المنامة – أكد وزير الإعلام البحريني رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي أن العقوبات الأميركية ضد إيران خطوة مهمة لإجبارها على الحدّ من انتهاكاتها الصارخة لسيادة الدول، مشددا على أهمية التعاون الخليجي ودعم البحرين للسعودية، بشكل كبير، في ظل الهجمة الإعلامية المنظمة التي تتعرّض إليها وتستهدف بشكل خاص برنامجها الإصلاحي. وشدّد على أن حق المعارضة مكفول في البحرين وفق الأطر الدستورية والقانونية، وأن نجاح الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة عكس إدراك البحرينيين لحجم التحديات القائمة. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، في المنامة، قال الرميحي إن نجاح الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة، بنسبة مشاركة عالية وصلت إلى 67 بالمئة، مثّل أكبر دلالة على وعي وقدرة الشعب البحريني على هزيمة الدعوات المشبوهة. وقال إن ”إيران وأذرعها بالمنطقة وأعوانها بالداخل والخارج حاولوا من البداية عرقلة العملية الانتخابية بدعوات عدة إلى المقاطعة، فضلا عن عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي أرسلت للبحرينيين صبيحة يوم الاقتراع تقول إن أسماءهم قد حذفت من الكشوف، في محاولة واضحة للتأثير سلبا على سير الانتخابات… ولكن وعي الشعب كان كبيرا، وجاء إقباله على هذه الانتخابات هو الأكبر في تاريخ المملكة السياسي”. وحول ما إذا كان يرى أن العقوبات الأميركية ضد إيران ستنجح في الحد من تدخلها بشؤون دول المنطقة، قال الرميحي إن ”العقوبات خطوة على الطريق لترسيخ الشرعية الدولية وكفّ تدخلات طهران وانتهاكاتها الصارخة لسيادة أغلب دول المنطقة، ولكننا ندعو كلا من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ مواقف حاسمة لإكمال هذه الخطوة وسد أي ثغرات تحاول طهران من خلالها تجاوز أثر العقوبات المفروضة عليها”. Thumbnail وأعرب الوزير عن انزعاجه من “تشكيك البعض في وجود تدخلات إيرانية بالبحرين، رغم توثيق هذه التدخلات بالأدلة، ونظرها أمام القضاء البحريني، بل وإدانتها من قبل منظمات خليجية وعربية وإسلامية، فضلا عن نجاح الأمن البحريني، بالتعاون مع الأشقاء في الخليج، في الكشف عن بعض الشبكات والخلايا الإرهابية المرتبطة بإيران، والتقدّم بشكاوى رسمية بشأنها إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية”. كما استنكر أن “البعض لا يزالون يحصرون الأمر برمته في مجرد كونه نزاعا سياسيا على خلفية طائفية”. ودعا المشككين إلى “مراجعة أكثر من عملية إرهابية ثبت ضلوع إيران بها، سواء بتشكيل الخلايا وتدريب عناصرها أو الدعم بالمال والأسلحة، وراح ضحيتها خلال السنوات الماضية أكثر من 25 شهيدا من رجال الشرطة وخلفت نحو أربعة آلاف مصاب، منهم 200 في حالة إصابة بعجز دائم، بخلاف استهداف للمنشآت الاقتصادية والحيوية والتعليمية”. وانتقد الوزير استمرار وسائل إعلام أجنبية في “حصر المعارضة في تنظيم أو أبناء طائفة بعينها، وهي الطائفة الشيعية، والحديث عن قيامهم بمقاطعة شبه كاملة للعملية الانتخابية”. وردا على تساؤل حول الحكم القضائي الصادر بالسجن المؤبد بحق رئيس جمعية الوفاق المنحلّة المعارض علي سلمان، والذي أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية، قال الرميحي ”سلمان صدرت ضده أحكام قضائية عديدة، ليس لكونه شيعيا أو معارضا أو من قبيل تنكيل السلطة بالمعارضة أو التضييق على حرية التعبير كما تردد بعض وسائل الإعلام، إذْ أنه لا يوجد في البحرين سجناء سياسيون أو معتقلو رأي، وإنما جاء الحكم الأخير ضده على خلفية اتهامه بارتكاب أعمال عدائية ضد المملكة والإضرار بأمنها القومي، والتحريض على الطائفية والعنصرية، والتخابر مع الحكومة القطرية بقصد إشاعة الاضطرابات والفوضى، وما صاحبها من جرائم وأعمال عنف وتخريب”. Thumbnail وشدد على أن “الأمر برمته بيد القضاء. وسبق لهذا القضاء أن برّأ سلمان في الدرجة الأولى للتقاضي، وخفّض مدة عقوبته في وقائع قضائية أخرى”. وعلى صعيد العلاقات مع قطر، استنكر الوزير “الدور الخبيث الذي يقوم به الإعلام القطري حاليا لتشويه الرموز العربية والإسلامية، وهو ما برز مؤخرا في استهدافه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وشيطنة دور المملكة وحلفائها”، واعتبر أن هذا “يدحض ويكشف بوضوح زيف دعوات قطر إلى المصالحة”. وسخر الرميحي من محاولة البعض تصوير جولة ولي العهد السعودي الموسعة بكونها محاولة لتجميل صورته وصورة المملكة بعد الانتقادات والاتهامات المرتبطة بمقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وأكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليس بحاجة لأي سبب لزيارة أي دولة عربية، وفي مقدّمتها البحرين. وأضاف أن ”الأمير محمد بن سلمان يتمتع بحب كبير لمكانته ومبادراته التنموية والإصلاحية الطموحة، هذا بالطبع إلى جانب الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في زعامة العالم الإسلامي والعربي وكونها في مقدمة دول العالم تقديما للمساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية لمختلف الدول والشعوب. ونحن، والجميع بالمنطقة، نقف صفا واحدا إلى جانب السعودية، وندعم الأمير محمد بن سلمان في مواجهة تلك الحملات المغرضة والحاقدة”. واستنكر الرميحي “استمرار الدوحة في تحريضها الإعلامي،، ضد البحرين والسعودية والإمارات ومصر”، كما كذّب ترويج قطر لأن تكون الدول الأربع، المقاطعة لها، “تحاول التراجع عن مواقفها”.
مشاركة :