الخرطوم-(أ ف ب): تباينت ردود فعل السودانيين على تطبيع العلاقات بين بلدهم وإسرائيل، بين من يرى أنه «خيانة» ومن يؤمن بأنه سيكون سببا لـ«الازدهار الاقتصادي». وأكدت الخرطوم الجمعة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل و«إنهاء حالة العداء بينهما»، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووُصف الاتفاق بأنه «تاريخي». وجاء في البيان الثلاثي: «اتفق القادة على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما... وبدء العلاقات الاقتصادية والتجارية». كما اتفقوا على «أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقات التعاون في تلك المجالات وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها». وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس الاحد أن اجتماعا مشتركا بين السودان وإسرائيل سيعقد في «الاسابيع المقبلة» لبحث أفق التعاون. وقالت الخارجية السودانية في بيان أنّه تم «الاتفاق على أن يجتمع وفدان من البلدين في الاسابيع المقبلة للتفاوض حول ابرام اتفاقيات للتعاون في مجالات الزراعة والتجارة والاقتصاد والطيران ومواضيع الهجرة وغيرها». وأثار الإعلان انقسامات بين القوى السياسية في السودان الذي يمر بمرحلة انتقالية صعبة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019 في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي دام ثلاثة عقود. وعبر الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي أكبر حزب في تحالف الحرية والتغيير الذي تشكلت منه الحكومة الانتقالية، عن رفضه للخطوة. وانسحب من مؤتمر نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف يتناول قضايا التطرف والتجديد في الإسلام وهو الأول من نوعه في عهد الحكومة الحالية. وقال المهدي في بيان «أعلن انسحابي من المشاركة في هذا المؤتمر تعبيرًا عن رفض بيان شارك فيه ممثلون لأجهزة السلطة الانتقالية مع رئيس أمريكي منتهية ولايته يوم 3 نوفمبر القادم، وهو يجسد العنصرية ضد الأمة الإسلامية والعنصرية ضد الأمة السوداء ورئيس دولة الفصل العنصري لمتحدي للقرارات الدولية والمخالف للقانون الدولي بضم أراضٍ محتلة». وأتت خطوة المهدي في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من التحالف الذي يضم أحزابًا ومنظمات المجتمع المدني وروابط واتحادات مهنية وحركات مسلحة. من جانبه، اعتبر مبارك الفاضل المهدي السياسي المنشق عن حزب الأمة، أن التطبيع «انتصار للشعب السوداني». وقال لوكالة فرانس برس إن «الاتفاق المعلن انتصار للشعب السوداني بعدما عانى فترة طويلة من العزلة عن العالم، 27 عامًا عزلته عن التكنولوجيا... إنه اتفاق تاريخي يُخرج السودان من عنق الزجاجة». واعتبر عثمان ميرغني المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، أن الاتفاق يفتح الباب أمام الاقتصاد السوداني. وقال ميرغني لفرانس برس «كانت الحكومة تتوقع ارتباط إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب باتفاق التطبيع وأصرّت عليه حتى وإن كان ذلك عبر تل أبيب لفتح باب للاقتصاد السوداني مع المجتمع الدولي وخاصة مؤسسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي».
مشاركة :