أكدت دكتورة هيام علي السادة -استشاري طب الأسرة، مدير تشغيل المنطقة الغربية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية- أن القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً بتوفير أفضل الخدمات الصحية للسكان، بغضّ النظر عن التكلفة المالية؛ لافتة إلى أن دولة قطر دائماً ما تكون على أهبة الاستعداد لاستضافة مختلف الأحداث العالمية، وهو ما كان في «آسياد 2006»، مشددة على أن الدوحة ستكون في 2022 على أهبة الاستعداد لاستقبال المونديال، لتقدّم صورة مميزة لـ «مونديال العرب». وكشفت الدكتورة هيام السادة، في حوار خاص مع «العرب»، أن عدد المسجلين في المراكز الصحية بالمنطقة الغربية بلغ 435,892 مسجلاً حتى أكتوبر 2018، مشيرة إلى أنه ستضاف عيادة أنف وأذن وحنجرة قريباً في مركزي معيذر والوجبة، وإلى أن جميع المراكز القديمة بالمنطقة الغربية لن تغلق، إضافة إلى أن ثمة زيادة مرتقبة في العيادات بمركز الريان وتوسعته خلال 2019.وحول أثر حصار قطر على القطاع الصحي، قالت مدير تشغيل المنطقة الغربية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن حصار قطر كان له أثر إيجابي في تنويع مصادر استيراد الدواء، إضافة إلى أن تعامل المراكز الصحية مع المرضى من دول الحصار لم يتغير، موضحة أن المرضى من دول الحصار الخليجية يعاملون معاملة المواطن القطري في مختلف المؤسسات الصحية. وأضافت الدكتورة هيام السادة أن المنطقة الغربية لديها خطط واضحة لتقطير الوظائف الإدارية في المراكز الصحية، فضلاً عن خطط تحسين جودة الرعاية المقدمة للسكان، وغيرها من التفاصيل في الحوار التالي.. ما آخر المستجدات في المنطقة الغربية.. سواء من حيث زيادة المرافق أو الخدمات في مراكز المنطقة؟ افتتحت خلال الشهور القليلة الماضية 3 مراكز بالمنطقة الغربية، هي مركز معيذر والوجبة والوعب، وأُضيف عدد من العيادات في هذه المراكز بما يخدم حاجات السكان في المنطقة، منها إضافة عيادة العيون وعيادة الجلدية في مركز معيذر الصحي، وسيتم إضافة عيادة أنف وأذن وحنجرة قريباً في مركزي معيذر والوجبة. تضم المراكز الجديدة خدمات الصحة والمعافاة، باستثناء مركز الوعب، كما تضم هذه المراكز عيادات طب الأسرة والطفل السليم والنساء الحوامل، وغيرها من الخدمات، وتم توفير خدمات العلاج الطبيعي وقياس النظر بها، هذا بالإضافة إلى الخدمات المتوفرة في جميع المراكز الصحية كخدمات الأسنان والصيدلية والمختبر وغيرها من الخدمات. ماذا عن المراكز القديمة.. هل من بينها ما سيتم إغلاقه؟ أم هل تشهد تحديثاً وإضافة عيادات خلال المرحلة المقبلة؟ جميع المراكز القديمة بالمنطقة الغربية لن يتم إغلاقها، والمراكز الجديدة تهدف إلى تخفيف الضغط على القديمة، فالمنطقة الغربية من أكثر المناطق التي تعاني من كثافة سكانية عالية؛ لذا كان قرار وزارة الصحة العامة بإضافة مراكز جديدة للمنطقة. ويجري العمل في الوقت الحالي على زيادة العيادات في مركز الريان، وهو من المراكز القديمة التي نعمل على تحديثها ليستقبل عدد أكبر من المراجعين، فالمبنى صغير مقارنة بعدد المسجلين فيه، وستطرأ عليه توسعة خلال العام المقبل. لاحظ مراجعون من أصحاب الأمراض المزمنة خلال عملية تكرار العلاج أن الأدوية التي يحصلون عليها اختلفت بعض الحصار.. فهل من أسباب لهذا الاختلاف؟ حصار قطر كان له أثر إيجابي في تنويع مصادر استيراد الدواء، وأود أن أؤكد على أن الأزمة لم تؤثّر بأي صورة على القطاع الصحي، واختلاف الدواء يرجع إلى اختلاف الشركات التي نحصل من خلالها على الدواء ليس أكثر، والطبيب يسجل الدواء بالاسم العلمي له، وفي الصيدلية يجد نوعية مختلفة؛ لكن في النهاية يكون الدواء واحداً، وفي بعض الأحيان يكون التغيير من شركة الدواء نفسها، كتغيير حجم كبسولات الدواء أو غيرها من الأمور التي استقبلنا استفسارات المراجعين بصددها. البعض تحدّث عن زيادة في أسعار الدواء بالنسبة لقطر.. هل هذا الأمر يكون مطروحاً في مناقشتكم؟ أم أن الهدف الأول بالنسبة للرعاية الصحية الأولية هو توفير الدواء للمراجعين أياً كان سعر الدواء؟ الهدف الأول للمؤسسات الصحية في قطر هو أن ترتقي بالخدمات الصحية لمستوى طموح كل من يعيش على أرض قطر، بغضّ النظر عن التكلفة المالية لتوفير أفضل الخدمات، بحيث ألا يتأثر أي مراجع مواطناً كان أم مقيماً. هل من تغيير في خطط تعاطيكم مع المراجعين من دول الحصار؟ بالطبع لا.. فتعاملنا مع المراجعين من دول الحصار كما كان قبل الأزمة، والمرضى من الدول الخليجية يعاملون معاملة المواطن القطري في مختلف المؤسسات الصحية، وبغضّ النظر عن الجنسية نتعامل مع المرضى كافة المعاملة نفسها. وكم عدد المسجلين في جميع المراكز الصحية بالمنطقة الغربية؟ 435,892 مسجلاً حتى أكتوبر 2018. دائماً ما تكون دولة قطر على قدر الاستحقاقات التي تستضيفها.. فكيف ترون الاستعدادات لمونديال 2022 ونحن في انتظاره بعد بضع سنوات؟ دولة قطر دائماً تكون على أهبة الاستعداد لاستضافة مختلف الأحداث العالمية، كما كانت قطر في «آسياد الدوحة 2006» أو دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أقيمت من 1 إلى 15 ديسمبر 2006 في الدوحة، فساهمت الكوادر الطبية من المراكز الصحية في استقبال المراجعين كافة، وسنكون في 2022 على أهبة الاستعداد لاستقبال هذا الحدث العالمي، وتقديم صورة مميزة عن قطر في مونديال العرب. ماذا عن خطط التقطير في المراكز الصحية بالمنطقة الغربية؟ لدينا خطط واضحة لتقطير الوظائف الإدارية في المراكز الصحية جميعها، كالاستقبال، والأمن، وغيرها من الوظائف، ونهدف إلى الوصول إلى نسبة كبيرة من تقطير هذه الوظائف. ما خطواتكم المقبلة في ما يتعلق بجودة الخدمات المقدمة؟ نعمل على خطوات من شأنها أن تُشعر المريض بتحسن في جودة الخدمات، وذلك من خلال حصول المريض على العلاج المناسب في الوقت المناسب، ومتابعة المريض بصورة مستمرة، سواء كان في المراكز الصحية التابعة للرعاية الأولية أو المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية، وسيعمل الأطباء على متابعة المريض بصورة مستمرة. ومن الخطوات التي من شأنها متابعة المريض بصورة قريبة ومستمرة، طب الأسرة، والذي أُضيف في عدد من المراكز الصحية؛ ما يدعم خططنا في متابعة قريبة للحالات كافة، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى متابعة دائمة. ونهدف من خلال خططنا إلى أن يكون المريض عنصراً أساسياً في النهوض بالصحة العامة، من خلال توعية المرضى وتعريفهم بالمشكلات الصحية في المجتمع؛ ليكون المريض شريكاً لنا في الاهتمام بالصحة العامة. أعلنت الرعاية الصحية الأولية عن توفير استشاريين للأسنان في بعض المراكز الصحية؛ ما يقلل من عملية التحويل على مستشفيات مؤسسة حمد الطبية، ويقلل من قوائم الانتظار الطويلة على عيادات الأسنان في المستشفيات، فما الخطوات التي اتخذتموها في المراكز الصحية بالمنطقة الغربية؟ تم توفير استشاريي جراحة فك وأسنان في المراكز الجديدة بالمنطقة الغربية؛ لأن هذه العيادات تحتاج تجهيزات محددة وحديثة، والمنطقة الغربية بها مركزان يعملان على جراحات الأسنان، وستزيد لـ 3 مراكز، وكذلك توفير عيادات اللثة، وعيادات عصب الأسنان؛ ليكون التحويل إلى مستشفيات حمد الطبية آخر الخيارات المطروحة أمام الطبيب، وليتمكن الأطباء من تحويل الحالة إلى زملاء لهم داخل المركز الصحي؛ ما يوفر كثيراً من الوقت على المراجعين. هل رصدتم أثراً واضحاً لهذه الخطوات؟ نعم، لاحظنا أن التحويلات إلى مستشفيات مؤسسة حمد الطبية قلّت بصورة كبيرة في تخصص الأسنان؛ لذا تم توفير استشاريي جلدية وأنف وأذن وحنجرة وعيون، بحيث يتمكن الطبيب العام من تحويل المريض داخل المركز؛ توفيراً للوقت، ولتقديم أفضل الخدمات للمراجعين. ماذا عن حجم المشاركة في حملة التطعيم ضد الإنفلونزا، وهي الحملة التي تعمل وزارة الصحة في الوقت الحالي على الترويج لها؟ تسير حملة التطعيم ضد الإنفلونزا بصورة جيدة جداً، وأتابع بصورة يومية معدلات المشاركة في الحملة من قبل المراجعين، فثمة إقبال كبير من المواطنين والمقيمين، وأنصح الجميع بالمشاركة فيها؛ فالتطعيم المتوافر جيد جداً وآمن على الجميع، ويمكن للمريض أن يتوجه مباشرة لقسم التمريض بالمركز الصحي التابع له ليحصل على التطعيم. المنطقة الغربية من المناطق التي تشهد زحاماً سكانياً كبيراً، فهل من إقبال على التسجيل في المراكز الصحية الجديدة؟ نعم، المنطقة من أكثر مناطق قطر من حيث الكثافة السكانية؛ لذا كانت إضافة 3 مراكز صحية بها، وهذه المراكز تشهد إقبالاً كبيراً على عملية التسجيل في المراكز الجديدة، وتفوق المتوقع حتى الآن. أي منظومة تعاني بعض المشكلات التي تسعى المؤسسات إلى التغلب عليها، فما المشكلات التي لاحظتم تكرارها في المراكز الصحية التابعة للرعاية الصحية الأولية؟ وكيف تعملون على حلها؟ أبرز المشكلات التي نعمل على حلها في الوقت الحالي هي المواعيد وعدم رضا بعض المراجعين عن طولها. وفي الوقت الحالي، نعمل على التعرف على أسباب المشكلة، ومعرفة سبل حلها، بما يوفر أفضل الخدمات للمرضى، سواء كانت المشكلة تتعلق بالزحام في العيادات، أو عملية التسجيل والاتصال، لحجز الموعد أو غيرها من الأسباب. ماذا عن خططكم المستقبلية المتعلقة بافتتاح مراكز صحية جديدة؟ وفق الخطط المطروحة، يتم العمل على مركز واحد في المنطقة الغربية هو مركز عين خالد، ولكن لم يُحدّد موعد الافتتاح، وننتظر أن نرى أثراً جيداً للمراكز الجديدة على مستوى الخدمات في مختلف المراكز التابعة للمنطقة الغربية. التقارير العالمية التي ترصد مستوى الخدمات في مختلف دول العالم تضع دولة قطر في مقدمة دول المنطقة من حيث الخدمات الصحية المقدمة للسكان، فهل تتوقعون أن تحافظ قطر على صدارة دول المنطقة في تقديم الخدمات الصحية للسكان؟ ثمة اهتمام كبير من القيادة الرشيدة بتوفير أفضل الخدمات الصحية للسكان، ونعمل في الوقت الحالي على تحسين الخدمات المقدمة للسكان، ونسعى دائماً إلى أن نكون عند مستوى تطلعات المراجعين. عملية التسجيل تجاوزت المتوقع أكدت دكتورة هيام علي السادة -استشاري طب الأسرة، مدير تشغيل المنطقة الغربية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن مستوى التسجيل في المراكز الموجودة بالمنطقة الغربية متميز جداً؛ فمركز الوعب وصل التسجيل به إلى 13 ألف مراجع في قرابة الشهر الواحد، وكذلك مركزا الوجبة ومعيذر اللذان يشهدان إقبالاً كبيراً على عملية التسجيل، ومن المعلوم أنه كان مخططاً أن نستقبل 10 آلاف مسجل في العام الأول بكل مركز من المركزين، ولكن عملية التسجيل تجاوزت المتوقع. عيادات التطعيم الأكثر انضباطاً أكدت الدكتورة هيام السادة، أن عيادات التطعيم بالمراكز الصحية هي من أكثر العيادات انضباطاً. وقالت لـ «العرب»: «نحاول