تباين ردود الفعل الطبية حول عقار ” Vitrakvi” لعلاج أمراض السرطان

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أثار إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، عن أول دواء في العالم يمكنه أن يعالج مرض السرطان من منبعه وأصله للكبار والصغار، جدلا واسعا في الأوساط العلمية للمتخصصين في علاج الأورام، وتباينت الآراء بين داعمين للعلاج الجديد، وبين مقللين من قيمته العلمية. وتداولت وسائل الإعلام العربية والعالمية، إعلان الهيئة عن عقار “فيتراكفي” (Vitrakvi)، الذي يعمل، وفق ما قاله سكوت جوتليب، مفوض الهيئة، على معالجة الطفرات الوراثية للأورام السرطانية، بغض النظر عن نوع المرض أو مكان نشأته. ومن جانبه، كتب الدكتور فهد الخضيري، أستاذ المسرطنات، عبر صفحتته على “تويتر”: “الحمد لله والشكر لله، هذا انجاز جديد واكتشاف جديد لعلاج السرطان بحيث يستهدف هذا الدواء الجديد “فيتراكفي”الأصل الجيني للسرطان ويعالج أصل الورم والجينات المتطفرة قبل انتشار الورم ( وعذا اول دواء بهذه المواصفات، وسيغير طرق العلاج ١٠٠٪ بإذن الله”. بينما تناقلت وسائل إعلام أمريكية، قصة الطفلة “ريانا” التي تم تجربة العقار الجديد عليها، وساهم في توقيف نمو المرض لديها، كما ذكرت أن الاستجابة للعقار مشجعة، إذ استجاب للعلاج 75 % من متلقي الدواء، فيما استغرقت 73% من الاستجابات ستة أشهر على الأقل. ومن ناحية أخرى، قلل متخصصون في الأورام السرطانية، من حجم الاكتشاف العلمي الجديد، لافتين إلى أنه اعتمد على ضجة إعلامية “أكبر من قيمته الحقيقية”. وقال الدكتور أحمد الشمري، استشاري الأورام، إن “دواء الـ Larotrectinib ، المعروف تسويقيا باسم فيتراكفي، هو علاج جديد تم اعتماده حديثا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج حالات محددة للسرطان، ممن لديهم نوع محدد من الطفرات الوراثية(TRK gene)  وهو لا يهدف لعلاج السرطان من جذوره (شفاءه) ولكن يهدف للسيطرة على نموه وانتشاره لأطول فترة ممكنة”. وأضاف الشمري، أن نتائج الدراسة، حسب ما نشر في مجلة NEGM الطبية العريقة، أعلنت أن ٥٥ مريضا تمت تجربة الدواء عليهم نسبة الاستجابة ٧٥-٨٠٪، وأن ٥٥٪ من المرضى لم يتزايد أو يتطور لديهم المرض بعد مرور سنة من بداية العلاج، وأرفق صورا من الدراسة مع تغريدته. كما اتفق الدكتور محمد ناصف، أستاذ مساعد جراحة الأورام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، مع الرأي المقلل من قيمة العلاج الجديد، موضحا أنه يعالج أوراما محددة تمثل نسبة قليلة، ويستهدف خلايا سرطانية معينة وليس كلها. وعلى صعيد آخر، أعطى الإعلان عن عقار جديد لعلاج أمراض السرطان بشكل نهائي، أملا كبيرا، للعديد من المرضي الذين يعانون من هذه الأمراض الخطيرة، وكذلك ذويهم ومحبيهم، الذين غردوا على وسم “علاج مرض السرطان”، معربين عن فرحتهم بالاكتشاف العلمي الجديد، وأملهم في أن يساهم في تخفيف آلام المرضي ومعاناتهم. كانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، أعلنت، أمس، عن إجازتها أول دواء في العالم يمكنه أن يعالج مرض السرطان من منبعه وأصله وللكبار والصغار. وقال مفوض الهيئة الأمريكية، سكوت جوتليب، إن “التصديق على إجازة وطرح هذا الدواء، خطوة مهمة لعلاج السرطان، لأنه يعالجه من منبعه، ويعالج أساس جينات الأورام السرطانية أيا كان موقع منشأها في جسم الإنسان”. مضيفا أن العقار الجديد سوف يساعد مرضى السرطان للحصول على العلاج المناسب، ويساهم في علاج أشخاص يعانون من أورام سرطانية مختلفة، ولكن يمتلكون طفرات وراثية مشتركة. وقال رئيس مركز تطوير الأدوية المبكر في مركز ميمورال سلوان كيترينج للسرطان في نيويورك، الدكتور ديفيد هايمان: “تقليديا كان يتم علاج السرطان بناء على أساس مصدر الورم السرطاني، لكن حاليا سيكون العلاج لأي مكان في الجسم لأنك تعالج الجين الأصلي الذي تسبب في ظهور الورم. وتم تجربة الدواء فعليا على البشر وسجلت حالة شفاء طفلة خلال أشهر بعد تناول الدواء ،وسوف يطرح الدواء على هيئتين، الأولى في هيئة أقراص أو كبسولات، والأخرى على هيئة دواء شراب للأطفال بشكل خاص. في السياق، علق الدكتور أحمد محمود، الحاصل على الزمالة البحثية في تخصص العلاجات المناعية والفيروسات القاتلة للخلايا السرطانية للقضاء على الأورام من جامعة هارفرد، قائلا إن الإعلان الأمريكي فيه الكثير من المغالطات. وأوضح “محمود” أن العلاج المذكور ممتاز، لكن لأورام معينة تحدث نتيجة لطفرة بعينها تؤدي الى تكون بروتينات مختلفة عن الطبيعية. موضحا: العلاج لن يُعطى ولن يعمل مع الأورام التي لا تحتوي على هذه الطفرة. وأشار إلى أن الأمراض التي يعالجها هذا العلاج ليست شائعة، ولكن يمكن العثور عليها في سرطانات الغدة اللعابية والغدة الدرقية والرئة وبعض الأورام الأخرى. وأشار إلى أن نسبة الأورام التي يوجد بها هذا الخلل الجيني بسيطة. منوها بأن هناط شروط معينة لاستخدام العلاج إضافة إلى وجود الطفرة.

مشاركة :