي والمعدات العسكرية، مثل المروحيات والطائرات والمركبات المدرعة إلى قوات “حفتر” في يونيو 2017. وإلى جانب الدعم العسكري والمالي، تقوم السلطات الإماراتية بتمويل الحملات الانتخابية للمرشحين المؤيدين لـ”حفتر” بالانتخابات الوطنية التي كان من المفترض أن تتم في ديسمبر 2018، لكن تم تأجيلها بسبب القتال في طرابلس. وأكدت المجلة أن الدور الذي تلعبه الإمارات في الشأن الليبي الداخلي أصبح مثيراً للانتباه، وغير خفي حيث صدرت تقارير دولية موثقة تثبت تورط الإمارات بالتعاون مع مصر في دعم أحد أطراف الصراع الليبي هو اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد ما يُطلق عليه “عملية الكرامة” في مواجهة الإسلاميين في ليبيا المسيطرين على المؤتمر الوطني العام الليبي، وقالت إن عمق التدخل الإماراتي الهائل، في ليبيا يفوق نظيره في بقية الدول الأخرى، فمؤخراً كشف عن جاسوسين إماراتيين جرى اعتقالهما في “طرابلس”، وتعود جذور هذا التدخل عقب سقوط حكم الدكتاتور الليبي معمر القذافي، بعد سنتين من القتال أدى في النهاية إلى مصرعه عام 2012.
مشاركة :