ألا يتجاوز الطفل الموعد المحدد له؛ حرصاً منا على حصول الطفل على التطعيم في الوقت المحدد، وخاصة التطعيمات في الشهرين الأولين من عمر الطفل؛ فهي التي تكسبه مناعة ضد الأمراض، والتطعيمات التالية إن تأخر أحدها أسبوع أو أكثر -على حسب عمر الطفل- لا يكون مؤثراً على صحته؛ لأنه قد حصل في السابق على المناعة اللازمة، والتطعيم يمثّل تأكيداً على حدوث الوقاية». وأضافت د. السادة: «بالتنسيق مع مديري المراكز، نضع دائماً عدداً أكبر من الأطفال في عيادات التطعيم؛ لسد أي فراغ، ولضمان حصول الطفل على أفضل الخدمات بأسرع وقت. كما أنه يوجد تعاون مع مستشفى النساء والولادة بإعطاء ملاحظة بولادة الأم، فتقوم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بإرسال رسالة نصية إلى الأم بتذكيرها بتسجيل المولود وتسجيل موعد تطعيم الشهرين، حيث يستطيع الأب أو أحد أفراد الأسرة تسجيل المولود في المركز المسجل به الأب، ومن ثم أخذ موعد تطعيم الشهرين؛ لضمان عدم تأخر المولود». اجتماع أسبوعي لمناقشة جميع شكاوى المرضى حول توفيرصندوقاً لتلقّي الشكاوى والمقترحات، وكيف يتم التعامل مع ما يرد من آراء المرضى .. قالت دكتورة هيام علي السادة -استشاري طب الأسرة، مدير تشغيل المنطقة الغربية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية- :» يقوم موظفو خدمة العملاء بصورة مستمرة بفرز كل ما يرد إلينا من مقترحات وشكاوى، ويُنظّم اجتماع أسبوعي على مستوى المراكز الصحية، حيث يقوم مدير المركز بالاجتماع مع رؤساء الأقسام لمناقشة الشكاوى كافة، ومعرفة إن كان من مشكلة بالقسم أو أن المريض لا يعرف الخدمة بصورة دقيقة. وبناء على ذلك، تُوفّر خدمات أفضل للمراجعين، ويُرفع تقرير شهري إلى الرعاية الأولية يختص بما دُرس من قبل المركز الصحي والخطوات المتخذة في ما يتعلق بالشكاوى المقدمة، وندرس الشكاوى عن قرب إن كانت شكوى عامة بكل المراكز الصحية أو أن المشكلة المذكورة في مركز بعينه، ونسعى بصورة دائمة إلى التغلب عليها وتقديم أفضل خدمة للمرضى. وأضافت أن أي شكوى ترد إلينا حتى لو كانت شخصية يتم التعامل معها بالآليات نفسها، ونسعى للتعرف على سبب حدوثها، ونعمل على إشراك المريض في هذه العملية بحيث يتعرف على ما اتُّخذ في شكواه. خطط لتقليل الانتظار بعيادات الأسنان رداً على الشكاوى المتكررة من مواعيد عيادات الأسنان، قالت الدكتورة هيام السادة: «نعمل في الوقت الحالي على معالجة مشكلة تأخر المواعيد في عيادات الأسنان؛ للتعرف على سبب تأخر المواعيد. وندرس وضع خيارات جديدة أمام المريض، بحيث يكون بإمكان المريض أن يختار الاستمرار في عيادة الأسنان التابعة للمركز المسجل به، أو تحويله إلى أحد المراكز القريبة ضمن المنطقة نفسها؛ الأمر الذي يمكّن المريض من الحصول على موعد قريب في مركز صحي آخر قريب من المسجل فيه». وأضافت: «ومن الخطط التي نعمل عليها في الوقت الحالي من أجل معالجة مشكلة تأخر مواعيد الأسنان في المراكز، تخصيص عيادات إضافية في كل منطقة، تُحوّل الحالات عليها من المراكز التي تعاني زحاماً في عيادات الأسنان». وأوضحت أنه من المشكلات أيضاً المتكررة في عيادات الأسنان، وربما في عيادات أخرى، أن ينتظر المريض موعده في حالة عدم قدوم المراجع في الموعد السابق له، على الرغم من أن إدخال هذا المريض ربما يخلق متسعاً من الوقت لغيره من المراجعين. وأردفت: «لذا، ندرس في الوقت الحالي مع المختصين في المراكز الصحية وعيادات الأسنان، وضع حد أقصى لانتظار المريض، بحيث يدخل المريض التالي في حال عدم حضور صاحب الموعد».;
مشاركة :