الحُب.. والأنين

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تقول (خلود الحربي @khloode14155) في تغريدة لها في «تويتر»، وهي تقدم كليب صغيراً من أغنية للفنان محمد عبده: «مثل شعور أبو نورة بأن (ولا عاش راسٍ على الدنيا يبكّينا)، بس في الأخير استسلم، وبكى»!! **** وأجبتها بتغريدة قلت فيها: «يقولها المُحب من وراء قلبه للحبيب.. يعاتبه فيها، ولكن الواقع أن ليس هناك رأس في الدنيا يُبكي العاشق غير الحبيب.. يقول الشاعر: كُن لي حبيباً كما شاء القدر ولا تتركني وحيداً كاللّيل بلا قمر فكيف لي بدونك أن أعيش بين البشر فهل للزّرع أن ينبت دون أن يسقط عليه المَطر؟» **** وهكذا.. لا شىء يُمكن أن يُبكي المُحب إلا الشعور بالغبن، وعدم مبادلته الحُب بمثله.. ولا تعني كل المعاني التي نزهو بها على الآخرين كالإباء والشمم والعزة والكرامة وعدم التذلل.. الخ، لا تعني شيئًا تجاه المشاعر الصادقة بين المحبين لأنهما يصبحان شيئاً واحداً يسعدهما ما يسعد أحدهما، ويشقيهما ما يشقيه.. لذا أجد دائماً التصوير الحقيقي للمحبة بين قلبين في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ الروم:21. **** وقد عبر الشاعر أحمد رامي عن ذوبان الفوارق بين المحبين في كلمات أغنيته (ياللي كان يشيجيك)، التي شدت بها أم كلثوم حين قال: عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك وتجيب خضوعي منين ولوعتى في هواك وهذا البيت، وإن كان يُمثل الخنوع والمذلة، فيعادله قول الشاعر «حرمتني من نار حبك وأنا حرمتك من دمعي» يعني أتألم من غير أن أبكي، فأكتم الحب دون خنوع. وأخيراً.. ليس بين المحبين عتاب، بل محبة دائمة. #نافذة: «أنا بحْرُك يا سيدتي.. فلا تسأليني عن تفاصيل الرحلة.. ووقت الإقلاع والوصول..» نزار قباني

مشاركة :